البارت الثامن

7.3K 244 113
                                    

بعد خروجها نطق بتساؤل: انا اقدر اساعدها؟!
ام مهاب بنبره هامسه نطقت: انت تقدر توقف بوجه ابوك وجدتك وتعلنها زوجة لك قدامهم وقفل عليها الجناح وتعيش فيه بعيد عنهم لوقت ربك يفرجها!!
عبس ملامحه من كلام أمه: يمه انت من جدك تتكلمين ؟!
ام مهاب برجاء: اذا ما تبغاها بجناحك ..الملحق فاضي خليها تجلس فيه وقفل عليها الباب حتى تضمن عدم الاحتكاك بينها وبين ابوك وام سيف ...اخاف ابوك يرتكب جريمه بسببها ..انا ما ابغى اخسر أبوك!!..افهمني يا مهاب حال هالبيت انقلب بعد موت سيف ..ما ابغى يتدمر أكثر ...ابوك يتصرف بدون تفكير وكأنه فقد عقله بغياب سيف ...ابوك طول عمره ينصف الضعيف ويوقف مع الحق وما يتعدى على أحد ...كم سنه عشت معه ولا عمره مد يده علي ...يحترم شيء اسمه انثى بس الحين ناظر كيف يعامل هالبنت بقسوة ...للحين دم سيف يغلي بداخله ...اخاف يرتكب جريمه ونخسره بعد ما خسرنا سيف...تحرك يا ولدي لا تبقى ساكت !!!
مط شفته بضيق وما استساغ كلامها..وبنبره حانيه نطق: اااه يمه ..انت تعرفين لو يطلع بيدي احرق بيت مطلق والي فيه وما رح تنطفي النيران الي بداخلي ...دعست على قلبي ووافقت على هذا الزواج حتى اكسر شوكة عماه ومطلق بفراق ابنتهم .... ادري بك انك عاطفيه وتتعاطفين مع اي احد تشوفينه ...بس ما توصل إني اقبل فيها زوجه ...أنا لو ما بقى غيرها من جنس حواء ما رضيت فيها زوجة لي !!
حرك شفته يتابع كلامه...بس اختار السكوت لما رجعت غسق ومعها ادوات التنظيف حتى تكمل تنظف طاولة السفرة!!
عبست ملامحها ام مهاب  بضيق متأكده انها غسق سمعت كلامه وما تبغى تجرحها ...نطقت حتى ما تفهم غسق انها المقصوده وما ينكسر خاطرها بالزود: انت فكر بالبنت يا يمه واذا وافقت خبرني حتى اتصل بأمها أو اشوفها بجمعة الحريم واشاورها!!
عقد حواجبه باستنكار من كلام امه أي بنت الي تبغى تخطبها له...وش تتكلم ؟!!!
اشرت له أمه بعيونها يسلك الموضوع...مط شفته بسخرية لما فهم حركتها ...  تفكير الحريم غريب وعجيب !
مطت شفتها بتعجب من حالهم ..يظنون رح يقهروها أو تنقهر اذا تكلموا عن خطوبة مهاب من بنت ثانيه وكأنه يهمها أمره ..درب ما يرد ...
كتمت أنفاسها للحظات..وشعور عدم الراحه رافقها ....لزوم تلتزم الصمت وتتحاشى الاشتباك معهم لوقت ربنا يفرجها  عليها ... متأكدة لما يرجع عمها من السفر رح يرجعها وما رح يتركها هنا .... مجرد مسالة وقت مكوثها هنا ....
حاولت تعجل  بتنظيف الطاوله وشعور الضيق يرافقها ...تواجدها هنا ابد ما هو مريح لها وخاصه وهي تحس بنظراتهم مسلطه عليها...متى تنقضي الايام وتخلص من ذي العيشه ....تحس بداخلها انكسار لما تنظف وتشتغل قدامهم ...لما تكون لوحدها يكون أخف عل نفسها بكثير...
رفعت راسها لما نطقت ام مهاب بصوت حاني رقيق: غسق
اكتفت تناظرها بصمت بدون أي صوت ...ام مهاب نطقت وهي تناظر بنيتها الضعيفه واضحه من تحت العبايه ..وشغلها في هذا البيت فوق طاقتها ...نطقت بعطف: تقدري ترتاحين الحين والشغالات يكملون عنك!!
مطت شفتها بسخرية لذي الدرجه تثير شفقتها ...تابعت شغلها بدون ما ترد عليها
مهاب أشر لأمه بعيونه تتركها وما تكلمها ...بعدها نطق: تعالي نجلس بالصالة معهم!!
بعد خروجهم كشفت وجهها وهي تحاول تحصل على أكبر قدر من الأوكسجين ...كل شيء هنا يخنقها!!
انحنت وهي تستند على طاوله السفرة..جسمها منهك متعب ماعاد يقدر يتحمل كل ذي الاشغال ...غطت وجهها لما حست بدخول أحد المكان ...مطت شفتها تحاول تصبر نفسها على ذي المخلوقه وهي تنطق بأمر: بابا يقولك يبغى شاهي الحين يعدل رأسه.. ما ألوم بابا بعد ما تعكر مزاجه من وجهك!!
صكت غسق على اسنانها بقوة تحاول تمسك أعصابها وما تمسح فيها الارض...غمضت عيونها وهي تحفز نفسها رح تنتقم منهم قبل ما تطلع من هنا ...كل شخص اوجعها هنا حتى لو بنظره ما رح تتركه بحاله ...
كل الي عليها تتحلى بالصبر وبعدها تعرف تتصرف ...كالعاده تجاهلتها ولا كأنه احد يتكلم معها ..كملت التنظيف ومرت من جنب وعد الي تناظرها برفعه حاجب من تجاهلها لها ...هزت رأسها بتوعد فيها ..رح تطلع هالحركه من عيونها ..رح تعلمها كيف توقف احترام لها ...ما رح تسمح لها تتجاهلها بذي الطريقه!!
جهزت غسق الشاهي وبداخلها تدعي على ابو مهاب ينحرق فمه من الشاهي مثل ما حرق قلبها من لما جاءت هنا!!
توجهت لهم بخطوات هادئة ...ألقت نظره شامله عليهم ..ارتاحت مهاب واخوه ما هم موجودين..وزعت الشاهي على أبو مهاب وأمه  وأم سيف ..رجف قلبها الرهيف من نظراتهم ..تحس عيونهم الحقد يطلع منها ...اقتربت من وعد الي  جالسه جنبهم تناولها وبداخلها شيء يتمزق من نظراتها وكأنها شغاله عندها وتشتغل تحت رجولهم..هذا الشعور يمزقها ويحول الكبرياء عندها لأشلاء!!
وعد بحركه مقصوده وبنفس الوقت اظهرت للجميع انه بالغلط انسكب الشاهي على الارض!!
خلال لحظات صرخت وعد  لما انسكب كوب الشاي على الارض وتحول الكوب لقطع صغير ....عبست ملامحها غسق من صراخها والفزعه الي عملتها وهي تكبر الموضوع: انت ما تشوفين...حسبي الله عليك بغيتي تحرقيني!!
دوبها تهددني بالداخل بس ما توقعت تعمل كذا!!
حسبي الله عليك !!
صغرت عيونها غسق وهي تناظرها بقوة من كذبها...ما عمرها التقت ناس بذي الاخلاق السيئة .... ما تدري وش تحس يوم تعمل كذا ؟!
ما تظري وش النشوة الي تحس فيها لما تذل الناس وتحقرهم ؟!
حست غسق قلبها ارتجف بقوة من نظرات ابو مهاب  الغاضبه... أغمضت عيونها بخوف وفزع لما صرخ عليها بقوة .. تحس البيت اهتز من صراخه: كسر يكسر يدينك ... الله يأخذك ونرتاح منك ...بسرعه نظفي المكان.. تحركي!!
حاولت بصعوبه تسيطر على رجفة صوتها ..وبدفاع عن نفسها نطقت بعيون تلمع فيها الدموع: هي الي سكبتها
قاطعها بصراخ اقوى: صوتك ما ابغى اسمعه ..وبسرعه نظفي المكان واعتذري من وعد!
عقدت حواجبها باستنكار من كلامه .. مستحيل ترمي بكرامتها أكثر من كذا ...حاولت تتماسك وتسيطر على رجفتها وضعفها وهي بين ذي الوحوش...وبرفض نطقت وصوتها يهتز: انا ما عملت غلط حتى أعتذر لها ..هي المفروض تعتذر لانها تعمدت تسكبه على الارض
قطعت كلامها لما وقف ابو مهاب بغضب وهو ينطق: اعتذري الحين والا وربي أكسر رأسك الحين!!
رجعت خطوة للخلف برعب منه ...وبنفس الوقت ترفض تذل نفسها أكثر من كذا ... هي انسانه ولها كرامه لمتى ترمي بكرامتها الارض حتى تحافظ على روحها وترجع لأمها بسلامه!!
ام مهاب ترتجف من عصبية زوجها نطقت برجاء: غسق لا تكبريها ..واخزي الشيطان
هزت غسق راسها بالرفض ...ام مهاب أهم شيء عندها عائلتها وما فكرت بكرامتها الي كل يوم يمسحوا فيها الارض أكثر وأكثر ...ما راعوا انها انثى ضعيفه وحيده وغريبه وبحاجه لأحد يواسيها على ذي الحياة ...وبنبره مهتزه ما قدرت تسيطر عليها نطقت: ما غلطت حتى أعتذر
قطعت كلامها بصرخه مفجوعه لما ضرب عليها فنجان القهوه باتجاهها!!
ما تدري كيف لاخر لحظة نجت من ضربه مؤكده ..هذا الرجال مجنون وما في عنده أي مجال للتفاوض!!
مزنه أشرت لها : نظفي المكان وانقلعي للمطبخ!!
ابو مهاب بغى يعترض..قاطعته مزنه: اذا لي عندك خاطر اتركها يا ولدي!!
تنفس بقوة وبداخله بركان من ذي البنت تستفزه بقوة!!
صرخ وهو يناظرها واقفه مكانها وكأنها جماد: تحركي  نظفي بسرعه!!
ما تدري ليه رجولها تيبست كذا ...ما هو سهل عليها تنزل عند رجول وعد وتنظف من تحت رجولها ...نظراتها المنتصره كأنها خنجر تطعن فيها!!
بلعت غصتها اذا عاندت الحين ما تضمن يذبحها بدم بارد .....وهذا الشيء ابد ما تبغاه الحين ...ما تبغى تموت الا لما تشوف امها وابوها وتطمئن انهم بخير!!!
صكت على اسنانها بقوة من العجز والضعف الي تتجرعه الحين ....غادرت المكان بخطوات هادئة ويا جبل ما يهزك الريح....ومن الداخل هشه مكسورة الجناح....
اخذت ادوات التنظيف ورجعت لهم ...وقفت للحظات لما التقت عينها بعيون وعد المنتصره ...كتمت آناتها من وجع كسر النفس ....نزلت للأرض بهدوء ظاهري عكس النار الي تحرقها ... بدأت تجمع قطع الزجاج بحذر ...
ما التفتت على ابو مهاب وهو ينطق بغضب : وربي اذا تعرضت لأحد من عيالي الا أطلع روحك بيديني وادفنك هنا بالحديقه وما احد يدري عنك !!
حست بقشعريره رعب سرت بجسمها بعد كلامه ...يذبحها ويدفنها هنا ما تستبعد عنه هالوحش!!
كتمت شهقه للحظة كانت رح تخونها وتطلع منها ...كتمت انفاسها كمحاوله اخيره تسيطر على نفسها ....
نزلت نظرها لما التقت عيونها بعيون ام مهاب الي تناظرها بتعاطف بس ما يطلع بيدها شيء!!
ام سيف بحقد نطقت: هذا اخر تنبيه لها  اذا شفتك حول بناتي وعيالي وربي ما أرحمك !!
انا ساكته لك احترام لخالتي وابو مهاب ..بس انت ما تركت للاحترام طريق!!
دخل مهاب بعد ما بدل ملابسه ..عقد حواجبه باستغراب من الوضع المتكهرب ..ناظر غسق تنظف الارض...التفت على  ابوه وسأل بتوجس: وش صاير؟!
ابو مهاب نطق وهو يناظر غسق بقرف لما كملت تنظيف: هالكلبة تعمدت تسكب الشاهي على اختك وعد ...هذا أنا أقولها للمرة الاخيره اذا ما عدلت تصرفاتك الا أذبحك وأخلص من قرفك ...لا تظنين إني مبسوط يوم بليت مهاب فيك ...تراك ما تسوين نعاله ...
مهاب زم شفته بضيق من عصبية أبوه: يبه هدي أعصابك ... أكيد بالغلط  وما تقصد !!
ابو مهاب نطق بغضب اكبر: تراها تقصد... انت ما تعرفها يا ولدي ..ذي
مهاب قاطعه بهدوء: ما لها بالقصر الا مبارح العصر ..مو كذا المثل يقول ...ما شفنا خيرها من شرها!!
اشر لها تطلع حتى ينهي المشكله ... حملت نفسها وطلعت من المكان بدون ما تناظر اي أحد
مهاب تنهد بضيق ..ما يبغى أبوه يؤلمها ويكون لها حق عندهم ...الا دعوة المظلوم ما يبغى ترجع عليهم  ..وبرجاء نطق: يبه
ابو مهاب قاطعه : لا تغرك يا ولدي تراها مثل الحربايه كل شوي لون!!
احذر منها وما ابغى تعاطف معها ...تراهم قتلوا اخوك بدم بارد بدون ما يرف لهم جفن!!
مهاب ما علق وبداخله حقد ونار ما انطفى بعد موت سيف..وبنفس الوقت ما يبغى يظلم غسق ويأخذها بذنب غيرها ...اعطى وعد نظرات ناريه متوعده لأنه متأكد رأس البلاء منها!!
**
**
**
**
تشتغل بالمطبخ ودموعها تنزل بانسياب ..ما قدرت تتحكم فيهم وكل شوي تباغتها شهقه ما قدرت تكتمها أكثر...تتمنى لو تختفي من هذا المكان ...ما توقعت بيوم تعيش بمكان مظلم مثل كذا ...يشوفون الحق ويحيدون عنه ... متأكده عارفين وعد وحركاتها ومع ذلك ما أحد وقف معها ... تحس بداخلها نار مشتعله تذيب قلبها ...لو غلطت وكان عليها الحق ما زعلت وتقبلت الوضع بس هي ما غلطت عليهم ...
غمضت عيونها بقوة وللحين قلبها يرتجف عقلها ما هو مستوعب جنون ابو مهاب لما رمى عليها الفنجان....
انحنت على الطاوله والحزن الي تشربه قلبها تسرب لضلوعها وحطمها ...بوسط صدرها وجع مب قادرة تكتمه أكثر!!
بعد عناء أكملت التنظيف وتوجهت للطاوله سحبت كرسي وجلست عليه...تحس كل جزء من جسمها يؤلمها ...غمضت عيونها بتعب من وجع ظهرها ...ما هي متعوده على الشغل واليوم كان بزياده الاطباق الظاهر يحتفلون برجوع ابو مهاب ...مطت شفتها بقرف من سيرته ...ليته ما رجع ...وجوده رح يزيد الوضع سوء ...تتمنى لو تستلقي على فراشها من شده الانهاك ...صكت على اسنانها من وجع ظهرها تحسه متصلب من الوقوف ...اصعب شيء لما تعيش بين وحوش والإنسانية ماتت بقلوبهم ...ممنوع ترجع للغرفة الا بعد ١٢ بالليل ..حتى لو انجزت الشغل ما لها مكان تجلس فيه إلا المطبخ  هذا قرار مزنه..بحجة يمكن احد يحتاج شيء!!...الي بعمرها يقولون يا رب حسن الخاتمه وهي جالسه تجرع خلق الله الظلم والقهر!!
ارخت راسها على الطاوله بروح خاويه ...متى تنقضي الايام وتطلع من هنا !!
قلبها على نار تبغى تعرف وش صار على علاج أمها ؟!..كيف رح يكون صوت أمها ...معقول مثل صوت ام مهاب هادىء ورقيق فيه نبره حنان تضعفها لما تسمعه ...صوتها يدخل القلب لما تسمعه من نعومة وجمال بحة صوتها!!
يا حظها لو كان صوت امها مثل صوت أم مهاب!! اشتاقت لأهلها حيل متى ترجع لهم💔
همست بأبيات شعر توصف حالها
ياغائبين خلف الديار تحية ً....
كيف السبيل اليكم فأسير
هل لي بطير أستعيرُ جناحه ؟؟
فلعلني نحو الديار أطير.....
فالقرب منكم نعمة وسعادةٌ....
والبعد عنكم مؤلمٌ وعسيرُ
لوكان يُرجى بالدموع لقاؤكم.....
لجرى دمعي في العيون غزير " منقول"
حاولت تبلع غصاتها ما قدرت ....داهمتها شهقات متتاليه ما قدرت تكتمها .....بدأ لسانها يردد بخفوت " سبحان الله وبحمده" ...بعد وقت حست نفسيتها صارت أفضل ...رفعت نظرها على دخول مهاب ...صدت عنه وهي تتحاشى النظر له ....
رفع حاجب باستغراب من تواجدها هنا ..اقترب من الطاوله وما فاتته حركتها لما نقزت من اقترابه ...  واضح أثار الدموع بعيونها نطق ببرود: ليه جالسه هنا ؟!
مطت شفتها بسخرية وكأنه ما يعرف قوانين أهله ...إلتزمت الصمت وتجاهلت وجوده ...
مط شفته بابتسامة ساخرة لما تجاهلته وما ردت عليه
...بالرغم من الكره والحقد الي يحمله لها ولأهلها إلا إنها تثير شفقته ...ما يدري وش السبب ...لما يكون بعيد يكون قلبه مليان عليها حقد وكره ....بس لما يشوفها كل مشاعر الحقد تتحول لشفقة وحزن على حالها !!
بدأ يتحرك بالمطبخ ويحضر قهوته بنفسه ...بعد وقت حمل القهوة ووضعها على الطاوله بلطف ... مد لها كوب القهوة ووضعه أمامها ..نطق بهدوء: اشربي ترتاح اعصابك!!
رفعت رأسها وناظرته بصدمه من تصرفه ...ما تدري وش هدفه من ذي الحركه!!
ابتسم من نظراتها المصدومه ... اول مرة ينتبه لجمال عيونها بالنقاب ...لمعة الدموع زادت عيونها جمال....نطق بنبرة حانيه : ليه ما ترتاحين بغرفتك بعد ما تكملين شغلك!!
زمت شفتها تحاول تسيطر على نفسها من المشاعر الي باغتتها فجأة ...اول مرة احد فيهم يهتم بأمرها من لما جاءت هنا ...تتوقع إنها ام مهاب غريبه مو من ذي العائلة ما تحمل خبثهم ومهاب حمل بعض صفات الرحمه من أمه ....ما تدري تحسه شرير وطيب بنفس الوقت ....
نطق لما لاحظ شرودها:اشربي القهوة!
ناظرت القهوة وشعور الاختناق يزداد بتواجد مهاب ...تحس جلوسها معه أكبر غلط ...لزوم تنسحب من المكان ...
رفعت نظرها لما ارتشف من القهوة وبنبره هادئة نطق: تقدري تكشفين وجهك وتشربين قهوتك ما في احد هنا !!
وضع كوبه وتابع كلامه  وهو يناظرها متجاهله كلامه وكأنه يكلم الجدار ..الصمت والسكون يحيط فيها وباين إنها مصدومه من جلوسه معها: لا تضري عيونك بالبكاء ...عمره البكاء ما كان حل للمشاكل .... صدقيني ما في حياة سعيدة دوم ... الايام متقلبه ...أيام تمر علينا وكلها سعادة وفرح ومن جمالها نتمنى هالايام ما تعدي ....وأيام تمر علينا حزينة وكئيبه ومؤلمة ومن وجعها نتمنى إنها تزول ونفقد الذاكرة من بعدها حتى ما نتذكر بشاعتها ...الحياة متقلبه ما في حال يستمر ...ما في ألم وحزن طول الحياة وما في سعاده أبديه ....
عشت في بيت أهلك مدلله ..وكنت البنت الوحيده ومعروف البنت الوحيدة كيف تدلل بين إخوانها ...وفوق هذا عشت بنعمة وفلوس ..ربنا منعم على ابوك وحالته الماديه فوق الريح...ودراسه بافضل المدارس وحياة الجامعة يمكن قضيتيها سياحه وسفر ..ومن سوق لسوق ومن زياره لزياره ومن حفله لحفله ومن موقع لموقع ...حياة مرفهة وكل شيء مهيأ لك بأفضل صورة ....عشت سنوات طويله بسعاده وفرح ...لو انقلب الحال وتغيرت حياتك فوق تحت لازم ترضين وخاصه اذا كنت وافقت على التضحيه بنفسك ...انت اخترت هذا الطريق بنفسك واكيد عارفه تبعاته ..تدرين ومدركه إنه اهلي ما رح يستقبلونك بالورود والزهور ....وما رح يفرشون لك السجاد الاحمر ...تعرفين كل شيء فلزوم منك تتقبلين هذا الوضع اذا اخترتيه بنفسك ...أما اذا أجبرك ابوك مطلق على هذا الشيء حتى ينقذ ولده البكر هذا شيء ثاني!!
