1

120 10 3
                                    





الحَظُ العَاثِر كَانَ رَفيقُ دَربي ، الأَيامُ الكَئِيبة كَانت روتينًا لِحياتي ، لَم أفقَهُ السَعادة إِلا عِندما دَخلتُ فِي عِلاقة مَع صَديقٍ لِي في المَدرسة.

عِلاقة قَارَبت سَنتان ثُمَّ إنفَصلنا ، لَم أفقه معنى العِلاقة السامة إلّا عندما مررتُ بِها

الأَمرُ لَمْ يَعُد مُهِمًا فَأَنا الآن فِي سَنتي الثَانية مِنَ الجامِعة ، مَرَّ على إِنفِصالُنا ثلاثُ سنين ، لَكِنّ لازِلتُ أتذكر ذَلِكَ اليوم

إنفصل عَنِي في يوم التَخرُج، هَذا قَاسٍ أَليسَ كذلك؟

لَكِنَ أَنا أَخافُ العِلاقات، أَتجَنَبُها كَكُلٍ
لَستُ مُستَعِدة لِخَوضِ تَجرُبة جَديدة ، وأَنا الآن أكتُبُ حَياةً جديدة بِمُناسبة بداية شهرٍ جديد

بِالطَبع ، لا أنوي الدخول بعلاقة لَكِنَّنِي سَأُحاوِلُ التَواصُل مَع البَشر لِأَنني أَوشَكتُ على التَوحد ، ليسَ لي أيُّ صَديق لِأُكَلِمَهُ
٣١.يناير.٢٠٢٢

أَغلقت مُذَكراتُها ووضعتها جانِبًا على سطح المَكتب لِتستقيم مِنَ الكُرسي وتذهب للتلفاز للإستماعِ إلى الموسيقى

فَتحت أُغنيتها المُفضلة بصوتٍ عالٍ لتذهب للإستحمام تُدندن أَلحانَ تِلكَ الأُغنية

إِنَّهُ الشِتاء ، صَاحِبُ الأَيام البَارِدة فِي هَذا الوَقت الجَميع يحتاج أيامًا هادِئة ، ولَحظاتٍ دافِئة مَع العائلة والأَصدقاء

لَكِنَّهُ لَيسَ بالنِسبَةِ لِي ، أَشعُرُ بالدِفء عِندَ قَضائي وقتًا بِمُفرَدِي دُونَ أَحدٍ ، أُحِبُ الوِحدة والسَلام الَذي أَحصُل عَليه مِنَ هذهِ الوِحدة

الأَمر لَا يُشَكِلُ أَيُّ إِزعاجٍ بالنِسبَةِ لِي ، لَكِنّ فِي بَعضِ الأَوقات أَشعُر وَكأنَّنِي أَحتاجُ لِأَحَدِهِم
لَكِن سُرعانَ ما يعود عَقلي لِمَكانِه.

الحُب يُشَكِلُ إِزعاجًا بالنِسبَةِ لِي لأَنني لازِلتُ أَفتَقِد الثِقة بالعِلاقات ، إِنسَحَبَ الأَمانُ مِني وتَزعزَعت ثِقتي بالأُمور العَاطِفية لِذا فِي الوَقتِ الرَاهِن لَا يَهُمني اللونَ المُفضَل لِأَحد أَو بُرجَهُ ، لا أرغبُ بِصُنعِ تِلكَ الحِوارات الصَغيرة لِذا أَنا هُنا بِمُفرَدي

إرتَديتُ بِنطالًا باللونَ البُني مَعَ قميصٍ شَتوي يحمِلُ نَفسَ اللون بِخُطوطٍ بُنية ذات الدرجة الأفتح ووضعتُ حولي وِشاحًا باللون العسلي وحِذاءً بنفس اللون

أخذتُ كِتابًا ودفترُ مُذكراتي وصنعتُ قهوة سوداء وضعتُها فِي كوبٍ يحفظُ الحرارة واخذتُ طَريقي نَحو الشاطِىء

إِنَّهُ غُروبُ الشَمس ، الوَقت المِثالي لِتأَمُلِ السَماء ومُشاهَدة الشَمس تُوَدِعُ الجِهة التي نَسكُنُها مِنَ الأَرض مُنتَقِلة إلى الجِهة الأُخرى.

جَلَستُ عَلى الرِمال الناعِمة ، أَمامي البَحر يَتحركُ بِهدُوء
أَغمَضتُ عيني لِأَشعُر بِنَسماتِ الرِيح تَضرِبُ وَجهِي بِخفة ، هَذا هُوَ أَفضلُ شُعور

حَسنًا ، فَتحتُ عَيني بَعدَ مُدة فَحَواسِي كُلُّهَا إِنجَذَبَتْ لِعَزفُ أَحَدِهِم
بَصري وَسمَعِي ، وَقلبي كَذلك كُلهم إِنجَذَبوا لِتِلكَ الأَلحان

نَظرتُ عَلى يَمِيني رَأَيتُ أَحدَهُم يَبعُدُ عَنِي مِترًا يَعزِفُ على غِيتارِه ، كَانَت تِلَكَ أُغنيَتِي المُفَضلة الَتِي أُمَيِّزُها عَن بَاقِ الأَغانِي

كَانَت ألحانُ الأُغنية تَسري فِي عُروقي ، بِلا وَعِي كانَت هُناكَ إِبتِسامَة تُزَيِنُ ثَغرِي أَشعرُ بالسَعادة لِسماعِ ما يَعزِف.

بَعدَ أَنّ أَنهى العَزف، إِستَقامَ مِن مَكانِها وَرَحل..

لا أَعرفُ مَلامِحَهُ وَلم أُرَكِز بِها لَكِن عَلى غِيتارَهُ تَوقيع صَغير مَع حَرف "J" قَد يُشيرُ إِلى اسمَهُ
وَلَكِن هَذا الفَتى موهوب بِشَكلٍ لا يُصَدق.

استقمتُ أَنا كَذلِك عائِدة للمَنزِل أُتَمتِم كَلِماتُ الأُغنية بِلا وَعِي
اليَومُ كانَ رَائِعًا بِفَضلِ صَاحِبُ الغِيتار.


يَومٌ آخر إِستيقَظت مِنه ذَاهِبةً لِلجامِعة، هِيَ لاتُحِبُ إختِصاصُها ولَا تُحِب المَكان الَتِي تَعيشُ بِه

هِيَ فَقط تَأَقلَمت.

لَمْ تَعُد تَهتم لأَيِّ شَيء وأَسقَطت جِسرُ الطُموح ، هِيَ فَقط تُريدُ السَلام والهُدوء.

تَبحثُ عَنِ الهُدوءِ بَعدما كَانَت حَياتُها فِي فَوضى عارِمة ، كَانَ كُلُّ شَيء فِي حَياتِها فَوضوي مَليئة بالمِشاكِل

وَهِيَ الآن تُحاوِل إِصلاحُ أَجزَاءَ قَلبُهَا المُتَهَدِمة

Golden| PJSWhere stories live. Discover now