أبتسمت الملكة، بينما أبتلعت {راية} غصتها، أمرت الملكة {راية} بالأنصراف، و دعت {حور} للجلوس، جلست {حور} بعيدًا عنها، فقالت الملكة :
_أدعى صابرين، يمكنكِ منادني دون ألقاب، أعلم أن أهل أفابيل أخبروكِ عنا، و كم أننا وحوش

رفعت {حور} حاجبها و قالت :
_لم يخبرني أحد، شاهدت ذلك بعيني
_ماذا تعنين؟
_كنت الهدف، كنت الضحية ذلك اليوم
_كلا، أسئتي الفهم، لقد كانوا يحاولون أحضارك للقصر
_ماذا؟ أحضاري؟ كنتم تعلمون أنني قادمة؟!
_بلى، لذلك كانوا جنودنا يبحثون عنكِ
_و ماذا عن مقتل عشارات المزارعين المساكين

نظرت لها {صابرين} بستنكار و قالت :
_مقتل؟! هم القتلة ! لقد سمموا زوجي
_هم! هم لا يقتلون بعوضة!
_لقد سمموه و هو طريح الفراش بسببهم الأن!
_لذلك تقتلون بلا شفقة أو رحمة! لذلك كان فارسكم سيقتل كهلاً! لذلك كدتم تقتلون طفلاً!
_من أخبركِ ذلك!
_لقد رأيت ذلك!
_نحن لا نقتلهم، نحن نريد إخافتهم ليبتعدو عنا بدلاً من أن يقتلونا!

شعرت {حور} بصدقها ،فقالت :
_لماذا لم تحاولوا معهم إذًا!
_حاولنا ،مرارًا و تكرارًا،لكنهم يرفضون الأستماع، و الأن زوجي يموت بسببهم!

بدأت بالبكاء، فربتت {حور} على كتفها و قالت :
_ماذا تريدين مني إذًا؟
_أن تستعيدي الحكم!
_فقط!
_نعم، لقد كنا نبحث عنكِ بعدما تم نفيك، و عندما رأينا تدهور البلاد، تملكنا حكم البلاد حتى تعودي!
أريدك أن تجلبي الدواء لي فقط و سنرحل عن هنا
_هل نفاني زوجي بالفعل؟
_نعم، لقد نفاكِ و لم يقتلكِ لأنه كان يحبك، لكن حبه لتملك الحكم كان أكبر، فقرر إبعادك دون أن يؤذيكِ أو يؤذي نفسه
_لكنني تأذيت!
شعوري بالوحدة ألم يكن أذى؟!
شعوري بأن هناك حلقة مفقودة بحياتي أليس بأذى؟!
شعوري أنني منبوذة ألم يكن أذى؟!
مقتل عائلتي ألم يكن أذى؟

رأت فجأة أحداث متتالية، رأت نفسها و هي تسقط، و أحدهم ينظر لها و يبتسم و..
و بكت ،ربتت {صابرين} على ظهرها بحنان و قالت :
_صديقيني صغيرتي، ستعود الأمور لما كانت عليه

ظلت تبكي حتى طلبت الذهاب لغرفتها، ألقت نفسها فوق الفراش و بدأت تشهق، لم تعرف إلى من تنصت؟
إلى القرويين المساكين، أم لمن تريد رد مملكتها إليها؟
خرج {ريكو} من الحقيبة و نظر لها بحزن مسح برأسه على مرفقها، فنظرت إليه و هي تقول :
_إلى من يا ريكو؟ إلى من؟

تنهدت بحرقة و غفت مكانها، بينما ذهب {ريكو} للأختباء في الحقيبة، إلا أنه تصنم أمامها و نظر للعلامة المرسومة فوق الحقيبة، و لكن سرعان ما أختبئ داخلها و غفى

                                     ~~~

ظلت {فاطمة} تسير ذهابًا و إيابًا في الغابة، مر اليوم و لم تعد {حور}، ماذا سمعت؟ من قابلت؟ هل أخبرها أحد بشئ لم تخبرها هي به؟

توقفت عند هذه النقطة، أخبرها أحد مالم تخبر {حور} به؟
هتفت بجذع :
_تبًا! الهسوديم! بالتأكيد قابلت أحدهم بالغابة!

مملكة أفابيلWhere stories live. Discover now