أريدكِ قربيّ.

11 1 0
                                    

ليسَ كل ما نراهُ حبَ بالضرورةَ يعدُ كذلكَ..

هنالك لحظَات حيثَ يختلطُ علينَا الأمر مَن التعطشَ الشديدَ لهَ..

أن كانَ أمامك خيار واحد فقط بين شيئين مختلفين وكنتَ على وشك الموت عطشنَا لأخترت إيًا منهما بعشوائيةَ بحته!

لا يهمّ أن كان ماشربتهَ عصيرًا او ماءًا طالمَا يفيد بالغرض ، هنا تكمن المسألة لا يهمّ أن كان ما أشعرُ بهِ تجاهكِ حبًا أم العكس الأهم بأنكِ تملئين فراغ قلبيّ..

" أستاذ أنا اسفةً لكننيّ لا آراك سوى كأيدن.."

اعتذارهَا البارد يمثل شخصيتهَا الهادئةَ تمامًا ، ضحك بسخريةَ على ذاتهَ وهو يتذكر رفضهَا القاطع لهَ..

ما الذي كان يتوقعه منذُ البدايةَ..، قاطع سيل أفكارهَ قول المدير بإحباط:

- ولمَا الأستقالة ألم تعجبك الأجواء في مدرستنا؟ ، هل الأطفال يزعجونك؟

- لا على الأطلاق لكنني سأغادر البلد قريبًاا..

قالهَا جابر مبتسمًا ، نظر إليهَ المدير بدهشةَ ثم  أخذ منهَ ورقة الأستقالة مردفًا برصانةَ:

- لا أعلم ما أقولهُ لك ، القرار قرارك بالأخيرَ..

- شكرًا لحسن معاملتكَ معيّ..

هتف بهَا جابر الذي مد يده مصافحًا المدير الذي بادلهَ المصاحفة بمودةَ.. 

ودعهَ ثم فتح الباب خارجًا غدًا يومهَ الأخير فقد حجز بالفعل لأقرب رحلةَ ، وهي بعد غد..

راسل طلال الذي نظر إلى هاتفه ثم وقف مردفًا لهم بجهوريةَ:

- سأذهب الأن..، ادرسوا ما شرحته بتمعن

- حسنا أستاذ

هتف البقيةَ له بينمَا نظر إليهَ يعقوب ببرود ، بادله طلال النظرات الصامتة ورحل قبل إن يسألهَ عن الأمر..

***
في الجانب الآخر وبعد أن خرج من مدرستهمّ ؛ أتصل بهَا لكونهَا تأخرت بالخروج إليهَ ، رفعتَ هاتفها لتكتم شهقتها حين تذكرتهَ ، نظر إليهَا هيثم عاقدًا حاجبيهَ لذا أشارت لهَ بأن ينتظرها ريثما تنهي مكالمتها ، فتحت الخط ليصلها صوته الغاضب:

- عهد! ، تعلمين كم انتظرت؟!

- آسفة آسفه..، كنت سأخبرك لكنني انشغلت بالحصة الأضافية ونسيت اعلامك بأنني سأبقى للمساءَ..

قالتهَا بخفوت وهي تدعي بأن يمرر الأمر لهَا كالعادةَ ، أخذ نفسًا ثم زفر الهواءَ بهدوءَ مردفًا:

- حصة ماذا؟

- دراسة ذاتية شيء كهذا ، سأنتهي بعد نصف ساعةَ..

قالتهَا عهد وهي تشير لهيثم بأن ينتظر قليلاً أيضا ، نظر إلى ساعته ثم أردف بهدوءَ:

- حسنًا ، انتبهي لدراستكِ..

كَــــــــــــــــرز || 𝐜𝐡𝐞𝐫𝐫𝐲Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang