توجُّس

Beginne am Anfang
                                    

"آسف"
خانتني قوتي كما خانتني ركبتاي عندما سقطتُ ارضًا دون حيله، كنتُ وحيد، كمن لا يرجو شيئًا سوى ان يبكي بصمت وهو يُزيح تلك الصخور من على كتفه

"سأسألُك سؤالًا واحدًا فقط"
ارتعشت روحي وارتجفَ قلبي، ارى من مكاني هذا أثارُ السنين التي خطت تجاعيدها فوق يديه، هل ستقتلني تلك الأيدي يومًا؟

لماذا فكرة الموت تبدو مُغريه رغمَ سوئها؟

"هل فعلت؟"
احسستُ بدمائي تتجمد لوهله، ان كنتُ انا المجرم وانا المحامي وانا الشاهد والدليل فهل ستكونُ انتَ القاضي يا جدي؟ هل ستُحاكم دماؤك بسيفٍ قاتل ام حبالًا مُعلقه؟

"لا"
انتفضَ جسدي إثرَ صوت ابنُ عمي ميشيل الذي صرخَ يوبخني ويؤكد جريمتي في نفوس الجميع، لكني ظللتُ انظر لأعيُن جدي بصمتٍ مدوي كصمته، كان حالنا بائس،
يا للضيق فقد كنتُ اصرُخ امامَ اصم

"ويحك، أقاتلٌ وكاذب؟"
لم التفت، لم انظُر، لم انبس ببنت شفة، واصلتُ الرؤيه والإدراك بأن جدي خائفٌ مني ومن حقيقتي

اعلم ما الذي يتردد في عقله تحديدًا، اعلم ماهية تلك الصوره المنعكسه في عيونه، وكلما اشتدت قبضتهُ على العصا أكثر كلما عرفت بماذا يُفكر عني
فهل تقولُ في عقلك كيف تجرأ تايهيونق الصغير على ذلك الفعل؟
هل تكرهُني داخل افكارك؟
ماذا افعل اخبرني! ان لم تصدقني انت فمن سيفعل؟

"سيُطاردك الجحيم، ستؤنبُك شقيقتُك في أحلامك ايها القاتل، حتى والدتك لن تعود مهما بحثت عنها"
احسستُ بعظامي تسقط، وجسدي يتراكم فوق بعضه من شدة الألم، دفنتُ شهقات قلبي تحت رُكامي، اعتصرتُ روحي داخلي حتى شعرتُ بها تود الخروج مني

"اصمت قبل ان أُلحقك بشقيقتي"
التفتُ برأسي أُحدق في عيونه المتفاجئه، لم يُحرك حُطامُ جسدي شيء ولا حتى صدمة اعينهم الى ان رأيته يركض بقوه ويلكمني حتى الصقَ وجهي بالأرض

"انا من سيُلحقك بها ايها اللعين"
استسلمتُ له يلون وجهي بلكماته ثم يجعلني ابتلع دمائي ليعود ويلكمني بقوةٍ اكبر، وانا اسمع صرخاتهم تزيدُ عذابي، ما الذي يحصل بحق الرب؟ هل يحاولون تبرئة انفسهم من فعلة ميشيل وهم يفعلون ما يفعله كل يوم ولكن دونَ دماء

لم اعد اشعر بشيء من شدة الألم، حتى فكي احسُ به يسقط من وجهي، كانت لكماتهُ قاسيه لكنها انعم من لكمات قلبي لي وهو يجعلني أُدرك انعدام وجودي بينهم!
كان يسلخ جلدي تحت ظل عيونهم ولم يُحرك ذلك شيء، قهرني جدي الذي لم يفعل شيء ولا بنظرةٍ منه
وأبي! أبي الذي تخلى عني على تلك الطاوله قتلني.

شتاءٌ أخرسWo Geschichten leben. Entdecke jetzt