إنه غريب

27 5 2
                                    

                                       ♡......................♡
          
                                                                                                
نظرت صوب الطاولة فوجدته جالساً ،مسنداً يديه على حافة الطاولة ،بادئ عليه القلق

وفور رؤيته لي وقف على قدميه وأشار إليّْ قائلا بإرتجاف: _إنها هي ، إنها الفاعلة أيها الشرطي، أنا لم أقتل أحد أرجوك صدقني_

كان ملتصقاً بالشرطي المحاذي له عند تفوهه بتلك الكلمات ، راجياً منه تصديقه
ولكن عبث، من سيصدق أن ملاكاً مثلي قد يكون قاتلاً يوم ما.

نظرت للشرطي الذي إصطحبني إلى هنا نظرة مليئة بالبراءة واللطف ، لقد كان يرمقني بغرابة منذ أن وصلنا إلا هنا

جاءت بعض التساؤلات إلى عقلي ، هل يمكن ،أو  لربما يشك في شئ ؟

إلا أن تحدث مزيلاً كل تلك التساؤلات تلك ،  _هل يتوجب علينا تصديقك الآن؟  كل الأدلة تقول بأنك القاتل ، هل تريد إقحام شخص برئ في مشاكلك لمجرد تواجده في مكان وقوعها؟ ماذا تظن نفسك فاعل؟ _  لقد كان يعلو بصوته تدريجا في الكلام وفور وصوله لآخر الحديث صرخ بغضب.

تعال الارتياح قلبي؛ لأنه لم يكن يشك بي ، فلقد كانت نظراته تلك قاتلة بالنسبة لي.

أشار إلي المحقق لآتي وأشرح لهم ما حصل ، ذهبت ورويت ما رأيت بالتحريف الخاص بي .

على الكرسي أجلس واضعة راحتاي على الطاولة،  آخذة وضعية المتهمة الخائفة من السجن،  أتحدث بصوت خفيف موجهة أنظاري لمن يجلس أمامي ، 
_لقد كنت ذاهبة إلى المدرسة ، حينما رأيته يقف أمام ذاك الرجل المسكين الذي بدأت عليه علامات الخوف ، مهددا له بالقتل،  أنا لا أعلم قصتهم ، ولكني سمعته يقول إن لم تعد أموالي سأقتلك ، وبعد قوله لهذا فإذا به يغرس  تلك السكين في بطن ذاك المسكين _
قاطعت كلامي ببعض الدموع،  لأوحي لهم أني كنت مذعورة بما رأيت ثم أردفت..... _ أنا لم أكن أصدق أني رأيت ذاك المشهد المشين،  كيف لان قلبه لفعل هذا؟ أنا حقا متفاجأة أيها الضباط_ .
                                       
_آه ، وأخيراً لقد إنتهينا ، أيها الشرطي أخبرني ما هو إسمك؟_
لقد سألته عن إسمه لأنه لم يكف عن النظر لي ، إبتسم وسألني ومتعجباً _إسمي أنا؟_
أجبته بملل _وهل يوجد غيرك هنا؟_    قال بإبتسامة بسيطة _أنا إسمي رانج _ وألقى نظرة غريبة ثم أدار وجهه للأمام ليردف _وأنتِ إسمُك إيميل صحيح؟_  
أجبت _نعم، هذا صحيح _ ثم أخبرته بصرامة _هل لك أن تكف عن النظر إلي بتلك الطريقة ؟_
لملم نفسه ثم تنحنح  وقال:أنا آسف جداً ، ولكنكي جميلة لقد كانت عيناي تجبرني على النظر إليك ، أنا حقاً آسف_
لم يهمني كلامه قط كل همي كان أن يكف عن النظر،  وكان أكبر همي أيضاً أن أخرج من هنا فلقد كدت أختنق من تواجدي في هذا المكان.
ولكن كان يجب علي أن أجامل فأخبرته بتصنع الخجل _شكراً لك ،    وأنا أيضاً آسفة لتحدثي معك بتلك الطريقة _  رد مسرعاً _لا داعي للتأسف فأنا المذنب لقد كنت أسترق النظر دون إذنك _ 
وبعدها رافقنا الصمت حتى خروجنا من مركز الشرطة.
           
في اليوم التالي..
ذهبت إلى المدرسة كالمعتاد، وفور دخولي للفصل، أصوات كثيرة من كل أنحاء الفصل تسأل _ماذا فعلتي يا إيميل؟_
لا أدري إن كانو يطمإنو أم فضول فحسب ، حسنا سأعتبر الفضول هو الجواب .
أجبت ببرودة كعادتي التي أتصرف بها في المدرسة ألا وهي البرودة
_لم يحدث شئ مثير _
إكتفو بسماع هذا فهم لا يتأملو أن أقول أكثر من هذا،  فأنا في أذهانهم قليلة الحديث ولا أختلط في أي أحد.
_إنتهى الفصل وأخيراً _ كلمات مع تنفس الصعداء من طلاب الفصل ،وكأنهم  أطلقو من السجن.
أسير ببطء وإتزان أقلب خطواتي خطوة تلو الأخرى أنظر إلى أقدامي وهي تسير،  إنها مشيت شخص متلهف لوصوله إلى البيت بأسرع وقت ممكن ، وصلت للبوابة الرئيسية للمدرسة رفعت رأسي لأرى ما حولي فقد كان المكان يعج بالسكان  .

_ماذا؟؟ ما الذي يفعله أمام بوابة المدرسة؟_

                                                                                              يتبع......

رأيكم؟؟
تنصحوني أكمل أو لا؟؟

أَنَاْ لَسْتُ نَاْدِمَة Where stories live. Discover now