ختم كلامه وهو يناظرها عيونها مسلطه على كوب القهوة وكأنها  بعالم آخر .....
تسمع كلامه وهو يصف حياة " غسق مطلق" ما تنكر انها تدللت من امها وابوها وعاملوها بالطيب ...بس ما عمرها عاشت السعادة الكامله حتى تنقلب اوضاعها...لما تعيش مع ام وأب وضعهم الصحي تعبان أبدا ما هو مريح هذا الشيء...لما تتجرع تنمر الي من حولك على أهلك وانت عاجز عن مساعدتهم ... الكل يتمنى ينتمي لأم واب طبيعيين  ....طول عمرها وهي تتمنى تسمع صوت أمها وتكلمها مثلها مثل اي بنت بعمرها ... نفسها تطلع معهم للشارع ...ما تبغى تروح للسوق أو رحلة او تسافر برفقتهم ...بس تمنت تمشي معهم بالشارع الي عند باب بيتهم ....دوم مقفله حلقها وما تقدر ترفع يدها وتقول ذول اهلي ...دوم محكوم عليهم المكوث بالملحق طول حياتهم ....تمنت تأخذ مصروفها وحاجياتها من ابوها ما هو من عمها مطلق وكأنها صدقه ودين برقبتها ... دوم يرافقها شعور الخجل والحرج لما يعطيهم الفلوس ....كانت تتمنى تستقل مع أهلها لوحدهم بدون ما يحتاجوا احد ...الاسواق قليل جدا تروح لها ...الزيارات معدومه  ...ما تذكر بحياتها زارت احد من اقربائها او صديقاتها ...حفلات ما تذكر انها حضرت حفلة ...حياتها من البيت للمدرسه ومن المدرسه للبيت ..ما كانت تروح إلا لبيت عمها مطلق الملاصق لبيتهم....حياتها عكس حياة ابنة عمها غسق ... كانت مثل ما وصف بالضبط وكأنه أحضر تقرير مفصل عن حياتها ....بس نقص شيء واحد ما يدري عنه ...إنها للحين سعادتها مستمره وهي تكفلت تحمل الحزن والبؤس عنها ...مقابل حرية خطيبها وعلاج امها ..هذا السر الي ما رح يعرفه طول حياته ورح يبقى سر بينها وبين  عمها مطلق وزوجته وغسق وعماد!!!
بلعت غصتها لما سألها مباشره: انجبرتي على هذا الزواج ؟!
حست سؤاله مثل الي يرش الملح على الجرح  ... تمنت تموت ولا يتم هالزواج ..تمنت تهرب لابعد نقطه بذي الدنيا وما توقف بهذا الموقف ...ما تنكر انها مجبورة مو بالقوة ...مجبورة بالاحراج ...كيف ترد عمها الي خيره غمرها وغمر اهلها معها ....كيف تترك عماد للموت وبموافقتها تقدر تنقذه...
كتمت ضيقها ونطقت بنبره هاديه لما ناظرها يحثها على الإجابة: أنا مستعده أفدي عماد بدمي ....أهم شيء يطلع بالسلامه ويلتم شملنا من جديد!!
مط شفته بسخرية: واثقه انك رح تطلعين من هنا ويلتم شملك مع أهلك؟!
هزت راسها بثقه  مزيفة ودموعها تتراقص بعيونها ...بداخلها امل وثقه بكلام عمها مطلق ...وعدها فترة ويرجعها لبيته ...نطقت بهدوء : عماد ما رح يتركني هنا!!
ابتسم بثقل: اذا جاء خبريني حتى افتح له الباب !!
حست شيء ثقيل على قلبها من كلامه ...ليه كل هالثقه انها ما رح تطلع من هنا .... وكأنه ختم على اسمها بالمؤبد تعيش هنا ؟!
رفعت راسها وارتجف قلبها لما نطق : واضح انك تحبين أخوك كثير ؟!
ما تدري ليه جبنت كذا ... خايفه يزل لسانها بأي غلط ويكتشف انها كانت خطيبته ويوصل اذى لعماد بسببها ...ما تدري تحسه يستدرجها بالكلام ....معقول شكوا بشيء ويبغون يوقعونها بالكلام... مستحيل رح يتدمر كل شيء!!
لزوم تلتزم الصمت افضل لها وما ترد عليه...
تنهد بضيق وهو يتابع كلامه: مهما كان حبك لعماد هذا الشيء ما يدفعك تدمرين حياتك...كل انسان يحصد  زرعه ...ليه انت تقبلين تجنين حصاد زرعه ...
رفعت حاجب من كلامه وبصوتها الرقيق نطقت: وانت ليه قبلت تأخذ ثأرك من شخص ثاني؟!
ليه وافقتم على التنازل مقابل
قاطعها بابتسامه ساخره: وافقنا لأنه أخوك على الاغلب ما رح يموت ...يقضي بالسجن كم سنه وبعدها يطلع ولا كأنه عمل شيء ...علشان كذا طلبناك مقابل التنازل على الاقل نحرق قلب مطلق وعماد عليك !!
نطقت بخفوت والافكار بعقلها مبعثرة: عم
سكتت لما ادركت حجم الغلط الي كانت رح توقع فيه ...كانت رح تقول عمي مطلق!!
زادت نبضات قلبها لما ناظرها يتأكد من الي المقطع الي سمعه ...نطقت بمراوغه وهي تحاول بأقصى جهدها ما تظهر توترها على غلطتها:قصدك عمك مطلق!! المفروض تقول كذا من باب الادب والاحترام ..تراه بمقام أبوك
سكتت لما ضحك بخفه على كلامها...نطق بتعجب: وش رأيك أعزم باكر عمي مطلق على العشاء ؟!
