꧁البارت الثامن꧂

60 9 12
                                    

لا أعرف كيف اشرح الأمر؟!... لكن الألم لا يزول..

راكعا على الأرض بظهر مستقيم يرفض أظهار الضعف لمن تسمي نفسها والدته..ندفات الثلج. تسقط رأسه ندفةً ندفة.. صبغت وجنتاه باللون الأحمر و ازرقت شفتاه من البرد..قدماه تؤلمانه من كثرة الركوع.. كم من الوقت لبث راكعا هنا؟  .. لا يعلم لم يعد يشعر بالوقت، رؤيته صارت ضبابية.. سعاله صار أقوى.. وضع يده على فمه يسعل بقوة ليلمح بقعة حمراء قانية زينت يده.. مسح فمه من خط الدماء الذي وجد طريقه للأرض.. ابتسم بسخرية على حاله، مرضه يزداد فقط سوءً.. و لا أحد يهتم..الخدم حوله يتهامسون حوله.. يشفقون عليه..و لا يخفى عليهم ارتعاشه المستمر.. هل صارت حالته يائسة لدرجة ان الخدم يشفقون عليه؟

Chwan pov

لم اشعر برجلي من كثرة الألم.. لا اعرف كم بقيت راكعا.. ىبما خمس او ست ساعات.. ألا يمكنها فقط الاستماع إلي هذه المرة.. ان تعاملني ابنا لها مرة واحدة و اخيرة.. لقد تعبت من الأمر.. تعبت من انتظارها.. اشعر بصدري يحترق.. لا استطيع إدخال الهواء جيدا.. رؤيتي صارت مشوشة.. لكن علي ان أتحمل من اجله.. لن اسمح له بالموت مجددا.. ليس بعد ان عاد اخيرا.. لم أشعر إلا و بدموعي تخرج من مخبأها لتجد طريقها على خدي.. مسحت دموعي بسرعة فأنا أرفض أن يشفق علي أحد..

الألم في ساقيّ لم يعد يُحتمل لذا غيرت من طريقة جلوسي.. فركت عضدي من البرد لأشعر بدفء يلحفني.. رفعت رأسي لأجد أخي قد وضع معطفه المصنوع من الفرو علي.. ثم باندفاع هيئة صغيرة نحوي تحثني على النهوض.. نفيت برأسي فأنا لن انهض ما لم احقق ما أريد.. أكثر ما اثار حيرتي هو نظرات القلق على يونج.. لماذا هو قلق؟ هذا غريب..

Chwan pov end

اندفع فينغ و يوشن يساعدانه على الوقوف لكنه يأبى ذلك
نظر نحوه يوشن بترجي
«هيا شوان أر دعنا نعود.. ستمرض أكثر إن بقيت هنا»
نفى المعني برأسه بعناد
«لا ستعاقبك الامبراطورة الأرملة مرة اخرى على هذا المنوال.. لا بأس أستطيع البقاء أكثر»

شعر فينغ بالغضب من كلامته ليصرخ
«توقف عن عنادك هذا.. ما فائدة بقاءك هنا؟ هي حتى لا تعتبرك ابنا لها»
رغم حالته..رغم الضعف الذي يشعر به..رغم المرض الذي يفتك به إلا أنه  صرخ عليه
«و ماذا في ذلك؟.. أنا أعتبرها والدتي.. كانت و مازالت والدتي حتى و إن تغيرت.. لا أهتم»
جلس يوشن قربه واضعا يده على وجنتاه

«لا يهم ماذا تعتبرك و ماذا تعتبرها.. الآن انت لا تقوى على الجلوس جيدا حتى..»
ابعد شوان يدي الأصغر عنه نافيا برأسه ليزفر يوشن بأسى و قلق..

و دون سابق إنذار جلس يونج على الأرض بجانب شوان مكتفا يديه الى صدره
«اذا ما دام أنك تريد الجلوس هنا سأجلس أيضا»
تجاهله شوان ليتنهد يونج بصوت عال قائلا
«اذا ما السبب هذه المرة لركوعك هنا؟»
أكمل شوان تجاهل يونج ناظرا نحو الأمام.. نحو جناح والدته.. ذاق صبر يونج لينهض يونج و يحمل شوان على كتفه كأنه كيس و ليس إنسانا قائلا بسخرية
«لا أصدق أننا توأم حتى.. أنت أخف من الريشة.. هل تأكل حت-»
توقف عن الكلام بعد شعوره بتدلي يديّ أخيه و جسده يرتخي و صراخ فينغ القلق
«لقد فقد الوعي.. احمله كإنسان»
وضعه أرضا و لم يخفى على الآخرين ارتعاش يديه  أثناء وضعه احدى يديه تحت رجليه و الأخرى تحت ظهره ليرفعه راكضا و هو يأمر يوشن
«نادي الطبيب الامبراطوري بسرعة»
ركض يوشن سريعا رغم ان الغروب قريب

The Return Of The Former EmperorWhere stories live. Discover now