الفتى الغريب

2.8K 238 127
                                    

صدمتي لم تكُن توصف أنذاك فقد وقع عليّ جبل ضخم ملأتهُ الأسئلة القاسية، أسئلة حاولتُ تجاهلها بكلّ ما امتلكته من قوّة فأنا لم أصدّق كلام والاس ذاك لأنّني كنت أثق بجاسمين أكثر من نفسي.

حاولتُ أن أعلّق بأيّة كلمة بل حاولتُ أن أعلّق ولو بحرف واحد لكنني لم أنجح في ذلك لذا بقيتُ صامتة أحاربُ صدمتي ولم أكُن لأحرّك ساكناً لو لم يعلّق والاس من جديد

"ما بكِ ليلي؟ ألم تخبركِ جاس أنّنا نتواعد منذ أشهر!"

نفيتُ برأسي بعدما حاربتُ دموعي  ثم مرّرت يدي على عنقي وتكلّمتُ بغصّة:

-"لا هي لم تخبرني"

-"هذا غريب فنحن نتواعد منذ أن أخبرتِها عن حقيقة مشاعري اتّجاهها"

قالها بجدّية أظهرت صدقهُ فابتسمتُ رغماً عنّي، أجل ابتسمتُ من حظّي التّعيس الذي يستمر في كسري ثم نهضتُ عن الكُرسي وخرجتُ من الحديقة لأختلي بنفسي في رُقعةٍ لم تطأها قدم.

لقد كنت وحيدة في ذلك المكان الغريب لذا ارتميتُ على أرضهِ بضعفٍ شديد ثم بكيتُ بقهر، بكيتُ نفسي وغبائي ثم بكيتُ بشاعة الحقيقة التي حصّلتها في ذلك اليوم البائسِ لكن وفي لحظةٍ ما من لحظات ضعفي ظننتُ أن والاس كاذب وأنّ جاسمين لن تتمكّن من فعل ذلك بي لذا نهضتُ عن الأرضِ أمسحُ دموعي الخائنة ثم اتّصلتُ بجاس طالبةً لقياها.

وافقتْ الأخيرة على ذلك فذهبتُ إلى الحديقة المقابلة لمنزلها، ذهبتُ لأجدها واقفة على حدة تنتظرني بينما تعبثُ بهاتفها.

تقدّمتُ منها وباشرتُ في مناظرتها بثقةٍ غبية ظنّاً منّي أنّها ستشرحُ الأمر لي وتبرّئ نفسها أمامي لكن ما حدث كان مناقضاً لما رسمتهُ في خيالي.

"أنتِ ووالاس، هل حدث شيء بينكما"

قُلتها بهدوءٍ خادعٍ فاصفرّ وجهها وأخفضت رأسها بتهرّب ممّا جعلني أطابق شفتيّ ببعض وأعلّق من جديد

"أريد إجابة جاسمين"

رفعت رأسها تُناظرني بحزن ثم ابتلعت ريقها بصعوبة:

"أنا آسفة ليلي، لقد كنت معجبة به منذ البداية وقد تجاهلت مشاعري اتّجاهه بسبب إعجابك به لكن عندما علمت أنّه معجب بي أيضاً لم أستطع منع نفسي عنه..أنا آسفة"

كلامها ذاك حطّمني بشكل لن أنجح في وصفه، لقد دمّرني وجعل منّي فتاة يحكمها حزن حارق، قلبي كان يرفض تصديق ذلك الكلام أمّا عقلي فقد أخبرني أن أغادر دون أن أقول كلمة لكنني تغلّبتُ على كلاهما وتبنّيتُ موقفاً وسطاً حثّني على التّحديق بجاسمين ببرود قبل أن أقول بجفاء:

"أتمنى لكِ السعادة جاسمين، أنا لم أرد قول هذا لكن من الأفضل أن لا نلتقي مجددا"

بعد عبارتي تلك غادرتُ المكان دون أن أبالي بندائها، غادرتُ المكان بعدما أنهيتُ تلك العلاقة الكاذبة ثم عدتُ إلى المنزلِ  وارتميتُ في حضن جدّتي أبكي حظّي التعيس بأسىً لم تعهدهُ تلك الجميلة علي..

The BROKEN WISH✓Where stories live. Discover now