2| غرفة الدراسة.

135 14 126
                                    

والحقيقة هنا، هي إن الكلام لطالما كان أسهل من الأفعال

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

والحقيقة هنا، هي إن الكلام لطالما كان أسهل من الأفعال. ولطالما كان الإنسان أسيرًا للظروف التي تأتيه رغم رفضه لها. ومع كل الدراماتيكية التي سارت بها تلك الأفكار في رأسها وكل تنهداتها واحتجاجاتها، فإن دالراي لم يسعها فقط البقاء في السيارة لساعتين حالما صفتها عمتها في الموقف الفاره للقصر.

لذا تذمرت، بحق، لقد زفرت كل أنفاسها في التنهيده الطويلة التي أطلقتها بينما لحقت عمتها بغيظ. ولكنها لم تضف المزيد من التأففات حالما تحججت عمتها قائلة بأنها وعدت بإحضارها مجددًا المرة الماضية، وأن الدرس كان مفاجئًا، وإن كانت دالراي تعلم بأن تلك كذبة.

-كما أنني لا يمكنني تركك تأخذين الحافلة طول تلك المسافة. أما سيارة أجرة؟ مستحيل!
بررت مجددًا وهما تقتربان من بوابة المنزل الذهبية المهولة.

دخلتا واستقبلهما الخدم بادئًا ثم السيدة شيم لاحقًا، التي كانت ترتدي فستانًا حريريًا طويلًا مشابهًا للذي كانت ترتديه المرة الماضية. بدت بذات البريق الفاتر السابق، ولكن ابتسامتها كانت عميقة حالما صافحت عمتها بكل حرارة.

أخذتهما إلى القاعة الرئيسية للمنزل ثانية، وقد كانت هذه المرة منارة بضوء الشمس حتى حدودٍ أبعد إذ أن الجو كان صحوًا والنوافذ بأسرها كانت مفتوحة. وعلى الرغم من هذا، على رغم من كل ذلك النور وظلال الأشجار المخائلة على الأرضية، لم تبدو أقل خنقةً في ناظريّ دالراي.

-جايون ينتظرُ في غرفة الدراسة مجددًا آنسة بارك.
وضحت السيدة شيم وكعب حذائها يطقطق مع صوتها.

كانت على وشك الالتفات والذهاب إلى ذات الكرسي عند المائدة العملاقة التي انتظرت عندها المرة السابقة، حتى لاحظت التفات السيدة شيم ناحها.

-لقد أخبرني رئيس الخدم أنكِ لم تتحركي من مكانك المرة الماضية طول الدرس. وأنا أعتذر على عدم قولي هذا سابقًا، لكن رجاءً، فلتأخذي راحتك هنا. يمكنك الذهاب حيثُ شئتِ، أنا أعلم أن الانتظار طويل.
قالت السيدة شيم بابتسامة دقيقة.

حدقت بها بدهشة، ربما لأنها لم تتوقع منها أن تكلمها، وربما لأنها لم تكن تعلم أن حتى جلوسها دون حركة كان سيصلُ السيدة شيم. هل أخبرها الخدم أيضًا عن كل الحلوى التي فتحتها ولم تنهها؟ كم أن هذا محرج!

One dreamy night.Where stories live. Discover now