المشهد الاستثنائي الثاني (7)

4.8K 407 2
                                    


(7)


غلبها النعاس بعد برهة، فاستغرقت في نومٍ عميق، ممتد، وكأنها لم تنم هكذا سابقًا. دقت "ونيسة" على الباب بهدوءٍ لأكثر من مرة تستأذن بالدخول، فلم تجد منها استجابة، لذا فتحته بهدوء، وخطت على مهل تجاه السرير، هزتها برفقٍ لتوقظها وهي تهمس بالقرب من أذنها:

-اصحي يا بنتي، السفرة جاهزة.

بذلت "فيروزة" مجهودًا لتفتح عينيها، ونظرت إليها بنصف عين لتنظر لمن يخاطبها، لحظة مرة عليها قبل أن تستفيق كليًا وترى بوضوح ملامحها اللطيفة، فركت وجهها متسائلة باندهاشٍ:

-في حاجة يا طنط؟

أعادت تكرار كلامها بأسلوبها الأمومي الودود:

-بقولك الأكل جاهز يا حبيبتي، قومي عشان تاكلي.

نفضت "فيروزة" شعرها المهوش بيدها بعدما اعتدلت في رقدتها، وتساءلت في شيءٍ من التوتر:

-هو "تميم" رجع؟

أخبرتها باسمة مشيرة بيدها نحو الخارج:

-من بدري، ولما لقاكي نايمة، سابك على راحتك.

استغربت من عدم إيقاظه لها، وتجنبه الجدال معها، رغم أن ذلك هو ما توقعت حدوثه فور عودته، آخر ما كانت تذكره أنها لم تضع الغطاء على جسدها، إذًا حتمًا هو من اهتم بأمرها وهي غافية. تلقائيًا مدت يدها نحو هاتفها لتنظر إلى الساعة، اندهشت أكثر لمرور الكثير من الوقت، عاودت التحديق في وجه حماتها متسائلة بغير تصديقٍ:

-هو أنا نمت كتير ولا إيه؟!!

ربتت على ذراعها بحنيةٍ، وقالت:

-ولا يهمك...

ثم استحثتها على النهوض وهي تزيح الغطاء عنها:

-يالا يا حبيبتي، اغسلي وشك، وحصلينا.

اكتفت بهز رأسها، وسوت بيدها شعرها لتجمعه معًا عند كتفٍ، ثم أنزلت قدميها عن الفراش لتعيد ضبط هندامها، وتجهيز هيئتها، قبل الخروج من الغرفة لمقابلة من ينتظرها.



يتبع >>>>>>




ملحق الطاووس الأبيض -كاملWhere stories live. Discover now