ختم كلامه وهو  رافع حاجب ينتظر تعليقها !!
حست بالراحه تسللت لقلبها ..لمامشت عليه الترقيعه ....لزوم تخيط فمها رح يوقعها بمطبات كثيره ...نطقت متجاهلة كلامه الساخر: أبوي ليه وافق على طلبكم دام عماد ما رح ينقتل؟!
رفع حاجب من سؤالها: تسأليني انا؟!
ليه ما سألت ابوك ليه اختارك كبش الفداء بالرغم انه ولده ما رح يموت!!
تنهد وهو يشوف دموعها على وشك السقوط ...ما حب يزيد وجعها : مطلق اتوقع قبل بالشرط لأنه ما يضمن قرار المحكمه...يخاف يخسر القضيه وبعدها ما يقدر يساعده!!
فكان بالنسبة له اختيارك انت افضل حل حتى ينقذ ولده!!
زفر بضيق وعقله يستذكر سيف ...اشتاق له واشتاق يسمع سوالفه...نطق بهدوء: ربنا أعطانا عقل نفكر فيه...وانت بكل أسف ما استخدمت عقلك ذي المرة ....حكمت على نفسك بالموت وانت على قيد الحياة ...تخليتي عن كل شيء بالدنيا مقابل اخوك القاتل يكمل حياته ....باكر يتخرج من الجامعه ويتزوج ويصير عنده عيال  وحياة جديده ...وانت وش وضعك؟!
عقلها ما تقبل فكرة زواج عماد ...مستحيل عماد يتركها مستحيل ...نطقت بكلام عكس افكارها وخططها حتى ما تفضح نفسها ...
وبنبرة محروقه نطقت: انا اندفنت مع سيف وانتهت حياتي هذا الي تبغى توصله لي!
سلط نظره عليها وهو ينطق بجديه وبنبره التمست فيها حنيه: أبغى أوصلك لك فكره إنك غلطت اكبر غلط بموافقتك على هذا الشيء ... وبنفس الوقت دام انك اخترت هذا الشيء ..لزوم تفكرين بطريقه اكثر جديه وتبعدين عن الحزن والسلبيه ...حياتك هنا ما في مفر منها ...حاولي تأقلمي عليها ...والسعاده انت تصنعيها من نفسك ...لا تنتظرين المال يسعدك ولا الاهل ولا الاصدقاء يدخلون السعاده لقلبك ...السعاده تنبع من داخلك ...اسعدي نفسك بنفسك...
ناظرته باستياء من كلامه عن اي سعاده يتكلم عنها وهي تقابل اهله الي يسمون البدن !!
تابع كلامه وهو يلحظ نظراتها المحبطه : تخيلي نفسك سافرت خارج البلاد حتى تشتغلين وتصرفين على اهلك ...والشغل الي سجلت فيه ممنوع الرجوع والزيارات ....انا ما ابغى الاذى لك ...حاولي تجنبي التواجد بحضور أبوي وخاصه ذي الايام ...للحين دمهم فاير ...تحتاجين بعض من الوقت وترجع المويه لمجاريها ...بالنهاية حنا بشر ومع الايام رح نسلى الميت ..يبقى رحيله وجع بالقلب بين كل فترة وفترة يثور بداخلنا وبعدها يخمد!!
ما تدري هو يواسيها والا يحطمها ...وش الفائدة من كلامه دام انه يؤكد على مكوثها هنا طول حياتها...مستحيل تقبل تدفن حياتها هنا ...عندها اهل و دراسة وطموح ما رح تتخلى عنهم .. وبخفوت نطقت والغصة واضحه بنبرتها: ودراستي!!
هز رأسه بأسف: دراستك واهلك خط احمر مستحيل تقدرين تزورينهم او تغادري اسوار هذا البيت للدراسه...قلت لك من قبل اخترتي وتحملي نتائج اختيارك ....
شدت قبضة يدها بقهر من كلامه ...ما يطلع لهم يحرمونها من دراستها .... حست بوجع ينهش روحها وهي تفكر لو وافقوا على دراستها ...وين رح تدرس بالجامعه والا بالمدرسة ؟!
مهاب ارتشف من  القهوة ونطق بتذكر : تعرفين الدكتور رشاد ؟!
عقدت حواجبها باستنكار وبخفوت نطقت: مين رشاد!!
رفع حاجب باستغراب: ما  تعرفين دكتورك بالجامعة ؟!
انخطفت ملامحها من هذا المطب الثاني الي وقعت فيه ....غبيه اذا جلست اكثر رح تفضح نفسها أكثر ... وبنبرة هادئه نطقت حتى ما تثير شكوكه: انا من لما دخلت هذا البيت ما اعرف احد ولا أبغى أعرف احد!!
ضحك بروقان على كلامها: واضح انك تكرهينه وبقوة ...جلست معه وتطرقنا لسيرتك ...يقول انك طالبه تدرسين عنده!!
غمضت عيونها لثواني تستعيد نفسها ..ما تدري من وين طلع هذا الدكتور ...اكلت هواء اذا كان يقرب لهم ويعرف غسق الحقيقة!!
تابع كلامه بابتسامة وهو يناظرها السكون تلبسها: يقول عنك واضح إنك مضيعه وجايه للجامعه بالغلط ...يقول خلال مسيرته التعليمية الطويله ما صادف طالبة بمستواك المتدني...ما يدري كيف حصلت على شهادة الثانوية!!
