Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
هنا القرية الخفية حيث يسكن الحدادين في الخفاء لسرية هويتهم يعتمدون على الأقنعة ذات التعابير المضحكة وحتى فيما بينهم تندر الفرصة ان يرى منهم وجه الآخر وبما في ذلك الانثى الوحيدة والتي يجهل جنسها بقية الرجال في عيشها تمام عيشة الرجل، تتصنع اللهجة والصوت وحتى اصغر الايماءات وتعيش بجانب والدها أحد معلمي الحدادة في مدرسة القرية حيث يتعلم الصبية.
اتت الى القرية بعد أن توفت والدتها واصطحبها والدها معه لتعيش حياة مختلفة تماماً، والمختلف الأمَر بالنسبة لها هو حرمانها تعلم حرفة الحدادة رغم حبها وشغفها فيه منذ الصغر، لكن ولي أمرها يمتلك نظرة مختلفة، فمن منظوره الخاص يراها امرأة مصيرها الزواج حيث تكريس حياتها في بناء ورعاية اسرة متماسكة بينما يترك العمل الحقيقي للزوج.
سلمها والدها لطباخ القرية الأشهر وصارت تعمل هناك رغماً عنها، تعمدت في بدايتها ان تخطئ وتصعب العمل على رئيسها لكن والدها حرّص الطباخ على اشغالها بالاعمال المكثفة حتى تحسنت بعض الشيء واكملت سنتها الثالثة ويوافق اتمامها عمر العشرين.
ولاتقانها دورها التمثيلي كرجل تحت اشراف والدها لم يكتشف احد حقيقتها ولم يقترب احدٌ من ذاك، فقد كانت تُعامل كما الذكور طبق الاصل حتى انها نست مع الوقت كيف هو الشعور أن تعامل كما الاناث.
يتمنى والدها لو يستطيع اعادتها الى قريتها ومسقط رأسها لكنها مستهدفة بعد فضح هويته عن طريق الخطأ ومعرفة وهذا السبب الذي قتل والدتها بعد محاولة كسب المعلومات منها في طريق عودتها الى المنزل حيث تنام بطلة قصتنا.
وخلال الفترة التي سكنت فيها ابنته القرية كان يبحث عن المستحق للزواج من ابنته وعرض عليها عدة اسامي لكنها تواجهه بالرفض بحجة انها تعاملت معهم ولم ترى فيهم شيء ولا حتى تجد نفسها مستعدة للزواج حتى الآن، وبالطبع في رفضها يحصل شجار ضخم يكاد يفجر منزلهم ويفضح حقيقتها علناً الى الجيران.
" ريوتا! " صاح والدها في صباح ذاك اليوم يوبخ كسلها وخمولها الذي تسبب في استغناء المطعم عنها فلا قدرة لرئيسها ان يتحكم فيها بعد الآن فقد بلغ من العمر عتيا. اخذ والدها يخاطبها بصيغة الذكور كما اعتاد في الثلاث سنوات الماضية يصيح وتقترب الشتيمة ان تفلت من لسانه : " استيقظ ايها.. "
