كان عمر يستند على ظهر السرير تجلس بين أحضانه ميرا و هي تقص عليه كل ما حدث أمس فهو قد عاد في وقت متأخر و كانت هي غارقة في نوم عميق
عمر بتسائل
=يعني حبيتيها ؟
ميرا بتأكيد
=أوي أوي يا عمر بجد دي طيبة أوي أتمنى من كل قلبي انها تسعد يونس صح انا اول مرة أشفها من سنين بس حبيتها أوي مش زي تمارا خالص
داعب عمر خصلات شعرها الناعمة
=يااااه يا ميرا قد ايه متمنية بجد أن يونس يرجع زي زمان و تنجح حنين في كسب قلبو و تحافظ عليه ، خصوصا أني خايف أوي على يونس بعد ما رجعت تمارا
تمارا بخوف على شقيقها الوحيد
=هي رجعت ليه يا عمر اكيد بتخطط لحاجة صح هي عاوزة منو ايييه مش كفااااية كل لعملتو زمان عوزة منو ايييه ثااني
تنهد عمر بعمق فهو لا يعلم ما يقوله فهوالآخر خائف من عودتها يعرف طمعها و عشقها للمال و طبعا لم تترك يونس و شأنه أغمض عيناه بشرود متمتما بهدوء يخفي خلفه مخاوفه الكثير
=متخفيش يا قلب عمر دي واحدة زبالة ولا تسوى حاجة مش هتقدر تقرب من يونس و لا حتى تجرأ تعمل حاجة عشان هو تغير أوي و معدش زي زمان فهتفكر ألف مرة قبل ما حتى تقرب منو
تمارا بكره
=ربما ينتقم منها أنا بكرهاااا اوييي
قالتها بكره و دموعها بدأت بالنزول و هي تتذكر ذلك البوم الذي تخلت فيه عنه كلماتها القاسية الحالية من الرحمة دموع يونس التي رأتها لأول مرة والدها شقيقها صديقها و سندها انهار أمام عيناها بسبب أنانية حقيرة
ليضمها عمر بحنان مربتا على خصلات شعرها و هو يهمس لها بكلمات مطمئنة أن كل شيئ سيكون بخير و انا هاذا الحزن سيتهي يوما ما و هاذا اليوم سيكون قريبا جدا .
****★****★****★****★****★****★
في كلية الهندسة
تقف كل من عائشة و معها ريم في إنتظار تلك الكسولة التي تأخرت كعادتها
زفرت عائشة للمرة التي لا تعلم عددها قبل أن تردف بتذمر
=البنت هتجيب أجلي دي عاملة زي الكوالا طول الوقت نوم
ريم بهدوء
=ما تسبيها تنام يا بنتي أصلا لسه فاضل نص ساعة على أول محاضرة يعني في وقت
عائشة بسخط
=نص ساعة دي متكفناش نخلص خناقتنا زي كل يوم و في الحالتين هنتأخر
كادت ريم أن ترد عليها ليقاطعها صوت حنين التي تقترب منها بخطوات سريعه و قد كانت ترتدي بنطال جينز أزرق مع قميص أسود بأكمام طويلة و حذاء رياضي جامعة خصلات شعرها العسلية التي تحتوي على بعض الخصلات الذهبية على كل كعكة مهمة كانت تبدو حقا كطفلة

=صباح النور يا فرس النهههر أزيك يا ريم وحشاني
قالت و هي تحتضن ريم و التي بادلتها العناق بحب لتهتف عائشة بسخط
=يوووه بقى مش كفااااية نحنونحة واحدة هعمل ايه بالإثنين
حنين بغضب طفولي
=بسسس يا كلللب البحر متقوووليييش نحنوووحة عشاااان مش بحب الكلمة دي
عائشة بسخرية
=ماشي يا كوالا
نفخت حنين وجنتاها المحمرة من الغضب بطفولية محببة لقلب عائشة
=أنا زعلت منك و مخصماكي مش تكلميني ثااااني خاااالص
عائشة بخبث
=مخصماني تمام يبقى هاكل الشكولاته لكنت جيبهالك لوحدي
صفت حنين بسعادة و هي تقفز كالأطفال تحت ذهول ريم
=الله شكلاطة و نبي و نبي اديهالي أنا آسفة يا شوشو والله بحبك متزعليش مني1
قالتها و هي تقبل وجنة عائشة بحب و التي بدورها أخرجت علبة شكلاطة كبيرة نوعا ما من حقيبتها لتمد بها لحنين التي فتحتها بسرعة و بدأت في إلتهامها بينما ترمقها عائشة بحب تحت نظرات ريم التي لا تصدق ما تراه عيناها كم أن تلك الصغيرة طفولية حقا و يسهل إرضائها معجبة جدا بمعاملة عائشة لها و كأنها أختها الكبيرة ، فقد حكت عائشة لريم كم عانت حنين فقدانها بحنان والديها رغم حب عائلتها لها و كم يبذلون مجهودا لإسعادها لاكنهم لم يعوضو يوما ذلك الفراغ الفراغ الذي لم يملئه سوى يونس ...

عشقها الابدي للكاتبة سهام محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن