Part 6

36 4 0
                                    


- عمك ومراته وبنته اللي جايين يا محمد

نظر له محمد بعدما انزاحت إبتسامته من على فمه واحتلت مكانها ملامح السخرية على وجهه، أهذه إبتسامة يسخر بها من جسده الذي لا يزال ينتفض لسماع سيرتها!، ليس حُبًا ولكن حزنًا على وقته الضائع وحبه الذي دفنته هي بيديها، أم سخرية من القدر الذي مازال يجمعهم إلى الآن متناسيًا من قد أقدمت على فعله بقلبه المُحب لها ولعينيها، تجاهل محمد جميع هذه الأفكار ثم أردف قائلًا:

- تمام يا حاج ينوروا

ثم استدار ناحية جيهان وألقى السلام عليها وعلى صدفة وهمَّ بالخروج من منزلهم ذاهبًا إلى منزله، لاحظت جيهان وصدفة أيضًا تغيير ملامح وجه محمد وامتعاضه عندما رد محمود على سؤاله، لم تُرِد جيهان التدخل بأمورهم العائلية ولا السؤال عن ماذا حل بمحمد بعدما سمع أن عمه وعائلته هم القادمون، فجائها صوت صفية قائلًا:

- معلش يا جيهان محمد مشي بسرعة عشان بيتضايق من السيرة دي، بصي هبقى احكيلك بعدين هروح انا وأبو محمد عشان أشوف الشقة لو محتاجة ترتيب ولا حاجة قبل ما الناس تيجي وأشوف كدا لو هلحق أعمل غدا بالمرة، أشوفك في وقت تاني يا حبيبتي

ردت عليها جيهان بابتسامة قائلة:

- ولا يهمك يا حبيبتي إحنا كدا كدا الباب في الباب أهو وان شاء الله هتبقى على طول مع بعض، ربنا يعينك يارب، أشوف وشك بالسلامة ان شاء الله

ابتسمت لها صفية ثم وجهت نظرها ناحية صدفة قائلة:

- أي وقت يا حبيبتي عايزة تيجي تقعدي معانا فيه شوية تعالي البيت بيتك خلاص ماشي؟، عايزة حاجة يا حبيبتي؟

أردفت صدفة بابتسامة قائلة:

- لا يا طنط شكرًا لحضرتك دا من زوقك والله

إبتسمت لهم صفية ثم ذهبت هي ومحمود إلى منزلهم وما إن دلفت حتى ذهب محمود إلى محمد ليجده جالسًا على كرسي مكتبة في غرفته شارد الذهن ينظر إلى سقف غرفته بشرود تام، لم يستفق محمد ولم يشعر بوجود أبيه في الغرفة حتى جائه صوت محمود قائلًا:

- تعالى يا محمد، تعالى يا حبيبي نتكلم شوية

ذهب له محمد ليجلس بجوار والده على سريره ثم قال محمود:

- أنا عارف إنك متأذي بسببها، وعارف إنها حرقتلك قلبك وكسرته كمان، عارف بردو انها سابتك في عز حبك الشديد ليها، بس إنت عارف إن عمك ملهوش يد في الموضوع دا، عمك دايمًا كان بيحاول يخليها قريبة منك ومتشوفش غيرك ودا عشان قبل ما يكون عشان بنته ف عشان بيحبك وعارف إنك هتحافظ على بنته وهي كبيرة زي ما حافظت عليها من وانتو عيال صغيرين، اللي حصل دا مش بسبب عمك دا بسبب مراته، طب تعرف إن أبوها فضل زعلان منها فوق التلات أسابيع بسبب إنها سابتك!، تعرف أنه مكانش بيديها الجنية ولا بيعبرها بكلمة واحدة بس!، أمها هي اللي واكلة دماغها وبتمشيها حسب مزاجها هي بس، ودايما بتعارض على كلام عمك مع إنه بيكون هو اللي صح، وزي ما بيقولوا يابني الطبع غلَّاب، طبعها وطبع أمها غلب على محاولة تربية أبوها ليها على الأصول والمبادئ الصح، أنا عايزك تفوق وتسيبك منها، بنت عمك ماشية على مزاجها ومزاج مرات عمك وبس، مبتشوفش مشاعر ولا أحاسيس و..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jul 16, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عِندما يتبَدد الظَّلامْ Where stories live. Discover now