والحين ذابحه نفسك تبغين تكملين دراسه؟!
زمت شفتها بضيق من ابنة عمها جالسه تتقلد شخصيتها بالمواقف السيئة والغبية ....ما تدري وش ينقصها لو درست واجتهدت ..لزوم تفشلها قدام الاعداء؟
وقفت ونطقت بجمود: دراستي مستحيل اتخلى عنها وخروجي من هنا قريب
قاطعها وهو رافع حاجب من ثقتها: لا تفكرين بالهرب لانك رح تخربين كل شيء سعى له ابوك بالاصلاح ...هروبك من هنا يعني موت عماد مباشره !!
انخطفت ملامحها برعب من كلامه .. وبنبرة ضعيفه نطقت: كيف؟!
وبعدين القضيه انتهت بتنازلكم!!
مط شفته بسخرية: ومين قال لك انتهت ؟!
ثأرنا ما انتهى واي اخلال منك تكونين قدمت لنا دم عماد على طبق من ذهب ...رح نأخذ ثأرنا بيدنا ويضيع دمه بدون ما احد يعرف مين الي قتله!!
عبست ملامحها عقلها ما استوعب وحشيتهم ...نطقت باستنكار: تغدرون فيه؟!
مط شفته بسخرية: تتكلمين بنزاهة وكأنه أخوك ما غدر بسيف؟!
انا نبهتك وحذرتك لا تفكرين بالهروب الكل ينتظر منك الزله حتى ينفذ الانتقام ...وانت واختيارك !!
حست رجولها ما عادت تحملها ...تهاوت على الكرسي وهي تحس روحها خارت ...رح تقضي حياتها كلها هنا؟!
مستحيل ما اتفقت مع عمها على كذا ...وعدها بأقرب وقت يرجعها ويتمم زواجها من عماد ...بس كلام مهاب مغاير لخطط عمها ....
رفعت نظرها لما كلمها بهدوء: في طريقه وحده لخروجك من هذا البيت ؟!
عقدت حواجبها بعدم فهم ...ما تدري جالس يتلاعب فيها ...وبضيق من تصرفه نطقت: كيف؟!
ارتشف من القهوة بروقان ووضعها على الطاوله ..نطق بابتسامة واسعه: بموتي!!
خفق قلبها بقوة وهو يناظرها بقوة او تحدي ما تدري ...ما قدرت تفهم نظراته !!
تابع كلامه وهو يبتسم على نظراتها المستنكره ما هي مستوعبه كلامه: أنا خبرت أبوي ووصيت إذا ربي أخذ أمانتي يعطيك حريتك وترجعين لأهلك هذي وصيتي!!
ضحك بخفه وهو يناظر عيونها المصدومه من كلامه ..تابع كلامه بابتسامة واسعه: بس انتبهي تحاولين تقتليني لأنك رح تروحين اعدام وما تستفيدين شيء!!
قهرها بكلامه  ...غبيه يوم ظنت عنده سالفه ..وقفت بعبوس ونطقت بقهر: ليتني أذبحك حتى لو أروح اعدام اهم شيء اطلع من هذا المكان !!
همت تغادر بس وقفها وهو ينطق بضحكه: اشربي القهوة !!
قبل ما ترد التفتت على ام سيف الي دخلت المطبخ وعيونها تقدح شرار ...نطقت بحده: اطلعي لغرفة هاجر تبغى ترتب غرفتها!!
تحركت غسق للخارج بدون ما تنطق حرف واحد!!
مهاب ابتسم بروقان وهو يشوف ملامح خالته الغاضبه وهي تنطق بعتاب: اشوفك جالس مع بنت مطلق ..والضحكه شاقه الحلق؟!
مط شفته بابتسامة: عملت قهوة لنفسي ولقيتها جالسه بالمطبخ ما حبيت اخالف القوانين الي وضعتوها واطلعها من المطبخ!!
اختفت ابتسامته وسرعان ما انقلبت ملامحه وهو ينطق بحده: ترى سيف مات بس الإنسانية ما ماتت بقلوبنا ...تراها بشر ما هي حيوان حتى تحتجزونها بالمطبخ ٢٤ ساعه...لا تخلي حزنك وقهرك على سيف يوصلك انك تظلمين نفس ما لها ذنب بشيء!!
ما كنت كذا يا خالتي....اتمنى تعاملوا بنت الناس بإنسانيه لا أكثر !!
وتخففوا عنها شغل ما تشوفين جسمها الهزيل ما هي حمل شغل وبهذله ...اتركوها تشتغل بالمعقول ...الرحمه موجوده يا خالتي!!
ام سيف رفعت حاجب بتحقيق: ما شاء الله...والله قلبي يقول انك مب خالي!!
وقلت هالكلام لأبوك .. اليوم حرام وبعدها صغيره وباكر تجلس معنا بالصالة ...وتصير تشور علينا بنت مطلق!!
مهاب انت وش فيك نسيت انهم قتلوا اخوك ؟!
اخوك سيف الي للحين ما جف ترابه وانت جالس هنا مع بنت مطلق طاق الميانه معها !!؛
كذا تأخذ ثأر اخوك ؟!
تغيرت ما كنت كذا يا مهاب ؟! والا بنت الكلب لعبت بعقلك ولحسته؟!!
ختمت كلامها بنظرات خيبة وعتب وغادرت المكان!!
