بارت15

2.4K 29 10
                                    

ليصيبُه ردّها الليي عارف اسبابُه و الليي يحمد ربُه انه خاض هالحوارّ معها لجل يعرف نظرتها حين قالَت ب نبرَة بعيده كل البعد عن هاللي تشوفه عينه فيّها
: " " أنت منت متهم وبس .. أنت مُدان بالبرود وجريمتك هي خلّوك من الكرامة والكبّرياء اللي ما لقيتها فيك .. دامك تقول إنك زوجي بعد كل الي سويته لك فأنت والله بدون كرامة "..."
ب لحظة كانَت عصاته الخشبيه تتراقص بين يدينُه الا انها انرمَت تجاهها لجهتّها لكن ما صابت جسدّها ابداً بالوقت اللي وقف فيه هالمنسيّ ب طولُه الشاهِق و رجع حالُه المعتادّ « الغضب»
المعاكس تماماً ل حالُه مع حيواناتُه وكان صوته الرخيّم يرن ب جدران هالقصِر
: " " هذي والله اللي تبيني هالليّلة أكفر فيها ..
ضاع عقلك؟ إنهببلتي هذا حكي ينقال ل رجال جمع فضايحك وستَرك ؟ أنتي يبّي لك كسر رأس وكسر قلب .. وصدقيني هالستّر ماهو لأجل عينك
ولا عيّن أحد . لأجل تنكسر عينك هذي اللي تعليّن بنظرها علي .. وهاللحين فارقي من قدامي ولا والله لأتركك تذوقين الضيّم "
ب مجرَد ما تخلى عن جلوسُه و وقف تغير مكانها و ارتفعَت ب كم درجة عن الدرج اللي هي فيه ك ردة فعل طبيعية من شافت عصبيتُه هذِي و من رميته ل عصاته ناحيتّها : " صدقني هالموضوع ما بينتهي هنا .. مصيره ينفتح من جديد و تشُوف ...الايام بينّا ..."و للتو كان نسايّ بيرُد عليها لانه مو متعودّ ان الطرف الثانب ينهي المحادثة لازم هو اللي ينهيّه و للتو كانت كيَان ب تطلَع ل غرفتّها الا قاطعهم صوت رجولِي كلهم الاثنين يعرفُونه اشد المعرفه و هالصوت مقداره غالي عندهم الاثنيين : " " جيت امسيّ عليكم بس الظاهر هالمساء ماهو بمساء خير ابد ..."
" ويش اللي صايرر؟.صوتكم واصلني و انا بعدني ما دخلت هالبييت "
كان صوت الجد مهنّا الليي كان صوت عصاته يسبُق صوتُه .، كان جايّ ل سببين اولها الاطمئنان على حالهم اللي هو تقريباً عارفه .،و السبب الثاني هو الاعتذار من حفيدتُه الليي ماقدر يعيش حياته ب شكل طبيعي و هي شايلة ب قلبها عليه خاصَة ان كيَان عند الجدّ مهنَا لها منزله عظيمه ما احد وصلها ل هاللحين
ليقترِب نسايّ منه بعد ما لانَت ملامحُه نوعاً ما لكن استحالك يغيب عن نظر جدُه مهنّا ملامحه اللي كان يسكنّها الغضب .. : "
ماعمره طلعَ حس عالي ببيتِي يا
مهنّا ...شوف عاد ويش اللي استجدّ هالفتره .."
ماكان صعب على هذي الانثى البيضاء اللي خلفُه تفهم مقصده من كلامُه اللي مافيه مقصَد غيرَها .، ماعلقت ابداً على كلامُه وماكان ردّها غير انها تقدمّت ب خطوات متردده ناحية جدَها الليي ماتدري هل هي اشتاقت لُه لجل كذا ب تسامحه ؟. و الا لان خاطر مهنّا عندها عالِي وهو الوحيد اللي ممكن تتقبّل اغلاطه
ل تقترِب و تسلّم عليه ب الوقت الليي احتضنها الجد مهنّا ك حُضن جانبي وهو يرمي ب قبلَة على جبينها وهو يتمتم باستفسار و ابتسامته مافارقت ثغره
: " وشلونك ياجدِك ؟."
« بخيير ..»
ماكان ردَها له غير هالكلمَة و من جهة ثانيه ماعارضت حُضنُه اببداً ..."
وماهي الا ثواني بسيطه حتى يجلِس الجدّ ب صدر الجلسَه و يبعدُه ب أمتار نسايّ اللي جالِس هو الثانِي و كيان اللي كانت جالسه ب جانبُه ومحتضنَه ذراعه و كأنها لقت مسافة أمان عن ذاك الأسوَد اللي يشاركها الجلسَة ...
ب الوقت اللي تمتم فيه الجد ب نبرته الجهوريّه المعاتبه : " " يابوك وش هالحالة الي أنتو فيها ؟ هذي حيّاة تنعاش ؟؟ "
خليتكوا اول الايام مع بعض قلت اخليهم يتفاهمُون توهُم عرسان جددّ ويبغون لهم وقت حتى يعرفون اطباع بعض بس اللي شفته و اللي سمعتُه مايبشر ب الخير ابددد...
" والله إن تببرأ منكم السّعادة لامنكم بقيتو كذا .. الحيّاة قدامكم وأنتو صرتو مرتبطين ببعض ومالكم حل غير ترضخون لبعض يابوك هذا الطرف يتنازل وذاك يتنازل والحياة تستمر ببعض التنازلات .. عيّب عليكم تتهاوشون وأنتو مخلصيّن العشرين سنة "
تصدد هالمنسي للجهة الثانيه وهو يبتسِم ب سخرية على جُملة جدّه « عرسان جددّ » و كأنه جاهِل طريقة الزواج و الارتباط والحدث الليي صار ... ب الوقت اللي كانت كيان فقط مُستمعه و ولاهي قادره اساساً تنخيّل ب أن كلام جدها يتحقق و تعيش مع هالمنسيّ حياك طبيعيَه مثل أي زوجين ....مستحيل مستتحييل هالانسان ما احد يقدر يعيش معه ابداً و ولا احد يقدر يتحمل طابعه الصعب و المُستفزّ لا هي و ولا غيرَها
و كأن الجد مهنَا هالمره يحاوِل يرممّ هالعلاقه الفاشلَه ب نظرَها و كأنه
يحاول يعدل التشوّه اللي صار بينهُم و لكن مالقى الرد اليقيني سواء من كيان او نسايّ لأن نسايّ اعتدل ب طولُه وهو يرميَها ب نظرَات للمره الالف عجزت تفهم معناها حين قال
: " انا بقول لهم يجهزُون القهوة .."
و ترَك جدُه مع كيّان اللي رجع احتضنَها من جديِد وهو متأكد ما احد يقدر على حفيدُه المدرّب هذي غير هالانثى البيضاء اللي ب حضنُه .، و لو ماكانت هي زوجتُه ما راح يتزوج هالمنسي أبداً لان الجد مهنّا متأكد ان كيان لها قدرة تحمّل كبيره و صبر مالُه حدود ومايدري هل الصبر هذا راح يتوقف سيله او لا ...
ليتمتم ب قوله بنبرة اعتذار تذوّب اقسى قلب : " أدري إن عتبك علي مو قليّل يابوك .. وأدري الزعل علي مستقر بصدرك .. بس والله ماخطر ببالي موقفك .. ولا ظنيت هالشيء بيصير
ليه كنت تظنين إني لاحسّيت آن هالشيء بيأذيك بقدم عليه؟؟"
انا والله لأني احب نسايّ مثل حبيّ لك و ماكان ودي غير اخليكم ل بعَض ...ماكان قصدي شيء ثاني ايه والله ..."
ياما كان الجدّ مهنا بالنسبه لها غير تماماً و ممكن صدمتها فيه كانت قويه ل شدة ظنها و غلاها لُه اللي كان ثابت و ولا اي شيء ممكن يزيلَه .، هي ان احد قال لها هالكلاَم ينذاب كل زعل داخلها ف كيف لو كان هالكلام من مهنّا اللي نبرته بس تقلّب كل موازينها
: " " عدّاك السوء ياجدي .. وهذا مو ظني فيك وأعرف للظروف أحكام .. ومابقلبي عليك إلا الحب اللامشروط والله "
ممكن هالكلام كان اعذب كلام يسمعه الجدّ مهنا اللي طوال الليالي السابقه كان خايف من ردة فعلها و ان ممكن ماتقبّل اعتذارُه ليلتسم وهو يقبّل خصلات شعرَها : " " الله يطمن بالك يابنيتي .. ويهدي الحال والأحوال مع ولد غانم "اختفت ابتسامتها تماماً و ضاقت ملامحها لتمتم ب قولها ل جدَها اللي دائماً هو يحل كل مشاكلها : " " على هالطاري .. شف لك معه حل ياجد تكفى .. ناوي يحرمني من الجامعة"
تمتم الجد ب ذهول مُريب " لا لا مهب نسايّ اللي يخطي هالخطأ .. أكيد مضغوط ومن يهدأ بيرجع له عقله ويوديك بنفسه للجامعة .. بس خفي عليك يابوك
هالضغط كله محد بيقدر يتحمله ..."بعد ساعَه ..
« قصر الجد مهنّا ...»
حمِل جبال كان مستقرّ على صدره .، و كان يحس الليل كلُه مظلّم على رُوحه .، لكن كل ذا انزاح و راح من انتهت الحواجز و ذابت بينه و بين حفيدتُه و هذا هو موعِد رجوعُه من قصر ذاك المنسيّ اللي ب كل مافيه يدعي و يتمنى ان الجيّة الثانيه تكون اوضاعها غير عن هالجيّة ..."
و ب ذات الوقت اللي دخل فيه قصرُه و عصاتُه تسبقُه صادفُه ضامي اللي كان توُه خارج من غرفة عمتُه وجاي من جهتّها و الواضح ان ضامي جاء من دوامه و بشكل مباشر اتجه عند غرفَة عمتُه لأن تذا وقت رجوعُه و لبسه و اناقته هذي تثبت ذا الشيّء ب ثوبُه الغامق هذا و شماغه المنتثره على كتفه ب طريقتُه الخاصة
ل يقترب ضامِي و يطبع قبله على شماغُه : " وشلونك ياجدِي ؟،"ل تستقر يد الجدّ على معصمُه وهو يبدا ب قولُه بدون أي قيود و بدون اي تمهيّد كونه غير راضي ابداً عن غفلة حفيده هذي : "
" يابعد هالعين مايصير اللي قاعد تسويِه
مايصيِر ياحبيبي تاخذ راحتك ب الروحة و الطلعه عند غرفة عمتِك ادرِي انك متعوّد عليها و تحسّها دارك الثانيَه والله يلوم اللي يلومك
بس هاللحين الحال تغيّر
هاللحين عمتك عندها بنات ..بنات مايجُوز انك تكشِف عليهم
و حتى لو كان حالهُم يهيىء ل ذا الشيء انت المفروض تصدّ عنهم من نفسك كل شيء تغيّر يا جدك وعمتك
و بناتها لهم حياتهم الخاصة اللي مايصير احَد يدري عنّها ابد .غرفة عمتك اللي كانت تحتويِك قبل تغير وضعها هاللحِين.ابيك تنتبه ياولدي بس انتببه
انتشر السكّات ب الوسط للحظات من الزمن و صار مثل الحاجز بين الجد مهنا و ضامي الليي من لحظة حضور بنات عمته ل حد هاليُوم ما جاء بباله هالشيء ابداً و ولا توقع هالنظره ابداً و ولا جاء بباله هالشيء اصلاً ياما كانت غرفة عمتُه مكانُه و امانُه و منطقه من مناطقُه الخاصة ياما كانت هالغرفَه هي عباره عن دارُه الثانية خاصة ان اقوى علاقّه بهالعائلة هي علاقَة ضامِي بعمتُه اللي كانت تفرّغ فيه حنيتّها اللي المفروض تكون من نصيب بناتها المحرومَة منهم
و كأن احد اعاد تشكيلُه من جديد
و كأن احَد ضرَب عقلُه حتى ينتبه ل هالحال كان صعب حيل صعب عليه ان يمر يوم مايدخل فيه غرفة عمتُه مو متعود و لا راح يتعود : " ماهو هالقصد ياجدِي بس انت تعرف ان السرَاب ماتعرف ل حكينا ابد لجل كذا انا اكون وسيط بينها و بين عمتِي ا
ل يقاطعه الجد مهنّا الليي ربّت على كتفه بهدوء : انا ماني جايّ احاسبِك و اعاتبك والومِك انا جايّ انبهِك بس واصحيك من غفلتِك .عمتك عندها بنَات و حالها تغيّر ما ينفع ابد تكثر خطاويك ل غرفتَها جاك العلِم يا جدّك ؟.
ل يرُف جفن ضامِي و اللي كان حاط يدُه ب جيب ثوبُه وهو يتمتم ب همس : " ابشر
-
ب الصالة العُلوية -
كانت تترأس الجلسة الجدَة ذهَب و بجانِبها شدَا و بجانبها الثاني شتّات الليي دائماً تكُون مع شدا و اساساً حتى وقت تبي تختلِيي مع نفسها شدا مو معطيتها أي فُرصة لان على قولتها مافيه أحد تسولف معُه غيرها ب الوقت اللي التفت ناحية جدتَها اللي تمتمت ب سؤالها و هي تنظر ب شدا : " ماشفتي بنت عمك اليوم ؟
ل تهز شدا راسها ب النفي ب علامات زعل طفوليّة لابقه جداً مع شخصيتها لانه خاب ظنها و ماشافت كيان : " لا امس و ولا اليُوم ياجدة الظاهر
حفيدك مو قادر على فراقها وحابسها عنده
لتمتم الجدة ذهَب ب سؤالها الثاني :" طيب و اختك ويش اخبارها ؟
ل ترُد شدا و هي لتمتم الجدة ذهَب ب سؤالها الثاني :" طيب و اختك ويش اخبارها ؟
ل ترُد شدا و هي تهز كتفيّها ب عدم عِلم : " والله ما ادري ياجدَة ما كلمتَها .."
ل تغمِض عيونها من اندفاع الجُمل الصادره من جدتَها دليل غضبَها : " وش هذا يا كافي ؟. وش ذا القطاعة ؟. اعوذ بالله اسئلوا عن بعض شوفوا اخبار بعَض محد يدري عن احد ماتقولون انكم اهل و قرابة .، و ذا
الخرَاب اللي بيدّك طول اليوم ويش تسوين فيه ؟. ماعندك ياحافظ خمس دقايق تدقين فيها على اختك تشوفين اخبارَها ؟. والا خلاص رجعت ل بيت زوجها نشيل ايدنا ؟.ياربي تراها اختك من امِك و ابوك دقي عليها تطمنِي وخذي اخبارها و علومَها ..."
شدا الليي عضت شفتيّها من اندفاع جدتها بالكلام ل تهز راسها ك مسايرَه حتى يخِف زعل جدتها : " ابشري ابشرِي هالليله اكلمِها بس انتِ لايضيق لك خلق و لا خاطِر .."اما شتات اللي كانت جالسة ب جانِب جدتّها و ب كُل مره و ب كل لحظة تذكرّ نفسها انها هي هنا لجل خاطر جدها و جدتّها فقط .، كان واضِح عليها عدم تقبُل عيشتها ب هالبيِت .، كان واضِح عليها شعور عدم الاستقرار و التعَب رُغم ان كُل شيء موفرّ لها و كل شيء تطلبُه يجيَها وماتنكِر انها ارتاحت من ذاك الشعورّ القاتل اللي كله حيرَة اللي كان يصيبها قبل حول انها تبغى الناس حولها و ب نفس الوقت تبغى تكون وحيده عشان ما احد يلمح انكساراتها .، كيف كانت تشغِل القنوات الرياضيه اللي فيها اصوات عاليه و ازعاج و ب نفس الوقَت ما حاولّت تقرِب أي احد او تخلي اي احد يسكُن معها .، ماقدرت تفهم نفسها ابداً حالياً هي مُرتاحة و ب ذات الوقت غِير مُرتاحَة ..."
ل تعتدل ب طولَها و هي تمتم : " بعد اذنِك ياجدَة .، انا نازلَة تحَت .."
لتبتسِم شدا ب مرَح و بيدها جوالَها و كالعاده تكلم شادِن :" تسويّن لك كوب قهوة حلوَة مثل عادتك كل ليلَة .."
تبسمَت شتات ب الوقت اللي ردَت
عليها الجدة بمبسمها الحانِيي : " خذي راحتك يابعد كل الغواليي .."ل تنزِل للاسفَل و هي عارفه اتمّ المعرفَه ان هالوقت ما احَد راح يدخُل من العيَال لان اساساً مدخلُهم من ناحية غرفة جدتها فقط
او انهم دخلُوا ل غرفهمّ من مدَة طويلة .، و استحالة تنسَى صوت خطوات عصا جدَها اللي سمعتَها للتوّ و فعلاً من اول ما نزلَت للدور تبسمّت و هي تلمَح جدّها مهنّا يرميها ب نظراتُه اللي ماتفهم معناها لكنها ترتاح و حِيل وقت يناظرها كذا و الواضح انه كان يناظِرها قبل ما تنتبه ل وجوده اصلاً .."
ل تتجِه ناحيتُه بعد ما رميت عليه السلام و قبلّت راسُه و جلسَت بعدها ب حانبُه وما ختفت ابتسامتها ابداً : ويش احوالِك يا جدّك ؟.
علامه وجهك مخطُوف ضيّه وكأن الحزِن ماله مسكِن غير وجهك ؟،"لتبتسِم شتّات لُه اكثر و كأنها
بابتسامتها تحاول تنفِي تفكيرُه و نظرتُه هذي لكنها فشلَت : " ابد ياجدِي تطمّن .، مافيني الا العافيَه .."
ليثبّت الجد مهنّا يدُه على يدّها و هو ينظُر لها ب يقيّن تام و ثقه شديدة حِين قال : " ان كان ماجازَت لك هالارَض وسكانّها ندور لك غيرَها اهم شيء انتِ مايضيّق لك خاطِر ياحبيبة الخاطِر ..."
تبسمَت شتات ب سعة اكثَر و اي احد يبغى يشُوف ابتسامات شتات النابعه من اعماقها يشوفها وقت تكون مع جدّها تكون شفافة تماماً قدامُه رغم انها تحاوِل تزييّف ب اخبارها وشعورها لُه الا انه يكشفّها وكأن له دهر عايش معها و عارفها ما كأن لها اقلّ من شهر ساكنة عنده ...
كان الجد مهنّا حاس ان شتات و ب ذات الوقت سرَاب كارهِين العيشة عندُه و ببيته و كأن حياتهُم السابقه افضلّ قرا هالشيء ب ملامح شتات اللي حاولت تنفيّها و تكذبّها لان شتات تحِس ب خزيّ و ب عار انها كيف ساكنَة ببيت ناس اهانوا ابوها و ذلّوه ؟، و ب ذات الوقت قرا هالشيء ب ملامِح سرَاب اللي ماكانت تتواصل معُه ابداً و تحسه انسان عادي مثله مثل غيرُه ويتعذرّ داخله ان السبب اللي خلا علاقته باردّه ب سراب هو عدم فهمها ل كلامهُم ل أن الكلام و الحوار افضل وسيلَة للتقرّب و الصلّة ..."
ما طالّ وجودها عند جدَها استاذنَت منه حتى قهوتها ما سوتّها لانها تحِس انها كيّفت و اخذت جرعتَها من ترويقة الاعصاب من خلال جلستَها مع جدّها و من اوَل ما صعدَت للدرج ب هدُوء لاحظَت وجود حريم اعمامها خالدَة و عايشة اللي كانوا يعتقدون انهم يتكلمُون ب همس رغُم ان كلامهم
مسمُوع جداً والاكيد انهم ما نتبهوا ل وجودَها و لجيتّها
وقاعدين يتكلمُون ب حريّة لان الجدَة ذهَب اتجهَت ل غرفتها ب الوقت اللي كانت فيه ب جلسة الصالة مع جدَها و شدا اكيد ب غرفتَها مستعدة للنُوم
" : الله يستر من من ذا الطقاقة ويش تعبّي ب راس عمي ؟. عاد هو ما يرُد لها طلب و كل شيء تقوله سمعاً و طاعة .."
ل ترُد عليها سلفتّها عايشة : " و ذا وجهي ان ماكانت ب تعطيِه خبر انها راح تكمّل ب دق الطارّ ؟. ياربي ذا البنت تبي تفضحنَا بين الخلايّق زُود ؟. بنات المهنّا مدري علامهن كل وحده حالها اردى من الثانيَه .."و للتو كانَت ب ترُد خالدَة الا ينقطِع سيّل كلامَها من الصوت الانثوِي اللي كان مزيّج بين الحدَة و الليونَة وماهو الا صوت ذيك مُطربة الافرَاح اللي تمتمت و عينها مُستقرّة ب عينهم : " : " ليش وش فيها الدقاقة ؟. " لتسكُت ل ثانية " او لحظَة طقاقَة على قولتِك ..."ويش الفعلّ اللي سوته لجل تطيِح من عينِك وتناظريِن لها ب هالدونيّة و هالسفالَة ؟."
