استقامَ من مكانهِ دونَ ترددٍ و وقفَ أمامَ تايهيونغ يحولُ بينهُ و بينَ المرآةِ يشتتهُ عن الرؤية، عقدَ المضيفُ حاجباهُ لهذا لكنَّ جونغكوك دونَ أنْ يتحدثَ أمسكَ ربطةَ عنقهِ الخاصةِ بكلتا يداهُ يشيرُ إليها مع ابتسامةٍ لتايهيوينغ الذي أغمضَ عينيهِ يزفرُ بضيقٍ و من ثمَّ أعادَ فتحَها و رفرفَ بأهدابِها الناعمة..

تركَ ربطةَ عنقهِ بحنقٍ و أمسكَ بخاصةِ جونغكوك الذي أسقطَ يداهُ على جانباه يتأملُ ذا الحاجبِ المعقودِ و البشرةِ السمراءِ القريبةِ منه ، اختفتْ ابتسامةُ جونغكوك عندما حبسَ أنفاسهُ و انغمسَ في تمعنِ تايهيونغ ، صحيحٌ أنهُ في كلِّ مرةٍ تايهيونغ يربطُ لهُ عقدةَ عنقهِ لكنهُ في كلِّ مرةٍ ينسى ذاتهُ و يشعرُ بالخيبةِ لأنهُ ليسَ بقادرٍ علي لمسِ تلكَ البشرةِ أو تقبيلها في الوقتِ الحالي..

و كانَ قلبهُ ينبضُ قويًا في صدره..

" جونغكوك كم لغةً تتقنها ؟ "

قاطعتْ شرودهُ شيلدون التي سألتْ بحماسٍ و جعلتهُ يلقي بنظرهِ عليها و على أندرو الذي كانَ ينتظرُ إجابتهُ و هوَ يستلقي على الأريكةِ بجانبِ شيلدون..

اِحتاجَ جونغكوك ثوانٍ حتى يستعيدَ تركيزهُ فقدْ نسيَ لوهلةٍ أنَّهما في الغرفةِ معهُ هو و تايهيونغ..

تحمحمَ سريعًا و أجاب..

" أعتقدُ أنني أعرفُ ستةَ لغات "

اعتدلَ أندرو في جلستهِ و استنكر..

" تعتقد؟! "

همهمَ جونغكوك و أومأ برأسهِ و مازالَ ينظرُ لهما..

" أعني..، أجيدُ مع الصينيةِ الفرنسيةَ أيضًا ، و الاسبانية ، و لغتيَ الأمَّ بالطبع ، و الإيطالية "

صمتَ عند هذا الحدِّ و لم يكمل ، و هنا وجدَ تايهيونغ ينظرُ لهُ بغضبٍ و نفورٍ فجأة..

" لما تستمرُ بعقدِ الربطةِ بشكلٍ غيرِ معقولٍ إذا كنتُ أنا من سيربطها لكَ على أيِّ حال! ، لقدْ سأمتُ من حلها "

نعقَ تايهيونغ بوجههِ لكنَّ جونغكوك عبسَ بالمقابلِ و قالَ بطريقةٍ مسالمة..

" لقدْ كنتُ أحاول "

و لا لم يكنْ يفعل ، بل كانَ ذكيًا جدًا لحسابِ المزيدِ من الوقتِ الذي سيجعلهُ بهذا القربِ من تايهيونغ ، كانَ متعمدًا..

أما عن أندرو فكانَ يبتسمُ نحوهما و هوَ يرى في خيالهِ تلكَ الهالةَ التي تحاولُ حثهما على الإنسجامٍ و تجازفُ لجذبِ تايهيونغ نحوَ جونغكوك..

Cockpit | TkWhere stories live. Discover now