عودة

262 14 6
                                    

عبرت السيارات رباعية الدفع أبواب القصر الكبير، قبل أن تقطع الحديقة الكبيرة متجهة إلى باب القصر.
ها قد عاد الوريث الأقوى للسيد” آل بورغيسي” بعد غياب سنوات.
على الرغم من أن الجميع قد شعرو بالغرابة من موافقة الجد كاسيو على رحيلة عن البلاد نهائية.

وصل صوت الطرقات العالية إلى إذن ”بيرلا” إلا أنها وضعت الوسادة على رأسها وهي تعود للنوم من جديد، وما هي إلا ثواني حتى توقف الطرق قبل أن ينفتح باب الغرفة وتدلف منه أمها ”فيليا”

ألقت فيليا نظرة صغيرة على أبنتها الوحيد وهي تزفر بملل حقيقي، قبل أن تهتف قائلة:-
_بيرلا، كم مرة أخبرتكِ إنه يجب عليكِ الذهاب إلى النوم مبكراً.

تأففت بيرلا وهي تعتدل بجسدها بينما تلقي الوسادة بعيداً عن وجهها.
نظرت بعينيها الفيروزية تجاه أمها بنعاس وهمست بخفوت:-
_وكم مرة أخبرتكِ أنني أعاني من الأرق، الأمر خارج عن إرادتي يا أمي.

نظرت فيليا إلى أرجاء الغرفة قائلة:-
_هذه الغرفة تحتاج إلى تنظيف حقيقي، أما الآن فيجب عليكِ النزول للإفطار، تعلمين القواعد؛ فجدكِ لا يحب أن يأتي أي شخص بعده إلى المائدة.

تحركت فيليا مبتعدة من جديدة تجاه باب الغرفة، إلا أنها توقفت لثواني قائلة بتحذير:-
_بيرلا أنتبهي جيدًا، فأبن عمك قد آتا اليوم من السفر بعد غياب سنوات، حاولي عدم الإحتكاك به رجاءا.

فتحت بيرلا عينيها من جديد بصدمة وهي تنظر إلى آثار رحيل أمها.
لقد عاد من جديد، هذا الشخص الذي ظنت أنها لن تراه مجددًا في حياتها قد عاد مرة أخرى.
لا تزال تتذكر المرة الأخيرة التي رأته بها، هذه المرة التي كانت السبب في أبعاده عن القصر نهائيا.

"سانتينو” أبن عمها الأكبر الشخص الوحيد الذي له القدرة على التحكم في هذه العائلة بعد جدها، لا تزال تتذكر نظرات عينيه الغامضة والتي دائما ما كانت ترمقها بغضب حقيقي.
على الرغم من عدم معرفتها عن سبب غضبه، لكنها كانت تقسم أنها دائما تتسبب في غضبه ما أن يراها أمام عينيه.

لقد وعَت عليه منذ ولادتها، أخبرتها أمها ذات يوم أنه كان الشخص الوحيد الذي كانت تبتسم إليه ما أن تراه و أنه أول شخص أبتسمت له في الحياة.
على الرغم من أنه كان دائما عابس الوجه، كان شخص مهيب يجعل الجميع يبتعدون عنه حتى أكبر رجال العائلة كانو دائمًا يخافون منه و يهابونه.

كانت السبب منذ البداية كما أخبرها جدها، لقد تم أتهامها من جدها أنها كانت تحاول أغوائه.
لكنها لم تفعل يوما أبدا، هو من حاول الإقتراب منها، هو من جعلها تعتاد عليه حتى وقعت في حبه.
لا يمكنها أن تنسي تلك الليلة التي أعترفت له بحبها، تبا لها، لقد كانت لا تزال طفلة في السابعة عشر من عمرها.
لقد جعلها جدها تقطع عهد هي وهو على الإبتعاد وعدم الإقتراب من بعضهما بأي شكل من الأشكال.

"Mafia obsession" Where stories live. Discover now