نفثَت نفَس عالِيي و هي تمتم ب توازُن و جهوريَة
: " انا ادّق ب عرُوس الامرَاء و التجارّ والناس الطيبَة .، اشاركهُم افراحهم واحييّ زواجهُم و ارمِي عليهم التهانِيي والفرَح ...ماهو عِيب و ولا هُو نقص ابَد و ولا هو شيء يمّس السمعَة او الشرَف
.، و يكون ب علمكم بعَد انا راح اكمِل دقّ و راح اغني ب عرُوس كل الناس الطيبة و العزيزين على قلبِي و اذا كنتم متوقعِين اني راح اوقف دقّ بعد ماجيت و سكنت عندكُم ف خابّ ظنكُم و توقعكم ماهو ب محلّه .، ماراح يتغير شيء ابدد "...
-
-
-
ب جهة ثانيَة ... •

« بيت عبَاس ..» "كان مفعولَها قوِي مُذهل بتهدئة أعصابُه المفروض تصنّف ك طريقة مُستحدثة ل تهدئة الاعصاب وتعديل المزاج .، استحاله ينسى كيف تعكرّ يومه هذا كُله و قضاه ب أعصاب و غضب شدييد بعيد تماماً عن شخصيته الطبيعيَه و اللي ب مجرَد ما رجَع لبيتُه و لمحَها هدئت كل اعصابُه وارتخت تماماً وكأنها ما بحياتَها ثارّت واللي هدئتها كانت هي نفسها السبب ب اثارتها .."
غريب امرَها و عجيب مفعولّها عليه .، كيف انها تقدرّ تحركُه و تشكلّه بالطريقه اللي هي تبغاها كيف انها تكون المرض و العلاج ب ذات الوقت كيف انها تكُون فرحه و ضيقتُه وذبوله و لهفتُه
كيف انَها تكون التعب و الراحة و كُل شيء متضادّ ب هالدنيا عليِه ؟...."
كيف انه ما يحِس ب قيمة عيونه و نعمة النظر الا من يشوفها و يلمح تفاصيلها المُرهقة له و حِيل و ب ذات الوقت يعرِف انه هِيي ما تبي شوفُه و ولا تلمَح وجودُه حتَى
ف خلاص كُل الطرّق انقطعَت عليِه هي حارمتُه من قرّبها و من الكلام معَها و تحاول ب كل مافيها تقطع كل الطرّق بينهم .، لكن الشيء الوحيد اللي ماتقدر تقطعُه بينهم هو النظرّ .، النظرّ فقط ... كان البيت نظيّف تماماً و يصرُخ من لمعتُه كان نظيف ب شكِل مُبالغ فيه .، ب شكل غريب عند الكُل لكن عادي بالنسبه له لانه يعرف تفاصيلها يعرف ب مرضها وهوسها ب النظافَة هذا ..."
لمحها ترتّب كُتب اولادها ب الشنطَة متبعّه الجدوَل الدراسِي الخاص فيهم و ب ذات الوقت مشغلّه اغنيَة عاطفيَة مثلها تماماً و تغني معها ب شكل هامِس وغير واضِح ..."كان عارف انها غير منتبهه ل وجوده
و غير مُنتبهه ل نظراتُه الحارقَه هذِي لانها لو درت عنه راح تقفل الاغنيه و تلتزم السكات و تخلّي له المكان كُله
و هنَا تماماً اشياء كثيرَة ثارَت ب بالّ عباس .، و قرارات كثيرَة قررّها هاللحظَة وهو متاكد ماراح يكُون هالقرار لحظِيي و راح تستمرّ معه ومصرّ على تنفيذَها ماراح يستمرّ ابد و ما راح يتحملّ ابد ب انه يشوفها ب هالمظهرَ و ب هالشكِل و ب هالاطلالة ومايتنعّم فيها
ماراح يتحمَل ابداً انها تكون بين ثنايَا ڤلتُه ومايقدر حتى يمسَك يدها .، ماراح يتحمّل ب انه يشوفها كذا وما يدفنّها بين تضاريس صدرُه المُلتهّب .، مايدري كم من الوقت مرّ وهو رامِي خناجِر عيونُه عليها لكن يعرف ان المدّة اللي ظل ملازم فيها النظرّ كانت كافيه ل قلب كيانه و ضياع توازنُه ومافيه ل تبُث قرارات كثيرَه داخلُه ..،"
ل ينسحِب و هو متجِه ل غُرفة الخادمَة اللي كانت ب الدور الأرضي كان عبَق عطرُه الحاد و الثقيِل
يسبقُه ليوقَف قدام الغُرفة وهو يطرقّها ل ثلاث مرات تقريباً ل تفتح له الخادمة الباب اللي كانت توها متجهه للنوم و كُل من يشوف عبَاس ومظهره الخارجي مايدرِي ب كل هالصراعات و هالكوارث و هالعشق داخل صدرُه مظهرُه و طابعه ظالمينُه تماماً
و كالعاده الخادمة اللي اعتدلت ب وقفتها و انزلت عينها ب الارض و هي تمتم : " يس بابا عبَاس .."
ليرميَها ب نبرة آمره تقطع كل النبرات اللي بعدَها
: " بكرَه من الصُبح .، تاخذِين اغراضِك و تروحين ل بيت بابا كبير مع السواق زيِن ؟."الخادمة اللي كانت مستغربة تماماً من طلبُه و عرفت مقصده من قال البيت الكبير قصدُه بيت اهلُه هو لانه اساساً هو ماكان عندُه خادمَة من يوم تزوَج وما جابها الا يوم طلّق خفوق عشان تهتم ب العيَال ... ل تهز راسها ب الايجاب واساساً ماعندها ردّ غير هالردّ
: اوك بابا بكره انا يرُوح ..."
