One

9 1 0
                                    



لَم يَشهَد أَحَد مِثلَ هَذِهِ الليلَةِ التِي صَدَرَ مِنهَا ذَلِكَ الصرَاخ الذِي أَصَابَهُم بالذعر وَالخَوف لَم يُنسِي شَخص مَنظَر الدمَاء الذِي يَسِيلُ مِن كُل المَنَازِل و مَنظَر كُل إنسَانٍ حَاوَل الهُرُوبُ مِن مَصِيرُهُ المَحتُوم .

كَانَت هُنَاكَ هَذِه الفَتَاة التِي لَم تُفهَم شَيئًا مِن الذِي حَدَثَ بَقِيَت تُحدِق بصَدمَة بَعدَ أَن رَأَت أَحَد الرجَال الذِي يَقتُلُون الأَشخَاص البريئين هُنَا بِتِلك الطَّرِيقَة .

كَان يُصَوب ذَلِك المِنشَارَ فِي ماعده ذَلِك الفَتِي الذِي لَم يَستَطِيعُ أَن يُقَاوِمَ بَعدَ رُؤيَتِهِ أحشَائِه تَخرُجُ مِن مَكَانِهَا وَبَعدَ ذَلِكَ انتَقَل إلَي الرأس وَيُكَرر فَعَلَته المقرفه تِلك بِتَلَذُّذ مِنهُ كَانَ يَستَمتِع بِكُل لَحظَة يَتَأَلم فِيهَا هَذَا الشَّخصِ وَكَأَنه لَا يَقتُلُهُ وَيَجعَلُه غارقًا فِي دِمَائِه .

كَانَ هَذَا أَولُ شَخص أَرَاه يَمُوت إمَام عَينَاي لَم يُغَادِر ذَلِك المَنظَر ذهني  أَبَدَا لَكِننِي الآن اعتَدت بَعدَ مُرُورِ عَشَرَةُ أَيامٍ عَلِي احتجازي فِي هَذِهِ المَدِينَةِ التِي تملأها الحِرَاسَة بِنَسخ عَدِيدَة مِثلَ ذَلِكَ الرجُلُ .

مَا يُثِيرُ استِغرَابِي عَدَم مقابلتي شَخص مِثل حَالَتَي يُحَاوِل الهروب  بَدَأَت اعتَقَدَ أَن الجَمِيعَ قَد قُتِلُوا وَإِننِي الوَحِيدَةُ التِي بَقِيَت وَسَيَأتِي يُومِئ بِالتأكِيد .

خرجتُ مِن إحدي المَنَازِل التِي تَم هَجَرَهَا مُنذ فَترَة بِسَبَبِ تِلكَ الفوضي باحته عَن طَعَامٍ لِأَكلِه بَعدَ أَن استمريت بِالِاكتِفَاء بِذَلِك الخُبز العفن و قَطَرَات المِيَاه القَلِيلَة التِي لَقَد انتَهَيت اليَومَ وَهَذَا سيجعلني أَرَاهُن بحياتي عَلَيهَا .

استمريت بِالسير إلَي أَن وُجِدَت مَتجَر يَبِيع المعلبات وَالأَشيَاءُ التِي كَتِلك و لَكِنه مُتَهالِك تقريبًا

بَقِيَت اُنظُر بتمعن رُبمَا أَجِد شيء يُمكِنُ أَكلُهُ ، لَكِن الحَظ لَم يحالفني اضطريت لِلخرُوج بَعدَ أَن سَمِعت أَحَدُهُم يتشاجر مَع شَخص مَا

بَعْد دَقَائِق قَلِيلِه استَطَعت الخرُوجَ مِن المَكَانِ أَصبَحت أتسلل بِخُفه حَتَّي لَا يَسمَعُ أحدًا خطواتي لَم يَستَغرِق الأَمر الكَثِيرِ مِن الوَقتِ حَتي وُجِدَت أَمَامِي مَتجَر آخِرًا وَلَكِنه يَبدُو فِي حَالَةِ جَيدَة ، الآن يُوجَد أَمَامِي الكَثِيرِ مِن المعلبات التِي كُنتَ أتناولها قَبلَ هَذِهِ الفوضي التِي حَدَثَت .

وُضِعَت بِمَا يَكفِي مِنهَا فِي حقيبتي التِي احضرتها مَعِي حَتي التَفَت لَأَخرُج لَكِن مَا فاجئنِي وُجُود فَتَاة تَقِف مُقَابِلِي تُصَوب سِلاحَهَا نَحوِي ، عِند التفكِير لَم أُرِي شَخص قَرِيب مِن عُمرِي مُنذُ أَيامِ .

"اصَمتي وَأَمشِي أمامِي آلان ! " .
صَدَرَ مِن ثَغر تِلك الفَتَاة

"وكأنني سأسمعكِ" .
رَدَدت عَلَيهَا بِقَلِيلٍ مِن الثقةِ

فِي لَحظَةِ قَامَت بِلَف ذِرَاعِي خَلفَ ظَهرِي لَكِن لَم يوقفني هَذَا لَن أَمُوت عَلِيّ ايدى شَخص طَبِيعِي بعدَ مَا مَرَرت بِهِ .

اخذتُ بِحَرَكَة سَرِيعَة مِني سِلاحَهَا مصوبته نَحو رَأسِي
"أقتل نفسِي وَلَا أموُت عَلِيّ يداكِ ! " .

بَقِيَت صَامَته لِبَعض الْوَقت بَعدَهَا صَدَرَت مِنهَا ضَحِكُه غَرِيبَة أَظُن أَن هُنَاكَ خَطَب مَا بِهَا " حسنًا لَن أَفعَلَ شَيئًا لَكِننِي كُنت سَاخدك إلَي مَكَان يُوجَد بهِ أَشخَاص مثلك"
تَحَدثَت تِلك الفَتَاة بَعدَ أَن تَوَقفَت عَنِ الضحِكِ .

تفاجأت أنهُ يُوجَدُ العَدِيدِ مِنَ الأَشخَاصُ الذِينَ يُحَاوِلُون الهُرُوب مِثلِي لَكِن لَن أَصدَقَهَا بِسُرعَة رُبمَا تَخدَعنِي حَتي تاخدني إلَي الرجَال المعتلين تَرَكَتهَا وَخَرَجَت مِن المَكَانِ .

بَينَمَا كُنت أَكَل صدمني طُرُق البَاب المفاجئ بِسَبَبِ هَذَا المَكَانِ لَم يدخِله أَحَد مِن بَعدِي أَو يَأتِي ، التَزَمَت الصمت حَتي رَأَيت هَيئَة شَخص قَد دَخَلَت إلَي المَنزِل ، وَقتِهَا كُنت قَد اختَبَأت فِي خِزَانَةِ المَلَابِس .

بَقِيَت أُحَاوِل تَنظِيم نَفسِي لِعَدَم تَوَفر الأُكسِجِين الكَافِي وَلِكَي لَا يُلَاحَظُ وُجُودِي .

لَم تَعُد الخُطُوَاتِ التِي كَانَت تحذرني مِن وُجُودِ شَخص مَسمُوعَة بَعدَ الآنَ خَرَجَت مِن الخِزَانَةِ بَعدَ عِدةِ ثَوَانِي لِعَدَم سَمَاعِي شَي نَزَلَت إلَي الطابَقُ السفلِي أَبَحت عَن الطعَامِ الذِي خَبأتَهُ لَكِنه أَختَفِي

بَينَمَا كَانَت تبحت لَم تُلَاحِظ الشخصِ الذِي قَامَ بِرَش البخاج المُخَدر حَتي تَسقُط كجثه هَامِدَة .

...
يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 08, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المدِينَة المُختلِفة  | 𝐃𝐈𝐅𝐅𝐄𝐑𝐄𝐍𝐓 𝐂𝐈𝐓𝐘 ⁦حيث تعيش القصص. اكتشف الآن