5

32 8 3
                                    

"امتى هتوفي بوعدك؟"

"مش شايف الدنيا متلخبطة ازاي؟ كل حاجة اتقلبت، حتى هى مش مصدقة إنك إبنها"

"دا مكنش وعدنا، إحنا اتفقنا إني لو سمعت الكلام هتجيب اخويا يعيش معايا هنا، وحضرتك معملتش اللي قلته"

نزل لمستواه
"هتكلم معاك براحة، معاك حق أنا لما لقيتها عدت مرحلة الخطر أهتميت بشغلي، ونسيت وعدنا خالص، هى دلوقتي بتعدي بمرحلة نفسية مش كويسة خالص، وشاكة أصلًا فيك، فمينفعش أقوله إني عاوز أتبنى طفل هتشك أكتر، أستنى بس لحد ما الدنيا تهدى وهي تنسى وأنا هجيبه يعيش هنا، تمام؟"

"... تمام"

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الحاضر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظر ياسر خلف منسجم الى الكنيسة، فرى راضي البطل يخرج منها، ضـ ـرب على كتفه برفق وهو يشير بعينه
"راضي البطل"

سارا ورائه بتخفي حتى دخل إحدى الشوارع الضيقة، أمسكه منسجم من كتفه والقاه على الحائط ووقفا أمامه

"راضي البطل، مش ملاحظ إننا بنشوف وشك كتير"

نظر لهما بتوتر
"إيه هتقبـ ـضوا عليا عشان ماشي في الشارع؟"

اجابه ياسر بغمزة
"لا عشان ماشي بمزاج"

كان سيهرب منهما فامسكه منسجم
"متخفش هنسيبك تمشي، بس تقولنا، كنت بتعمل أي جوا الكنيسة؟"

نظر لهما بتوتر
"سبوني امشي"

ضـ ـربه ياسر باصبعه في جبهته
"من كتر الى بتشربه بقى عقلك تخين مش بيفهم، ماحنا قُلنا هنسيبك تمشي بس تقولنا بتعمل اي في الكنيسة؟"

اجابهما بسخرية
"كنت بولع شمعة عشان ربنا يتوب عليا"

شمر ياسر عن ساعديه
"شكلك بتحب الطريقة الصعبة"

صاح راضي بهما بغضب
"هتضـ ـربني على أي أساس؟ هقدم فيك شكوى"

ازاح منسجم ياسر بيده بعيدًا عن راضي
"لا وليه كدا يا راضي باشا، إحنا هنسيبك تمشي بس بمزاجنا"

بدأ في تفتيشه وراضي يحاول التملص منه، أخرج من جيوبه رزمة مال وكيس شفاف به بودرة بيضاء اللون

"على كدا نقدر نضـ ـربك براحتنا، ولا لاقولك؟ اي رأيك تقولنا كل حاجة ونسيبك تمشي؟"

صاح بهما وهو ينظر لكيس البودرة
"خلاص خلاص، كنت بشتري بوردة، سبوني امشي"

ابتسم منسجم
"مين بيبيعها جوا؟"

أجابه بضيق وعيناه لم تحيد عن الكيس في يد منسجم
"لا هما مش تجار، هما موزعين، بس أنا معرفش غير اللي انتوا قبضتوا عليهم؛ فجيت أشتري من هنا"

إنسجامOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz