8/ انتِ تزعجينني

13.3K 270 0
                                    


مرت رحلة العودة الى المدينة بصمت مطبق جلست ماديسون على المقعد الجلدي بارتياح واخذت تحدق دون ان ترى المناظر التي تمر بها بسرعة فيما ساورها احساس غامض ملؤه الحزن مما سيحدث بينهما لاحقا رمقت ديمتريوس بنظرة خاطفة فرات ان نظره مسمر على الطريق وكان ينقر باصابعه على المقود بين الحين واخر كانه يفكر مليا بامر يشغله بماذا تراه يفكر ؟
تخيلت انه يفكر بمتابعة علاقته مع الينا ماان يعود الى المدينة لسعتها السنة الغيرة القاتلة بقوة حتى انها ضغطت على اسنانها .

ياللسخرية اصبحت زوجة ديمتريوس من اربع وعشرون ساعة فقط وهاهي متعلقة بقوة بدورها كزوجة له كيف تمكن الحب من الوصول اليها ؟كانت منشغلة باذكاء نار الكره ولم تشعر بنار حبه تستولي عليها تذكرت كلمات قريبته التي التقتها يوم الزفاف ربما يملك مزايا جيدة في شخصيته لم تعرفها بعد من المؤكد انه عاملها بقسوة بسبب تصرفات كيلي لكن اعتذاره عما حدث بينهما بدا لطيفا وصادقا ؟هل يملك قلبا رؤوفا في ذلك الصدر؟ هل يمكنه ان يتعلم الثقة والحب بدلا من النظر الى العالم من خلال عينين حذرتين مليئتين بالشك والسخرية ؟والامر الاكثر اهمية ..........هل هي المراة التي تستطيع تعليمه .

ماان وصلا الى الفندق حتى تبين لها بوضوح مدى اهمية ان يقيم ديمتريوس في الفندق الذي يملكه وذلك من خلال السرعة التي وصلت فيها اغراضهما الى الشقة بالاضافة الى الخدمة السريعة التي حصلا عليها .

قال ماان اغلق الباب وراءهما :
_ساذهب لاستحم واحلق ذقني .
ابعدت خصلة من الشعر عن وجهها بحركة لاحظ ديمتريوس انها تعبير عن توتر يعتريها .

اضاف بضيق :
_لديك غرفة حمام خاصة بك يمكنك استخدامها ولن يزعجك احد .
لم تعلم ماالذي تفعله بشان مزاجه شعرت بالغضب الصارخ من تصرفه المتحفظ لكنها لم تكن متاكدة ان كان غضبه موجها نحوها ام نحو الظروف التي جمعتهما معا .

حدق بها وتابع :"ولاتنظري الي ايضا بتلك النظرة التي تجعلك تبدين كشهيدة .

اخيرا وجدت صوتها وقدرتها على مواجهة فقالت :
_اسفة هل تفضل ان اسير في الشقة وانا اخفي راسي بكيس من الورق كي لااستمر في ازعاجك من خلال تعابير وجهي المختلفة ؟
_مامن داع لذلك .

استدار مبتعدا نحو غرفة النوم الرئيسية قال من وراء كتفه :
_ان كنت تشعرين بالجوع فاطلبي خدمة الغرف انا سوف اخرج .
لاحظت من قوة صفق باب غرفة النوم مدى غضبه .

قالت من بين انفاسها المتقطعة وهي تحاول منع دموعها من الانهمار :
_جيد اذهب الى صديقتك الحمقاء فمن يهتم بك ؟
سمعته ماديسون يعود عند الساعة الثالثة صباحا .
هدات خطواته خارج باب غرفتها فحبست انفاسها متمنية لو انها تملك الشجاعة الكافية لتطفئ المصباح قرب سريرها شعرت بتردده وراح الدم ينبض داخل راسها وهي تنتظر قراره بعد مرور عدة لحظات سمعت خطواته تبتعد فشعرت بالانزعاج من نفسها لاحساسها بخيبة الامل
شعرت بجفونها تثقل وتنهدل ثم نامت .
استيقظت على سعال متقطع وبعد تردد لايذكر ابعدت غطاء سريرها ومن دون ان تتوقف لتلتقط رداءها حثت الخطى في القاعة وتوجهت نحو غرفة النوم الرئيسية في الشقة طرقت على الباب بنعومة باستثناء زفرة عالية من الضيق لم تسمع اي اجابة من داخل الغرفة
فقالت بصوت عال :
_هل انت بخير ديمتريوس ؟
فتح الباب فجاة على مصراعيه فتعثرت لتقع الى الامام مجفلة كادت تصطدم بصدره لو لم يمد يده ويساعدها على الوقوف .
دمدم قائلا وهو يبعد يده عن ذراعها :"ماذا تريدين ؟
جالت عيناه عليه باهتمام بدا من الواضح انه يعاني من الحرارة شديدة نظرا للتورد الذي يظهر على وجهه .
قالت :"تبدو مخيفا .
_لا اتذكر انني طلبت منك ابداء رايك بمظهري .
_انت مريض .
_سبق ان قلت لي ذلك .
ادرت عينيها وهي تحدق به لانه ذكرها باحدى اهاناتها السابقة له .
_اقصد انك مريض حقا واعتقد انك بحاجة الى طبيب .
_ساتمكن من النجاة .

روايات احلام / عبير : حادثة حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن