وصايا الوداع||النّهاية

3.5K 345 145
                                    

ركضتُ إلى المنزل دون أن أهتم بآلامِ جسدي ثم أحضرتُ مفاتيح سيارتي وركبتها بسرعة لأُقلع نحو المستشفى كالمجنونة...

لقد كنتُ مدمّرة حينها..كنت خائفة وهلوعة والأبشع من ذلك هو أنّني كنت فاقدة للأمل لطالما اعتدتُ أن أفقد كل شخصٍ أحبّه...

وصلتُ إلى المستشفى بعد مدّة لا بأس بها فوقفتُ أمام موظّفة الاستقبال وسألتها سؤالاً لم يكُ مفهوماً بسببِ شهقاتي العالية:

"رايس..أين هو  رايس..أريد رؤية الشّاب الذي أحضروه إلى هنا قبل ساعة بفعلِ حادث مرور"

عبثت الموظّفة بسجلّها ثم رفعت عينيها صوبي تناظرني بحزن:

"إنّه في قسم العناية المركّزة...القسم القابع في الطابق الثاني من المستشفى."

أومأتُ لها كالمجنونة ثم مسحتُ دموعي وركضتُ إلى الطّابقِ الثّاني فرأيتُ الأطبّاء وهم يتحدّثون إلى رجال الشرطة بطريقةٍ نفت الطمأنيمة عن قلبي..

تقدّمتُ منهم ببطءٍ نتج عن خوفي ثم وقفتُ أمامهم طارحةً سؤالي:

-"أين رايس؟ هو بخير أليس كذلك؟"

حدّق بي الأطبّاء بطريقةٍ أفجعتني ثم اقترب منّي أحدهم وطأطأ رأسهُ متهرّباً من أعيني السائلة الدامعة لأحاوط وجهي بيدي مرددة:

"ماذا حدث..ماذا حدث..أخبروني أين رايس"

لم ألقَ ردّا من الطبيب.. هو لم يقل شيئاً بل كان صامتاً بطريقةٍ غريبة ضاعفت من نوبةِ هلعي.

أزحتُ يديّ عن وجهي الشاحب ثم صرختُ بالطبيب طالبةً منه التّحدث فضغط على يديهِ بتوتر ثم حدّق بي بتأسف ودمّرني بكلماتٍ لم أتمكن من تصديقها:

-"أنا أعتذر يا آنسة..لقد فعلنا ما بِوُسعنا لكنّنا لم نتمكّن من إنقاذه."

وقعتُ أرضاً بعدما بتُّ لا أشعر بقدميّ ثم أسندتُ رأسي على الحائطِ البارد وبقيتُ شاردةً أحاول طرد نبرة صوتهِ عن مسامعي..

حاولتُ جاهدةً أن أفعل ذلك لكنّني فشلت بجدارة لذا انفجرتُ ضحكاً كتلك المجنونة التي لا عقل لها..

ضحكتُ وضحكت إلى أن انتابني الشّك بسببِ همسات نفسي التي كلّمتني محاولةً إشعاري بالخوف:

"ماذا لو لم تكن مزحة؟ ماذا لو كان موته حقيقة؟"

ذلك السؤال هزّ كياني ومزّق قلبي إلى أشلاء صغيرة لكن تأثيره عليّ لم يتّسم بالديومة إذ سرعان ما تجاهلتُه وأكملتُ الضحك بهستيرية..

ضربت رأسي مع الحائط بعدما شعرتُ أنه على وشكِ الانفجار ثم حين وصلني صوت انفتاح بوابة غرفةِ العناية المركّزة توقّفت عن الضحك وعلّقت عينيّ عليها مسترقةً النظر إلى داخلها فلمحتُ شخصاً ساكناً توسّط سرير الغرفة...

The BROKEN WISH✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن