شيلدون و أندرو قدْ أحبا جونغكوك كثيرًا فالرحلاتُ معهُ كانتْ ممتعةً و الآخرُ لا يتوقفُ عن الحديثِ المضحك ، و اتضحَ لهمْ أنهُ ذو قلبٍ طيبٍ و طابعٍ لطيفٍ بالنهايةِ مهما استمرَّ في تهديدهم بالطرد، هما يعلمانِ أنهُ لن يفعلَ و الأمرُ أصبحَ معتادًا لأنهُ ببساطةٍ يمزح ، لربما لم يكنْ يفعلُ في بادئِ الأمرِ لكنهُ يبادلهما المحبةَ الآنَ فهما يعلمانِ كيفَ يسايرانهِ و أحاديثهم ممتعةٌ حينما يتحمسُ في الخطابِ معهم..

و وسطَ كلِّ هذهِ الأجواء ، كانَ تايهيونغ رغمَ هذا هادئًا و شخصًا مستمعًا فحسب ، مع أنَّ الجميعَ كانَ يحاولُ لفتَ انتباههِ للوئامِ معهم لكنهُ كانَ يُفضلُ الصمتَ بحضورِ جونغكوك ، لم يعدْ يصرخُ بهِ مثلما قبلٍ نعم! ، لكنهُ لا يحاورهُ أبدًا سوى بالأوامرِ إذا كانَ هناكَ ضرورة..

الشيئُ الوحيدُ الذي بدى ناقصًا بالنسبةِ لجونغكوك من كلِّ هذا ، هو أنهُ لم يشعر بالتقدمِ في علاقتهِ معَ تايهيونغ و لو بخطوةٍ ضيئلة، بلْ أحسَّ أنَّ المسافةَ بينهم قد ازدادت ، على الأقل عندما كانَ تايهيونغ يوبخهُ و يتشاجرُ معهُ كانَ يستمعُ إلى صوتهِ و هناكَ أحاديثًا و مواقفًا تدورُ بينهم ، أما الآنَ فهوَ هادئٌ و جونغكوك لا يضغطُ عليهِ بالتعاملِ الزائدِ معه..

جونغكوك اتخذَ من الصبرِ على هذا الحبِّ المتعبِ لهُ صديقًا ، سيستمرُ بالإحسانِ و محاولةِ كسبِ تايهيونغ لهُ بأرقِّ الطرقِ و ألطفها التي لا تجعلُ من تايهيونغ يراها حملًا عليهِ كما كانتْ تصرفاتهُ المتهورةُ سابقًا ، و الشكرُ لأندرو الذي يعينهُ على ذلكَ ، رغمَ شعورهِ بأنهُ يُخفي شيئًا ما يخصُّ تايهيونغ و في غالبِ الأمرِ أنَّ لهُ علاقةً بكريستوفر أيضًا ، جونغكوك لمْ يُخرجْ أمرَ كريستوفر من رأسهِ لكنهُ فضَّل تركَ الموضوعِ لوقتهِ المناسب ، كلُّ شيئٍ بالتأكيدِ سيتضحُ لهُ فيما بعد..

..

" لما تأخرت؟! ، لقدْ صعدنا على الطائرةِ و أجزمُ لكَ أنكَ لا تودُّ رؤيةَ ملامحِ تايهيونغ الغاضبةِ على تأخرك ! "

نظرَ أندرو بطرفِ عينيهِ إلى تايهيونغ الذي كانَ يكلِّمُ شيلدون بضجرٍ و قد رمى بجملةٍ وصلتْ إلى جونغوك بشكلٍ مشوشٍ فهو يحادثُ أندرو الذي يقفُ في زاويةٍ بعيدةٍ قليلًا عنهم على الهاتف..

" ماذا قال؟ "

سألهُ جونغكوك..

" لقد شتمك "

أجابهُ أندرو باندفاعٍ لكنَّ جونغكوك قلبَ عينيهِ من الجهةِ الأخرى و هوَ يدلفُ إلى بوابةِ الرحلةِ المقررةِ لهم اليوم..

" أقصدُ ما بعدَ ذلك "

" أوه ، لقد قالَ بأنهُ كانَ في حيرةٍ من أخلاقكِ المفرطةِ على غيرِ العادةِ الفترةَ الأخيرة و أحسَّ بأنكَ تحضرُ لمصيبة ، و تأخركَ عن الرحلةِ دونَ مبررٍ يثبتُ هذا ، لذا قالَ أن نتأهبَ لعزاءنا اليوم "

Cockpit | TkWhere stories live. Discover now