3| عند النافذة.

ابدأ من البداية
                                    

لم تلحظ أنها أطالت تحديقها حتى رأته يغير اتجاه سيره، من غرفة الدراسة، إلى حيث كانت تقف.

كانت خطواته متأنية، وعلى الرغم من ذلك سريعة كفاية ليصل إلى حيث كانت تقف قبل أن تقترب السيدة شيم وعمتها حتى من منتصف القاعة.

لذا انتهى بها المطاف هناك بينما قد أصبح الفتى على قرب مترٍ منها.

-أهلًا.
بدأ بهدوء، وكأنه يتظاهر بأنه لم يرها من قبل تحدق ناحه حالما دخل.

-أ—أهلًا.
تمتمت دون قصد، وهي تندبُ لسانها مرة تلو الأخرى.

لقد كانت هذه المرة الأولى التي تسمعُ فيها صوته، على الأقل وهو يستخدمه للحديث معها هي، مباشرة.

-هل يمكنك توقع ما أملكه في يدي؟
سأل، وقد أصبحت متأكدة تمامًا بأن نبرته هي ما كان يجعلُ كل حروفه تبدو رقيقة إلى هذا الحد.

لقد كانت مأخوذة من السؤال. وتطايرات إشارات الاستفهام حول رأسها بوضوح لأنها دفعته على القهقهة.

وحينها لاحظت أن يديه المنسوجة بالعروق قد كانت متكورة على بعضها، ويبدو أن هنالك شيءٌ ما في جوفها.

عندما لم تقدم له أي إجابة، فإنه ابتسم باتساع أكثر، وعلى الرغم من ذلك بقي وجهه متحفظًا، قبل أن يفرق بين كفيِّه ليفرج عما داخلهما، الشيء الحبيس هناك.

لقد كان عصفورًا، أزرق صغير، حرك رأسه بتمرد ونفش ريشه بتبختر حالما رأى النور، وقفز من كف الشاب حتى خنصره ليقف عليه بأقدامه الصغيرة.

لم يكن هناك لديها أي كلمات لقولها. بل حتى أن صوت التعجب الصغير الذي أخرجته بدا ساذجًا حالما أطلقته. لأنها لم تتوقع أيًا من هذا، لم تتوقع العصفور الصغير، الطريقة التي خرج بها، بل وحتى قدوم الشاب إلى حيث كانت تقف.

-هل ترغبين بحملها؟
سأل بكل بساطة وهو يقرب إصبعه.

ومع أنها لو كانت في كامل وعيها المعتاد لما وافقت إطلاقًا على حمل طائر، أو أي حيوان بذاك السياق. إلا أنها أومأت بالإيجاب قبل التفكير مليًا، وهذا ما دفعه على تقريب يده من خاصتها، حتى قفزت العصفورة بعد حثه لها بإبهامه من إصبعه وحتى إصبعها.

في البداية كان الأمرُ بسيطًا. لم تتحرك العصفورة وبقيت هناك على يدها تعبثُ بريشها وبالكاد لها أيُ وزن. لذا وقفت هناك تحدقُ بها بتعجب، بينما وعيها لم يكن مستقرًا عليها، خصوصًا وأنها تشعرُ بالتحديقات المتفحصة فوقها. لكن العصفورة في لحظة معينة قد شعرت بالضجر على ما يبدو، لأنها قفزت من إصبعها، وحتى ظاهر يدها، وبدأت بالسير بقفزاتٍ صغيرة على طول ذراعها.

One dreamy night.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن