ابن الرئيس وفتاته

8 1 0
                                    

لم يستطع ملاحظة ارتجاف يداه وشفتاه اللتان بدا واضحين بالنسبة لاي احد.

لم يكن حتى يرى شيء عداها وكأن كل ما حوله تكربل بالسواد لتبقى هالة وجودها امامه.

توسعت عيناه في اوجهما حين تبدد الوقت وهي لا تزال واقفة هناك، لايزال يعتقد انها خيال وهذا وهمه المعتاد ولا يستطيع لسبب ما ان يتحكم فيه الان.

اخذ يفرك عينيه بقوة، لكنها لا تزال موجودة، ثم صفع وجهه حتى احمر جانبه ولكنها لا تزال تقف بمكانها وتبتسم.

ازداد صوت انفاسه اتساعاً نتيجة للهلع الذي غلف كيانه، هل هو ميت الان؟ هل السواد الذي يغلف المكان ما هو الا وعيه الداخلي؟ اخفض رأسه وامسك قلبه ليحاول تهدئة انفاسه.

هو لا يريد رؤية خيال في راسه، هو يريدها هي، نعم، الان يدرك مدى حجم اشتياقه لها، سيفعل اي شيء ليكون بجانبها الان.

تمسك بقوة اكبر بجانب صدره وكأنه يحاول امساك قلبه نفسه، ازدادت انفاسه علواً اكثر واكثر حتى بدأ يشعر بالدوار، ثم انخفض بركبتيه على الارض بعد ان شعر بقواه تخور شيئاً فشيئاً.
.
.
.

كانت اذناه الشيء الوحيد الذي يعمل بعد كل هذا، هو متأكد من ذلك، فقد سمع صوت همسات وهسهسات لجمع من الناس ليسوا بعيدين من مكانه، وليس هذا فقط، ها هو اسمه ينادى، انه ينادى بالفعل بذلك الصوت الملائكي القلق، صوتٌ انثويٌ صاخبٌ قليلاً وصاحبهُ يقتربُ منه شيئاً فشيئاً لعلو اسمه المنادى في اذنيه.

فتح عينيه على وسعهما بينما شعر بنبضات قلبه تتغير بقوة، كانت الارض قريبه منه بشدة ولم يستطع ان يرى سوى تلك الاحذية والتنانير المبعثرة حوله حتى لاحظ انه ملقى على الارض وكل اؤلئك الناس متجمهرين حوله في ذهول وحيرة

"هل انت بخير ايها الشاب؟" سأل الرجل الاقرب اليه بينما بقي ساكنا في مكانه.

لم يجب بشيء، لايزال ذهنه مشوشاً ولا يستطيع الرؤية بوضوح ف اكتفى برفع نصفه الاعلى بصعوبة شديدة دون ان تقدم اليه اية مساعدة

"هل انت متأكد انك بخير؟" سألت هذه المرة سيدة وقفت خلف حشد من الانسات اللاتي بدين معجبات بشكله ليس الا

"ا-اجل انا بخير" اجاب بصعوبة بالغة وهو يفرك مؤخرة رأسه.

اجابته هذه كانت كفيلة بتفريق هذا الجمع واعادتهم لنشاطهم السابق لاستكمال هذه الحفلة.

تنهد بقوة كي يخرج كل ما في داخله، ثم طأطأ رأسه يحاول استذكار صوتها الذي سمعه بوضوح، انه الشيء الوحيد الذي كان متأكداً من واقعيته ووجوده فكيف لها الاختفاء هكذا مجدداً؟ هل قدره المكتوب يحضّر عليه رؤيتها؟ ألهذه الدرجة هما لا يناسبان بعضهما؟ يكفي انه اجُبِر على الصُراخ بوجهِها بعبارة الانفصال إنصياعاً لإوامِر والِده وها هو لم يرها منذ ثلاثة اشهر كاملة دون ان يدري بردة فعلها في ذلك الوقت.

نصوص عشوائيةWhere stories live. Discover now