و هنا رفّ جفن عباس ب الابجَاب ليتجه بعدها للصاله السفليّة ك عادتُه و يجلِس على كنبتُه الخاصَه اللي كانت باللون البّني المشابهة تماماً للون ثوبُه الحالِيي
ل يجلس وسط ظلام الصالَة النسبِي و بيدُه جواله وهو يلقَى اتصالات مهولّة من اخوُه
و من صديقه ابراهِيم .، نفث نفس عمِيق وتصدد ب نظراته ل جهات ثانيه بعد ما رمى جوالُه ب اهمال ب جانبُه لانه عارف المواضيِع اللي راح يتكلمون فيها .، غرز يده وسط
خُصلات شعرُه وهو يبعثِر انفاسُه ل يرفع نفسِه ب الصدفَه ل يلمَح طيفها ببدايَة الدرَج والواضح انها كانت ناويَة تنزِل لكن وجودُه خلاها تتراجع و فعلاً تراجعَت خطواتَها للخلف و تحركَت ملامحها اللي كانت هادية دليِل ذهولها من وجودُه وماهي الا ثواني حتى تختفي تماماً من قدام عينُه
ل يرمي نفس عميق جداً ب الوقت اللي مسح فيه على ملامحُه ب ارهاق ..."
كانت شخصية عبَاس غريبة جداً و الكلام العادِي والمجاملات بعيدة تماماً عنه .، عنده صعوبة كبيره ب التعبييير حتى اتفه الكلمات يتعب فيها و حِيل و حتى طريقة حُبه غريبه مع زوجتُه و اولادُه .، ف هو يعشق اولاده و حِيل لكنه مايلاعبهم وولا يطلع معاهم و ولا يجلس معاهم ابد و ب ذات الشيء عند زوجتُه يحبها يعشقها ميّت عليها لكن مايغرقها ب رسايِل الحِب ما يوريها لهفتُه عليها مايوريها كميات العشقّ الحارق اللي يسكن صدرُه .، مايعرِف يطق حتى كلمة
" حبيبتي" مايعرِف ابداً و ب ذات الوقت مايعرِف يرمِي اي كلمة رسميه حلوَه يلاقي فيها صعوبَة و جداً رغم ان شغله يحتّم عليه ب ان يتقن المجاملَة و الاسلُوب الليّن لكن هو بعيد عن كُل هذا اسلوبُه رسمممي تماماً .، عنده صعوبة ب التعبييير دمرتُه تماماً و خلته يصحى لكن ب وقت متاخر و يحاول يلاحِق كل مافاتُه .." ..لان كل شيء جايز يسويِه الا انه يبخَل ب مشاعره تجاه اللي يحبهُم و يعاملهم معاملة خاصة بعيده عن شغله و حياته العمليَه لو بالقليل يحسسهم ب انه موجُود معهم ومنتبِه ل ادق تفاصيلهم ..."
-
-
-
اليوم الثانِيي .... الليِل ..." «قصر
الحد مهنّا..»كان الهدُوء بعيد تماماً عن اركان هالقصِر .، حالَة بحث عاجلة صابتهُم .، مابقى احد ما دوّر على ابنَة العمة رحمة الكُبرى « سرَاب » اللي مالقُوا لها أثر و مختفيه من العصِر .، مابقت غرفة ماتفتشت .، ما بقى احد ما سالُوه عنها و هل لمحها او لا ؟.
سالوا كل العاملات و كل المربيات و كل السواقِين متكاملييين مافيه احد ناقِص ... بكاء العمة رحمه ماوقّف و الكل قام يدور عن سرَاب .، حتى وهّم اللي فهمها بسيط بدت تبكِي ب انهيار لرغبتها ب وجود اختها معها ...
الجد مهنّا اللي كان يضرب ب عصاتُه و هذي ردة فعله ان احَد صار له شيء او صابه قلق : " لا تخلون دارّ الا و تفتشون فيها .، و انتِ ياشدا روحي دوري ب المخازِن و الغرف الفاضيية ..."
العمة رحمة الليي تفجرّ الدمع كله فيها و بكَت لين ذابت روحها و تدمرت
عيونها خاصة انها كانت خايفه و بتتقطع من الخوف لان كل توقعها راح انها انخطفت من خلال ذيك العمالة اللي رقصت قدامهمم
: " ياويلييي البنت وين راحتتت ؟. بنتييي بعدني ماشبعت منها وما تهنيّت ب لقاها ....تكفووون بنتِيي يا اهل البيت بنتتتييي ..."و هذا المترجمم الليي ما تمتم ب كلمة وحده لكن ملامحه كانَت ملتهبّه و محترقه وكأنه جمرّ محترِق وما احد قادر يكلمُه حتى مايصير ضحيَة من ضحاياه .،
اكثر واحِد دوّر ب كل اركان القصر هو
و اكثر واحد كرر بحثُه ل مرات متعدده هو
و اكثَر واحِد مرّ على كل السواقين و كُل العاملات و يسالهم ب لهجتهم الخاصَة عنها هو
و اكثر واحد ضاعت طاقتُه وشلّت انظارُه هو ..
مالها اي وججوودد .، والغريب ان اغراضها موجوددده
باستثناء اغراض بسيططططه .، بكاء عمتُه مدمرُه و مو مخليه يفكرّ ابددد ...، ومواساة جدتُه و جدُه ل عمتُه بعثرته بعدددد
يبي يفكر .، يبي يعرف هي وين راحت و وين ممكن تكون لكن مالقى اي اجابَه .، و صابُه نفس التفكير اللي مرّ عمتُه ان حدث رقصها قدام العمالة له علاقه ب عدم وجودَها ..."
ذابَت خطاويّه تماماً و ولا هو قادر يتحررك حتى عقله توقف عن التفكييير وضايع تماماً و ولا هو عارف من وين يبدا
ل ينقذُه من وسط هالمعمعه و وسط هالبكاء و الدموع والانهيارات و البحث اتصَال جوالُه الليي قفلُه ل ثلاث مرات بدون مايشوف المتصلّ و دق للمره الرابعه و كأن المُتصلّ مصرّ على الاجابَة و تو يبي يقفلّ الجوال الا يلمح اسم المتصل ب الصدفه ل يلقاه صاحبُه فِراس اللي يشتغل ب المطارات واللي اول ما سحب العلامة الخضرَاء جاه صوت فِراس المندفِع و اللي كانت عيونُه على بقعه محدده : " يا ضامِي الحق ..، البنت اللي جيت معاها من الهنِد موجودة قدامِي ب المطارّ ...."
-
-
-
« قصرِ نسايّ ...» -
العاملَة ..."
عيونها ما توقفَت للحظَة عن النظرّ ب هذي الانثَى المدعوّة „ كيان„ ..."رغم انها شافتها قبِل و لاكثر من مره لكِن الايام الماضيَه رفضت هالكيان كُل خدماتَها ومالمحتَها ابداً
و اليوم الصبَاح عرفَت ان هالبنت ماتكون الا زوجة صاحب القصر ذاك المنسيّ ل ذا السبب رجعت تتاملها من جديد و بنظرة ثانيه و بشكل ثاني و ب خيال ثانِيي ..."
بدايَة من حريرَها الاسوَد الثقيّل اللي يتراقَص على كتفها و ظهرّها الى بياض بشرتها المُريح جداً للعيِن المعاكس تماماً ل لون شعرّها .، ل عيونّها البنيّات الواسعَة مع جسدّها الغضّ اللي ماكان ممتلىء و ب ذات الوقت ماكانت نحيفه .، كان جسدها متناسِق تماماً و خُصرّها ضيّق جداً للحد اللي كفوف اليد تتقفَل عليِه .، ل حيويتّها المُفرطة و لانوثتها الآخاذة
رُغم انها قابلَت اناث كثيييِر من شتى البُلدان الا ان هالانثى ب نظرَها غِير .، لها ملامح مُتناسقه و مُريحة وب ذات الوقت مميزَة .، وماكانَت تتاملها ك انثى عادية لا كانت تتأملها و تتخيلها و هي ب جانب ذاك المنسيّ " تبسمَت ل خيالها و هي تتخيّل هالانثى ب قُرب ذاك الرجل صاحب الملامح الفارسيّة
" « قمة الرجولة مع قمَة الانوثة ..»
و كانت مُستغربة حول علاقتهم الغريبه لانها ماشافتهم ب جانب بعض او يتشاركون مكان واحِد ابداً ..."و استحالة تنكرّ ان اكثر شيء شدّها ب هالانثى هو جسمّها .، جسمّها مُلفت و مُغرِي و موجعّ ب شكل كبيييير ...
خاصة ان ملابِس كيان ب نظرها ضيقه ل ذا السبب شافت جسدّها وتفحصته اكثَر رغم ان ملابس كيان عاديَة جداً وماكان قصدها تبرّز جسدها ابداً لكن اللي صار العكس تماماً ..
ل تصحى من تأملاتها على التفافة كيَان ناحيتّها اللي رمتَها ب نظراتَها الجافّة تماماً : " فيه شيء ؟."
ل تهز راسها هالعاملَة بالنفي و تتجه بكل عجلة الدنيَا ل شغلَها كانت مُستغربة هالعاملة من تعاملّ كيان البارد معها ب عكس البدايات
من يوم ذاك الحدَث وقت سالتها عن حيوانات ذاك المنسيّ و من بعدها صارت كل ماتشوفها ترميها ب نظرات غضب و عتَاب جاهلة سببهُم .."امَا كيان الليي كانَت متكتفَه و بيدَها جوالَها وماتوقفَت عن الروحة و الرجعَه و كأنها ب حالة غضب او انها تنتظِر أحد و الاكيد ان ب جوفها موضُوع تنتظر الشخص المناسب حتى تناقشه فيه ...
ما بحياتها كانت غاضبَة كثر هالمرَه الليي فعلاً وصل الغضب اعلى مراحلُه عندها ...
ف هذي هي يوميِن مرّت وما استجدّ اي شيء ب موضُوع دراستها لا من ناحيَة جدَها اللي وعدَها و ولا من ناحيَة هذا المدرِب الليي ماشافتُه غير مرات ما تذكرّ ب اليومين الماضيَه ..."
و من جهة موضُوع اختفاء سرَاب الليي عرفتُه من شدا اللي كانت تبلّغها كل شيء يصير هناك اول ب اول ..."
اخذَت جكيتّها و لبستُه من حسَت ب قرّب خطوات قادمة ومعرُوف من هو صاحب هذي الخطوات المُتثاقلَه ..."
