اشتياق بعد اعتياد

Începe de la început
                                    

أتتني رغبة كبيرة في صفعها آنذاك لكنّني لم أفعل بل فقط تقدّمتُ منها وقلتُ بجمود:

"أنا أعرفُ شكلي جيّداً ولستُ بحاجةٍ إلى تعليقاتك كي أدرك ما أحدثهُ المرض بي لذا أنصحكِ أن تهتمّي بنفسكِ وبزوجكِ الذي لم يعد قادراً على التّحكم بعينيهِ، لا أقصد الإهانة لكنني أستطيع رؤيته بوضوح وهو يتأمّل الفتيات المرتبطات فما بالك بغيرِ المرتبطات يا جميلة."

لقد نجحتُ في إشعالها بتلك العبارة البسيطة فكلماتي كانت أقسى من ألفِ صفعة قد تتلقّاها..كلماتي حتّمت عليها أن تواجهني بصمتها الذي اخترقهُ صراخ غير مسموع...صراخ كان من نصيب روحها البائسة.

ظلّت تناظرني بحقدٍ ظاهر فبادلتها النظرات باستفزاز جعلها تضغط على يدِ والاس بغضب، والاس الذي ظهر فجأةً في حلّة العدو الساخط وتهجّم عليّ بهدفِ ضربي لكن في تلك اللحظة بالتحديد وضعني رايس خلفهُ كنوعٍ من الحماية ثم أمسك بذلك الوغد من عنقهِ ودفعهُ مع الحائطِ ليتكلّم بنبرةٍ مميتة:

"حاول أن تتعرّض لها مرّة أخرى كي أحرقك وأنت تتنفّس."

ضغط على عنقهِ بقوّة أكبر ثم تابع كلامه بحقد:

"أنا لستُ قاتلاً لكن لأجلها هي قد أَقْتُلُ تماما كما قد أُقْتَل"

دقّ قلبي بعنف وشعرتُ أخيراً أنّني أمتلكُ شخصاً يهتمُ لأمري وبصراحة شعوري ذاك تغلّب على حُزني العميق إذ شعرتُ أنّني تلك البطلة التي تمتلكُ بطلاً قادر على احراقِ العالم من أجلها...

لكم أن تتخيّلوا كم أنّ ذلك الشعور جميل يا سكان الأحرف...

بعد ثوانٍ من الشجار ترك رايس عنق والاس مخبرا إيّاه أن يغرب عن وجهه فشرع ذلك الأحمق في التّنفس باضطراب ثم ابتعد عن رايس مُسرعاً وتمسّك بجاسمين الخائفة ليغادرا المكتبة معاً.

لقد غادرا واختفيا كما لو أنّهما لم يظهرا أمامي قط فتردد كلام تلك الأفعى الغبية في رأسي ليُلقي بي في عالمٍ مظلمٍ لم يخلُ من الأحزان..

عالم شعرتُ فيه أنني لا شيء بل وشعرتُ فيه أنني أبشع من أن يراني المجتمع لذا خرجتُ من المكتبة وركضتُ في الشارعِ كالمجنونة...

لقد ركضتُ دون وجهة، ركضتُ محاولةً إيجاد مكانٍ قد أبكي فيه دون أن يراني أحد لكن قبل أن أصل إلى ذلك المكان الوهمي شعرتُ بتلك اليد وهي تسحبني مانعةً إيّاي من الرّكض.

لقد كان رايس، رايس هو من أمسك بي بخفّة ثم دفن رأسي في صدره ومسح على شعري بحنان مُخبراً إيّاي أن أهدأ لكنّني لم أفعل.

أجل يومها أنا لم أهدأ..لم أصمت ولم أنجح في إخفاءِ ضُعفي أمامه بل فقط بكيتُ بقهر..بكيتُ نفسي وقدري للمرّة الألف ثم بصعوبة بالغة وجدتني أفصح لهُ عن أكثر ما ترسّخ في ذهني من كلامِ جاسمين:

The BROKEN WISH✓Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum