Painful memory

85 15 13
                                    

اهلا...♡
اليوم ، ذهبت لزيارة قبر احدهم
احد كان موته بالفعل كالسيف الذي شق صدري
و الذي جعلني الوم نفسي مرارا و تكرارا على وفاته
مع انني الآن اعلم جيدا انني لست السبب في ذلك
الا ان وخزا خفيفا ينغز ايسري كلما زار وجهه
ذكرياتي
دعنا نعود بالزمن الى الفترة التي كنت فيها ادرس في المتوسطة
كانت فترة من اكثر الفترات تقلبا في حياتي
ربما بسبب بداية مراهقتي ، و ملاحظتي لأشياء لم اكن اراها او اعرفها من قبل 
و اخطاء اتمنى لو يعود بي الزمن و اصححها
في هذه الفترة كنت ارى طلاب المتوسطة جميعهم يتواعدون  ، يملكون احبابا و حبيبات
و انا طبعا لم اكن من بينهم
اولا لأنني كنت شخصا لا يحب الاختلاط كثيرا
و ثانيا لأن والدتي كانت صارمة جدا بشأن اشياء كالمواعدة ، حسنا دع هذا على جنب الآن
في صفي كان هنا طالب
هو لم يكن عاديا
بل كنت اراه مختلفا نوعا ما
ليس و كأنني اعجبت به او شيئا من هذا القبيل
لكنه كان يملك طاقة مختلفة
لقد كان لطيفا و اجتماعيا جدا
و ثرثارا لدرجة تجعلك تريد اقفال فمه بشريط لاصق
كان الفتى يدعى "وليد"
كان من الاشخاص الذين يحبون التحدث مع الجميع بلا استثناء
و هو بالفعل كان يأتي كثيرا ليتحدث معي
لم اكن ابادل اطراف الحديث كنت فقط استمع له و اومئ بهدوء ليس و كأنني مهتم بما يقول لكنني كنت سعيدا لان هناك من لاحظني اخيرا
من الجهة الاخرى
كان هنالك طالب يدرس في الفصل الذي بجانب فصلي
كنت اراه دائما
لم اسمع صوته من قبل
و لم اتحدث اليه من قبل
لا اعرف اي شيء عنه
فقط لاحظت نضراته لي احيانا
و غمزاته ايضا
حسنا حركات كهذه لا تبعث اي نوع من الشكوك
اعني كل الفتيان يفعلو اشياء كهذه
مثل اطلاق غمزة لأي شخص تلتقي مقلتاه به
لذا لم القي بالا لهذا الفتى ابدا
حتى اتى ذاك اليوم
كنت جالسا في الفصل استمع للموسيقى و ارسم بينما الفصل بأكمله هائج لأن استاذ الرياضيات غائب
كان اشبه بحديقة حيوانات لا فصل في مدرسة
،و انا مع نفسي جالس و اذا بولدين مألوفين يجلسان قبالتي
نزعت سماعتي و سألتهما عن ماذا يريدان
و ببساطة قالا :
"لؤي يريد مواعدتك هل تقبل ام لا؟"
انا بسرعة رفضت ذلك و طلبت منهما ان يخبراه انني لست شخصا مناسبا للمواعدة
مع انني في قرارة نفسي كنت حقا اريد ذلك
ليس لأني معجب به
فقط لأني كنت اريد ان اكون مثل الجميع
،في مساء ذاك اليوم و عندما كنت متجها الى المنزل
استوقفني صوت غريب
لقد كان صوته
صوت لؤي
كانت اول مرة اسمع صوته فيها
توقفت و التفتت اليه و انا اشعر بتوتر فظيع
و ها هو اقترب مني هو و رفيقاه من الصباح
لكنهما سرعان ما ذهبا و تركانا لوحدنا
" رين انا بالفعل معجب بك هل تقبل مواعدتي ؟"
اجل اعاد نفس الطلب
و انا ايضا اعطتيه نفس الجواب
و حاولت قدر المستطاع ان ارفضه بلطف و ابين له انني لست مهتما لهذا النوع من العلاقات
كل ما قاله هو "حسنا"و ذهب
مر يومان على هذه الحادثة و بينماركنت عائدا االىبيت و انا اشتم و العن كل شيء لانني لم احضر مضلة و السماء كانت تمطر بغزارة ،
لقد اصبحت مثل الدجاج المبلل انذاك
فجأة شعرت بيد تمسك معصمي و عندما التفتت
كان هو
لؤي مجددا
نظر اليه و قلت
"هل ستعيد طلبك مرة اخرى ؟"
لم يجبني بل اكتفى فقط بتحريك رأسه للاعلى و الاسفل بهدوء بالايجاب
لا اعرف لماذا لكنن اشفقت عليه
اعني لقد طلب مواعدتي للمرة الثالثة على التوالي ، لذا فقط اجبته
"سأفكر و اجيبك غدا"
قضيت الليلة بأكملها و رأسي يكاد يحترق من التفكير
هل اقبل؟
ام ارفض مجددا؟
كنت اعلم ان والدتي لو علمت بذلك ستوبخني بشدة
لكن انت تعرف
عقل المراهقين
كما انني عنيد و احب فعل عكس ما يتم امري بفعله
في اليوم التالي، ذهبت الى المدرسة
و وجدته ينتظرني اما باب فصلي
اتجهت اليه و استجمعت شجاعتي و قلت
" انا موافق"
لقد وافقت فقط لكي لا اكسر خاطره
لكن هذا كان بالفعل واحدا من اسوأ القرارات التي اتخذتها في حياتي كلها...
كان لؤي متملكا حد اللعنة كان حرفيا يهدد كل من يحاول الحديث معي
و كان يحاول جعلي وحيدا
بلا اصدقاء
كي لا يضطر على طردهم كلما اقتربوا مني
كي اكون له وحده فقط
هذا مع العلم انني لم اسمح له بلمسي او تقبيلي ابدا
لأنني لم اثق به تماما بعد
كما انني لا احبه
و هنا بدأ الامر
لاحظت ان وليد لم يعد يحدثني كما اعتاد في السابق
بل و اصبح يتجنبني
و لا انكر ان هذا ازعجني
لانني كنت احب ثرثرته بالفعل
اخبرت لؤي عن هذا الموضوع كونه حبيبي ضننت انه سيساعدني لكنه صدمني عندما قال
"يبدو انه فتى مطيع لم اضطر حتى لإعادة كلامي مرتين" في تلك اللحظة جن جنوني
و تشاجرت معه و اخبرته ان يكف عن التدخل بحياتي الشخصية و ابعاد الناس عني
عدت الى وليد واعتذرت منه بدلا من ذاك الاحمق
مرت الايام و قررت اخيرا الانفصال عنه
و انهاء هذه العلاقة السامة
لأن تصرفاته باتت لا تطاق
اصبح يحرمني حتى من التواصل مع اي كائن بشري
و قد تجرأ و شد شعري ثلاث مرات
لذا
طفح الكيل
انفصلنا و ترجاني بالبقاء
لكنني رفضت
لقد أذاني كثيرا
و انا لم اتحمل ذلك
اذا كنت ستؤذيني بحجة حبك لي فاحتفظ بحبك ذاك لنفسك
بعد ايام اتى وليد الي و قد كان يبدو حزينا
تقدم الي و لا زلت اذكر كلماته و هو يقول
" رين انا اسف، لكنني لا استطيع ان اكمل صداقتي معك
الوضع لا يطاق ، حبيبك ذاك لا زال يهددني ، و انا لا اريد المشاكل "
كانت تلك الجملة
كالقشة التي قسمت ظهر البعير و قطرة الماء التي افاضت الكأس
في تلك اللحظة لا اعلم كيف نهضت و توجهت لفصل لؤي و وقفت قبالته و بدأت بالصراخ و البكاء و شتمه و لعنه و اخباره ان يتوقف عن تهديد الشخص الوحيد  الذي لاحظني
لقد ابتسم و قال :
"فليكن في علمك انني لن اتوقف ،و ان تابع ذاك الاحمق الالتصاق بك فلن ارتاح حتى اجلسه علي "
لن اكذب
لقد خفت
خفت على وليد
لقد كان لؤي صاحب جسد رياضي و قادر على فعل اي شيء
بالنسبة لوليد لم يكن بتلك القوة
هو اضخم مني لكنه ليس بحجم الآخر
خفت ان يفعل به شيءا ما و اكون انا السبب في ذلك
ففي النهاية انا هي النقطة المشتركة بينهما و التي بسببها اشعل فتيل الحرب بينهما
بعد تلك الكلمات قررت ان اتجنب وليد
لم ارده ان يتأذى
لذا فقط تجنبته
بعد اسبوع من الحادثة
دخلت الفصل و انا اسمع همسات الطلاب و بعضهم يبدو حزينا و البعض الآخر كانت عيناه تدمع بالفعل
ذهبت و سألت عن الموضوع
"وليد لقي مصرعه"
ثلاث كلمات كانت كفيلة بجعل قدماي لا تقوان على حملي
رؤيتي كانت بالفعل ضبابية بسبب العبرات التي شقت طريقها على وجنتاي بلا توقف
كل ما كنت افكر فيه في ذلك الوقت هو
"انا السبب في هذا، لقد مات اما رعبا او حزنا"
مع ان الجميع اخبرني انه مات لأن سيارة دهسته و هو عائد من النادي
الا انني لم اقتنع
لا اعرف لماذا لكنني لم اقتنع
هو لم يكن بذلك القرب مني
و لم يكن صديقي حتى
لكن الذنب الذي اثقل كاهلي بموته
جعلني اود قتل نفسي للتكفير عنه
امضيت اياما و انا على نفس الحال
والدتي كانت دائما تقول انه لن يكون سعيدا برؤيتي ابكي هكذا
هي لم تكن تعلم بالقصة
في تلك الايام وقف بجانبي شخص اشكر الاله لأنه خلقه
راكان
كانت تلك بداية معرفتي به
و بداية صداقتنا
لقد كان احد اصدقاء وليد
و ساعدني كثيرا في تلك الفترة
و اقنعني ان القدر شاء خطفه
و ليس لي ذنب في ذلك
قطعت علاقتي نهائيا بلؤي
و لم اتحدث معه منذ ذلك الحين
لازلت اراه
و اتجنبه دائما
الآن اعلم انه لا علاقة لأي شخص بوفاة وليد
و قد شاء القدر اخذ روحه بغتة
ربما هو مرتاح الآن
لذا توقفت عن التفكير في هذا الموضوع
اتمنى له الرحمة من كل قلبي
و ان يسامحني على كل خطأ ارتكبته في حقه

الى اللقاء...♡

مجرد كلامWhere stories live. Discover now