لمحتُه دخَل وماغاب عن عينَها نظراته المستغربه من وجودَها لان العادة تكون ب غرفتّها وما تخلي احد يجيِها و ولا تجي ل أحد لكنُه رغم كل هذا ما اهتَم ب شكِل كبيير ...
كان هالمره ب غير لبس التدريِب كان لابس قميِص رصاصِيي مرمِي فوقُه جكيّت اسوَد ثقيِل مع بنطلُون اسود ك العادَه و بنفس درجة جكيتُه ..."
التفت ناحيتُه من استشعرَت وجودُه واخذت نفس عمِيق و هي ترميه ب نظراتها المُعتادة اللي هو اساساً حفظَها لكن هالمره كانت ب شكِل أكبَر .،.."
كان عارِف السبب اللي خلاهاتوقف قدامُه هاللحظة واللي استجدّ بهالسبب اشياء كثير هو ماخلاها تدري عنُه ب القصد ..."
و للتُو كانت ب تفرّغ اللي ب داخلِها و بتبُوح ب الليي فيها الا انُه هذا المنسيّ قاطعها وهو يبتسِم ب سخريَة ب الوقت اللي جلس فيه على الكنبَة المنفردَة و بنبرتُه اللي تكرهها و حِيل لانها تشعل اشياءو اشياء داخِلها : " " والله صرتِ مثل بنات العايلة الأعلى يا بنت راكان .. خذو درب الهرب من بعدك "ل تتوقَف قدامُه ب ذات الوقت اللي متكتفَه فيِه ومن يوم عرفها لين هاللحين ماشاف غير هالنظرات على عيونَها الواسعَه هذي وكأن عيونها ماتعرف غير هالنظرَة ل ترُد ب نبرة موازيَة ل نبرتُه الواثقَه و المُريبة
: " ماعليهم شرهة لو كان سبّب هروبهم شخص مثلك
كانت جُملته هذي لها وقُود اضافي للنارّ المشتعله داخِلها و للحظه تحِس ب أن هالليلة ماراح تمرّ على خير من كثر التراكمات اللي كانت ب صدرها ضد هالمنسيّ الليي ما غابت عن انظارها ابتسامتُه الساخرة اكثر و اللي غير نبرة صوتُه ك تمثيل للبراءة و الضعف البعيد تماماً عنها : " يووه يا كيان فهميني انتِي من اللي معبي رأسك علي ؟ منتي بطبيعية أبد
كانت هالمره هي المره الاولى اللي يناديِها ب اسمها واللي احرقها اكثر انه نطقه وقت كان ب اعلى مراحل سخريتُه و بتمثيلُه ل دور البراءة و الضعِف الواضح ب نبرتُه المستهزئة ل ترُد و هي الليلَه هذي استحالة تنسى عندها لشدة الشعور المرّ اللي داخلها كيف ان كل شيء قاعد يضيع قدامها و ولا احد راضي يتحرّك
: " " ماني بحاجة ل احد لأجل يحرضني عليك أنت بلاء من نفسك وأنت اللي مشوه نفسك بنفسك وأنت شخص تستاهل الي يصير لك لأنك أناني ومايهمك غير سمعتك وغير سعادتك
الليلَة استحضرَت كل الاشياء اللي تبغضها فيِه واللي زرعوها اعمامها داخلها عنُه .، بداية من انطباعها الاول عنُه ل موضوع الحريق .، و ل موضوع كلامُه عنَها و اشياء كثير كثير كانت مخزنتّها داخلها ضد هالمنسيّ استحضرتها كُلها ف موضوع غيابها عن الجامعَة خلى الدمّ يتصاعد فيها و خلاها تضيع العقِل ومسبباته كلها
ل يصيبها ردة ب ذات نبرتُه الساخرة اللي كأنه طفل بريء ما كأنه ارعَب رجَال و ابغض رجال شافتُه ب حياتها كان رايق تماماً وكان يسايرّها و
يسايَر غضبها العادي بالنسبه لُه و هذا اللي ازعجها و حِييل : " اوووه ...لا لا كذا راح يزعلّك تعاملُنا حيل انتي كذا قاعدة تتمادِين حيِل ويبي لك من يقص لسانك لأجل تتعلمين الأدب
قال هالكلاَم اللي كان عباره عن شيء اشبه ب الوعِيد لكن قالها ب نبرتُه الساخرة اللي كلها هدُوء ممزوج ب ريبَه مع ابتسامتُه اللي تبغضَها ل ذا السبب ما اخذته ب عين الاعتبار و ولا راح تاخُذه اصلاً
ل تمتم ب جملَة لو عرفت ردة فعل هالمنسيّ عليها كان ما تفوّهت فيها ابدد .، لكن هي تتغير شخصيتها تماماً و تضيع طاقتها وقت تكُون قدامُه و وقت ما يعطي ردّ لمطالبِها و حقوقَها ل تمتم ب ابتسامَة ساخرَة هي الثانيَة : " و من ميِن بتعلّم الأدب ؟. منك انت ياللي تضرَب ب تربيتَك الأمثال ؟ و اللي سيرَة أمك اللي من ذهَب ب كُل لسان ؟
تراجعَت خطوتيِن للخلَف من ارعبّها وقوفُه و من لمحت طولُه الشاهق اللي ارتفع من على الكنبَة و خناجر عيونُه
الحادّة اتسعت بدشكِل مُرعببب وووو

انا السمو الي يناسب سموكWhere stories live. Discover now