اشتياق بعد اعتياد

2.6K 221 81
                                    

عندما ذهبتُ  إلى رُقعةِ العشاق تلك شرعتُ في اختيارِ الكتب بعشوائية فقرأ لي رايس مضمونها دون أن يشعرني بالاحراج أو ما شابه..

حرفياً هو لم يفكّر بنفسه ولم يحاول قراءة شيء يحبّه بل فقط سلّمني وقته وصوته ليجعلني أتحكّم بهما كيفما أشاء.

لن أكذب عليكم وأقول أنّني كنت محرجة منه في تلك اللحظة لأنني وبصراحة كنتُ سعيدة للغاية، كنت سعيدة لدرجة لن تنجحوا في تصوّرها لكن سعادتي البائسة اضمحلّت حين اخترق ذلك الصوت مسامعي، اخترقه ويا ليتني لم أستجب له..

"ليلي!"

الصوت الذي تغنّى باسمي آنذاك كان لامرأةٍ أعرفها خير معرفة لذا التفتتُ بعدمِ تصديق فوقعت عيناي على فتاةٍ كانت صديقة لي في يومٍ مضى.

أجل لقد كانت هي وقد كانت برفقةِ زوجها أيضاً.

ابتلعتُ ريقي بصعوبة أحاول نسيان الماضي، حسنا اعتبروا عبارتي التي استعملتها الآن كذبة بيضاء لأنني لم أحاول نسيان الماضي ولو بالخطأ كل ما في الأمر هو أنني لم أحبّذ التصرف بطفولية في تلك اللّحظة فصحيح أنّ جاسمين لم تعد صديقتي بعد كل ما فعلته لكن الزمن جعلني فتاة واعية جدّا لذا لم أرغب في معاملتها كما لو أنّها عدوّتي في المدرسة بل فقط ابتسمتُ بخفّة ورفعتُ يدي أُلوّحُ لها:

"مرحباً جاسمين."

ناظرتني بطريقةٍ غريبة لم أعهدها عليها من قبل ثم انفجرت ضاحكةً وعلّقت أمامي بكلامٍ أحرق روحي:

"لا أقصد الإهانة ليلي، لكن هل أصبحتِ تتغذّين من شعركِ أم ماذا؟"

قالتها بكلّ بساطة.. قالتها دون أن تفكّر بمشاعري أو أحاسيسي البائسة لذا زارني سؤال بسيط جدّا، سؤال ردّدته بداخلي في صمت مليء بالانكسار..

ترى هل حقّا فقدتُ شعري!

كنت أعلم أنّ شعري لم يعد كما كان في السّابق فقد فقدتُ نصفه إثر العلاج لكنني لم أظن أن ذلك كان واضحاً لتلك الدرجة...

بقيتُ شاردةً أفكّر في كلامها القاسي إلى أن وصلني تعليق جديد منها ، تعليق مليء بالكراهية المعلنة:

"بحقّك ليلي ما الذي يحدث معكِ، كيف أصبحتِ هكذا، وجهكِ الأبيض أصبح مُسودًّا بينما شعركِ الكثيف أصبح عبارة عن خصلتين. تبّا أنا أستطيعُ رؤية عظامكِ حتّى أخبريني لما كلّ هذا؟"

ضغطتُ على يديّ بقوّة ثم رفعتُ عينيّ صوبها بثقة زائفة فوجدتها تناظرني باستحقار. أجل لقد كان استحقاراً وما أثبت لي ذلك هو كلامها السام الذي لم تتمكّن من حبسه لمدّة أطول:

"أرأيتِ ليلي، ليس من الجيّد أن تغترّي بجمالكِ كثيراً فبسببِ غروركِ أصبحتِ شبيهةً بالهياكل العظمية...تبُا حتّى النظر إلى الهياكل أرحم من النظر إلى شكلك هذا."

The BROKEN WISH✓Where stories live. Discover now