ابتسم وهو يناظر زولها ....بعدها التفت لقهوته ورجع يكملها بهدوء وروقان وعقله غرق بأفكاره وبكل  شيء من حوله!!
**
**
**
جالسه على الارض ترتب ملابس هاجر وعقلها يفكر بحالها ..مين تصدق عمها مطلق والا مهاب؟!
عمها أكد لها خروجها من هنا مجرد مسأله وقت ...ومهاب أكد لها خروجها من هنا مستحيل واذا طلعت يكون موت عماد!!
مين الصادق بينهم؟!
هزت رأسها بخفه ..اكيد مهاب يكذب عليها حتى يخوفها وما تفكر بالهرب ...القانون موجود وما هم بغابه حتى يقتلون عماد بهذا البرود !!
ما تدري وش يبغى منها وليه يكلمها باحترام عكس اهل بيته ..معقول لذي الدرجه تثير شفقته؟!
قطعت أفكارها وناظرت هاجر الي وقفت عند الكبت وناظرته وهي رافع حاجب: وش هذا الترتيب ؟!
وبحركه خاطفه ألقت كل الملابس على الارض ونطقت بأمر: عيدي ترتيبهم ..ما أعجبني ترتيبك؟؟
شدت غسق على قبضة يدها بقوة تمسك نفسها ما تسدد لكمه لها حتى تعلمها كيف تكلم البشر!!
تجاهلتها غسق وهي تشوف نظراتها المستفزه .. متأكدة تبغى تستفزها حتى تعصب وتوصل السالفه لابو مهاب ...كتمت غيضها وما رح تعطيها مرادها ...رجعت ترتب من جديد على أقل من مهلها ولا كأنه احد يمها!!
هاجر شدت على أسنانها بغيض وهي تشوف برودها ولا كأنه احد يكلمها ....
مطت شفتها بسخرية بعد خروج هاجر ..وصوتها يوصلها " عديمه احساس"
ما هو سهل عليها تظهر بهذا الهدوء ومن داخلها تحترق ...تخاف على نفسها مع الايام تتحول لرماد وتفقد شغف الحياة بعد ما فقدت كل شيء جميل كانت تملكه ....
تابعت الترتيب وصوت هاجر يوصل لمسمعها: عمتي اسراء تعالي شوفي شغالتنا الجديدة!!
شدت على القطعه الي بيدها بقوة من كلامها ومن ضحك البنات وسخريتهم عليها!!
وعد تعجل بإسراء: بسرعه يا عمتي تعالي شوفيها ...وقولي لنا رأيك فيها ..بما انك تعرفينها من قبل؟
حست غسق الدم تجمد بعروقها ..مين ذي اسراء الي تعرف بنت عمها ...الظاهر اليوم رح تنفضح ويخرب كل شيء!!!
اسراء بابتسامة وهي تناظر غسق معطيتهم ظهرها : والله ودي من زمان ازوركم واشوفها ..بس على حظي اضطرينا نطلع خارج المنطقه للعزاء !!
واليوم اول ما وصلت مباشرة جيت هنا ...تأخرت كثير وقلبي يحترق راحت علي أحداث كثيره!!
وعد بضحكه: راحت عليك أحداث يا عمتي ...طقتها ماما طق ما هو طبيعي
رفيف تتابع عنها: حتى بابا ضربها ... فوق شناعتها قليلة أدب!!
اسراء هزت رأسها: وش فيها معطيتنا ظهرها ...هي انت لفي خيلني أشوفك!!
هاجر بابتسامة: بالله يا عمتي قولي لنا الفرق لما كانت برستيج وحالتها حالة وبين لما صارت شغالة تحت رجولنا!!
اسراء تقدمت بخطوات واثقه: ما عليك الحين افصفصها لكم واسنعها اذا تبغون ما عندي اي مشكله!!
تحس غسق كل خليه بجسمها ترتجف ...بذي السرعه انفضحت ...لزوم تهرب قبل ما يكتشفون امرها ... متأكدة رح يذبحونها بدم بارد ...
رفعت نظرها لما وقفت اسراء قدامها وكتفت يدينها بثقه وهي تنطق بأمر: اكشفي يا حلوة عن وجهك!!
عقدت حواجبها اسراء باستغراب: هذي وش فيها ما تسمع ؟!
رفيف بحماس: احيانا يصيبها الخرس والصمم وكأنها بعالم ثاني!!!... بالاشارة يا عمتي يمكن تفهم عليك!!
اسراء بحركات ساخره وهي تضحك وتؤشر بيدينها على وجهها علشان تكشف ...
تناظرهم غسق بشفقه على حالهم ... لأنه الانسان المتكبر مثير للشفقه ومريض بنفس الوقت ...يظن نفسه شيء كبير وافضل من العالم كله ...وبالحقيقه ما يسوى نعال ...مطت شفتها وعيونها تراقب ضحكهم وكلامهم الساخر عليها .. وكأنها نكته امامهم ...ناس تافهة ما تدري وش الي يضحك بالموضوع ...بمثل حالها هذا الواحد يقول " اللهم لا شماته" او تدعي ربنا ما يحول حياتهم وتنقلب رأس على عقب!!
قطعت افكارها لزوم تهرب الحين قبل ما تتعرف عليها اسراء ...قبل ما تنهض حست رجولها ما عادت تحملها لما نطقت اسراء: عيونها مو نفس عيونها بالحفلة !!
ما تشبه لها أبد .....

انتهى البارت ...دمتم بخير 🌹

رواية المنتصف المميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن