بارت 5

3.1K 37 1
                                    

اللي تمتم ب لهفه ؟؛ ليتمتم الدكتُور اللي توقف للحظه ثم تمتم ب قوله
:" انت جاي تستلّمها ؟ماتبي تشوفّها ؟."
أمِير الليي التف عليه ب سرعه ب استنكار كبيّر
:" لا يادكتُور ما اقدر اشوفها ليسكت ل ثانية " يعني انا راح استلمها هالفتره
بس انا ودي تتأكد من هويتّها اكثر ب معرفتك لان انا ما اقدر اشوفّها .امّها تقول ان ب وسط معصمّها فيه بقعة كحّل سوداء كبيره كا
ل يقاطعه الدكتور اللي ابتسّم وهو يهز راسه ب النفي :" ترا ما بحياتها

لبست عباة وولا تعرف للطرحة وولا تعرف ان انت محرم لها او لا يعني كذا والا كذا راح تشوفها معليك هاللحين انادِي ممرضتها الخاصه
كانُوا يتبادلون الكلام حول وهّم و كل تفاصيلّها غير مبالييّن و غير منتبهِين ابداً للشخص الثالث اللي كان طرّف ب هالمُوضوع والواقِف ب جانّب الباب مُنصت ل اتفه همّس نطقوا فيه المدير و ضيفُه هذا

« ضامِي »
اقلعّت الطائرة من ساعتين تقريبَاً متجهة للهِند و اللي قبل اقلاعُه اخّذ كل معلومَات الرجل الهندي اللي يُدعى « عليّ خان »

و هالمعلومات وصل لها عن طريق المكتب الخاص لاستقدام العماله الوافدَه ..
"
اسمُه عليّ رحيم خان ....عمرُه ٤٤ عام ...حضر لهالمنطقه مع زوجَه وبنت صغيرَه ...ساكِن ب مدينة « مومباي الهنديّة » واللي تعتبر المدينة الاولى ب الهند ... واللي فيها اكثر من عشرة مليون نسمَة
الواضح انه راح يتعِب حيل حتى يلقى ذيك السرَاب و اللي مره ورا مره يتاكد انها هي فعلاً سرَاب و لا هو قادِر يستحوذ عليها و يضمها تحت جناحُه

غفّت جفونُه ب ارهَاق وهو يتجرّع خلاف الرجل و زوجتُه اللي كانوا ب نقاش حاد ب المرتبه اللي خلفُه ...
و رغم حدة حوارهُم اللي كان عن امور عائلية بحت الا انُه نام ..ف له يومين كامله ماغفت فيها عينُه خاصه ان باقي طريق السفر طويل ..حيل طويل .. السعوديّة « ب قاعة من قاعات الافراح » ...

الواضح انها تحتاج ل جلسّة مساج عاليّه ل آلام رجلها هذي اللي ماتوقفَت عن الازدياد ... ماقدرّت ماتشارِك أم العريس ب فرحتها ببكرَها الاول و من بعد رقصها هذا بالذات زاد معيّار الالَم للحد اللامعقُول ... و هذا هي خرجَت من القاعه بعد ما وجبّت ام العريِس الليي صديقتها من سنيِن و هي عارفَه ان أمير بالخارِج ل انه قال لها الساعه 11 و انا برَا .احتريِك للفجرّ لو ودِك ..
و هذي هي الساعه 11:٣٠ حالياً يعني اكيد هو الان برَا
و هذي هي بدت ب البحث ..كانت
عيونّها اللي تحوفها تجاعيد علامة ل كُبر سنّها تدُور ب الشارّع حول سيارة امير السوداء الصغيرَه و كل استغراب العالمين صابّها حول وينُه فيه ؟. و ليه ماجاء ؟. و اول مره يغيب وما يجي ب وعدُه رغم انه اكثر انسان حريص و دقيق ممكن تعرفُه ب حياتها ..
الا انُه جاها صوت اشبه ب الهمّس من خلّفها و كان كل من يسمع هالهمس يعرف ان صاحبه الان مُبتسم :" " لو نقولك مشتاقيّن لك وعشان كذا صرفّنا أمير وجينا بنفسنا عشان نرجعك تقبلين هالشُوق يا أم غانِم ؟."
ارتعّد صدرَها و ضاع قلبها وسط ضلوعها و للحظه توقعت انه توقف عن النبض لتمتم ب جزَع و هي تلمَح ملامحه عن قُرب :" " نسااييّ .. يا وجة القطاعة .. وينّك عن جدتك مادريت عنها هالفترة كلها ؟؟."
بمجرّد ما انتهت من الكلام اخذتُه ل حُضنّها و هي مُتجاهله الوقت و
المكان اللي هم فيّه الان .. ليصيبها رد حفيدها اللي ابتسّم و سط ظلامً المكان النسبِي ل أن الضوء كان ب جانب القاعه فقط :"
" لا لانبدأ العتاب بوسّط هالشارع يا أم غانم .. والله ما بينتهي وبنسّد الطريق على العرب كلهم"
ليقبّل راسَها قُبلة طويله وهو يستشعِر التفاف يدّها حُول ظهرُه لينزّل يدها ب طريقه محبوبه و هو يتمتم تعالي للسيّارة ياطويَلة العمر ..
وننتهي من شرهتك هناك "...
و فعلاً اخذها ل سيارته الجُمس السودّاء المُغايره تماماً ل سيارَة أميِر الصغيره و اللي يتشاركون فقط ب اللُون ..
و فعلاً انتقلت الجدَه للجلوس قدّام ب جانِب نسايّ اللي ركَب سيارته الشغالّه و اللي مبطىء السُرعه تماماً حتى يستفرد ب جدتُه و يتحاور معاها اطول فتره ممكنَه ...
و للتو بيحرّك حتى تقطع هدوء المكان الجده ذهّب اللي تمتمت ب قولها :" اصبِر ...باقي خويتي ..بنت عمِك داخل انتظِر ..»
نسايّ اللي ثبّت يدِه على مقوّد السيارَه ...ل يلتزم السكَات ل ثانيه وهو يتمتم ب هدِوء بارد جداً وسط ابتسامتُه : « و ننتظر ..ابشرِي ..»

كانت تعرف هوّس شدا الاسطوري ب الورّد ب كل انواعه و الوانه ..و تورّمت مسامعها ل شدة وصايا شدا لها قبل ما تمشِي انها تجيب لَها ورد من الزوَاج ب اي طريقه و ب اي شكِل ...و هذِي هي اخذّت من الورّد الطبيعي الاحمرّ الموجود على طاولتها هي و جدتّها و اللي كانت هدية من اهل الزواج ..ل تاخذها و ترميها ب حضن شدا ...
ماكانت حابّه تخلي جدتها تخرُج
لوحدها بين زحمة السيارات و المعازيّم و الناس خاصَة حول الّم رجلها الا انها هي عارفه انها بمجرد ماتبان قدام القاعه راح يوصلّها امير للسياره و يساعدها ب الركوب نفس ماسوا وقت خرجوا من البيت ...
كانت ترتاح و كثير من يكُون أمِير هو السائق و من تكون وسط سيارتُه اكثر من اولاد عمها الباقين و اكثر من كل سواقيّن العائلة ..كانت ترتاح و كثير ب سيارتُه حتى انها ماتخجل منه وقت تبغى شيء من البقاله او تبي قهوه او غيرّها على عكس البقيه ...
سترَت فِستانّها الفاضِح ل ساقّها من خلال العباه و هي تكرر حركة جدتّها و تدوِر على سيارَة أمِير
ل تلتف ل بورِي السياره السوداء الكبيره اللي واقفه ب يمينّها و كانت واضحة يد جدتّها ذهَب من برّا
خاصه ان مافيه احد غيرها قدام
القاعه لان العرس الا الان ما انتهى و المعازيم ما مشُوا اقتربت من السياره ببطىء شديد و مره وراها الثانيه تتاكد ان هذي فعلاً جدتّها ... و لكن هذي مو سيارة أمِير
توقف عقلها عن التفكير ل وهلَه ل يصيب بالها توقع ان واحد من اولاد عمها حضَر ل اخذها خاصه ان سيارة جدّها قريبه جداً من شكل هالسياره
ل تفتّح الباب و تركَب خلّف جدتها ب المرتبه الخلفيّه
و كُل انظارها اتجهت نحُو السائق لتتاكد اكثر هل هو من اولاد عمّها او لا ؟."
« وينِك حبيبتي تاخرتِي ؟»هي متأكدَة ان هذا استفسَار جدتّها ذهَب اللي رد عليها هاللي ب جانبها ب قوله :" ماباقي احد ياجدّة ؟."
ل ترِد الجدة ب قولها :" لا حبيبِي بس حنّا تجمدّت في مكانَها و حسّت ب تدفق الدم في جسدّها
حرارة جلدها ماتوقفت عن الارتفاع رُغم انهم ب ليلة من ليالي الشتاء القاسي .، قلبها ينبض ب شكل مُتسارّع ،.ومابقى مفصل من مفاصلّها ما ارتجَف
ماكانت راح تعرفُه لولا صوتُه الرخيّم الحادّ هذا ...الصوت اللي كان كابُوس و رِعب ب حياتّها مع انها قليل ماتسمعُه ...صوته اللي رُغم كل من
يسمعه راح يتاكد انه ب اعلى مراحِ روقانُه لكن ب النسبه لها كان لا ...وشلُون ماتعرفه ؟.
وشلُون ماتميزّه و تتاكد من هويتُه ؟.
ياربي هي وش اللي اقحمّت نفسها فيه ؟.
ياربِي هي وش اللي دخلّت نفسها فيه و رمت ب حياتها هالمرمَى ؟.
كانت تلمحه وهو يرفع شماغُه المنتثره على كتفُه للاعلَى ب ذات الوقت اللي تخلّى عن اقفال ازارير ثوبُه العلويَة ..
سترّت جسدها ب العباة اكثر ...شدّت على اكمام العباة للحد اللي غطّت فيه كفوفّها و كأنها تحاول تكون غير مرئيَة له .. التفت انظارها عن هذا الصخرّي للجدّة اللي تمتمت ب استغراب :" ليه ماتحرِك حبيبي ؟."
ل يصيبّها ردُه الساخِر وسط نظراته المليئة بالهدوء و الريبه و برودة الاعصاب
: " ننتظر الأخت تقفِل بابها .»..
التفّت بمجرد ما انتهى كلامُه الساخط هذا ل تلمح بابها اللي فعلاً كان مفتُوح ... الان عرفت مصدر الهواء الرطب و الدافىء اللي اجتاحّها ...ياربِيي هي وشلُون ما انتبهت ؟."
ل تستجمِع نفسّها و تقفل الباب ب ذات الوقّت اللي تمتمت فيه الجدّة
بابتسامتها : « "لا يا بعد هالقلّب . بنات الكرة الأرضيّة كلهم خواتك .. ولكن هالبنت بالذات ماعمرها بتكون لك إخت » . ماكانت ناقصه ابداً تعليقات الجد ذهب هذي ابداً ..كانَت تحس ان الليِل ثقيّل و مظلّم جداً على صدرّها و هي ماتسمَع اي ردّ ل ابن العمّ البعيّد هذا اللي تمتم بعد ما التزم لحظات من السكُوت ..كانت متاكده انه كان بيتفوّه ب كلام لكِن الجده ذهّب قاطعته وهي تبدا
حوارّ معُه : « " علمني يا ولد غانم .. وش صار يومنّك غايّب عني هالفترة كلها ؟."ابتسامتِه الساخطّة ..ابتسامته المرعبة اللي تكرهها ممكن اكثر منه هو ومن شخصه .،ابتسامتُه اللي تظهر من خلال شفاهه المائلة للرمادِي هذِي ل يرُد وعينُه على الطريّق الا انه ب كل لحظة والثانية يلتّف ل جدتُه : « " والله كل هم زارني دون وجهك يا جدة .. ولكن وش أسوي .. أنتِ أعلم
بالظروف الي تحدّني من كل صوب .. ولكن علميني أنتي وش صار بدوني ؟... أشوفك بكل زواج لك حضور و مكان ..ولكن لنسايّ والله إني مريضة..
أفا بس صار كذا نِظامك ياجدة ؟. "ل ترُد الجدة اللي صغرّت عينها من خلف بُرقعّها دليل ابتسامتها و ضحكتها و هي تمتم ب قولها
: « والله اني صادقه و هذاني مأخذة بنت راكان معي لأجل تكون عصاتي وتساعدني بهالزواج .. خبَرك عتيَق بأن عظامي من زمان الأوليّن "... المتوقع ب ان كل ردود جدتّها راح تكون ب رعايتها و لازم تُذكرّ فيها الا انها مالقّت اي شيء او اي ردة فعل حول تلميحات جدتها من هذا الجلمود الصخري
كان يبتسم فقط يبتسّم ابتساماته اللامُباليه و اللي غير مفهوم مغزاها ابداً ...
كان هذا اطول طريِق تسلكه ب حياتها وماكانت تدري هل هو فعلاً طويل ام انها هي ل شدَة تمنيها ب انها توصل ل غرفتها و التخلص من كل هذا الجو المُربك حست انه بطيىء ؟."
كانّت مُلصتقه ب الباب تماماً و كانها تحاول ب ان ذاك مايلمحها ابداً بعد ما تمعنّت فيه ب الكامِل ..نظرَت ل سيارته .،حتى سيارته باهتّة مثله وما بها اي رُوح ... ل تسقُط انظارَها على شيء ابيَض ب القُرب منّها و كأنها مخفيه او ان احد حاول اخفائها .، كانت تحاول تنشغِل ب شيء بعيد عن هذا السائق .،ل تشدّ هالشيء ل
ناحيتها لتتسع محاجِر عيونّها و ترتجِف يدّها اللي للحظة تحِس ب انها يابسَه تماماً و هي تلمَح بكّت الدُخان الابيض ب وسط سيارتُه و اللي الا الان غلافُه عليه وما فُتح دليل انه توه جديّد و ما اُستعمّل ...
رفعت أنظارّها لُه ب ذات الوقت اللي شدّت فيه على بكت الدُخان اللي توسّط يدّها و ارتفعت حرارتها اكثر و اكثر و لو تخرُج للملأ راح تحرق كل من حولّها ...
و مرّت مدّة هذا الطريِق الثقيّل اللي ماصدقّت انتهائُه
و نزلّت من السياره للحد اللي نسّت الورد داخلُه .،
ماكانت عارفَه هي كيف راح تكمّل حياتَها معُه ؟.
اذا هو وهو طريّق ماتحملّت ابداً و بس تتنتظر متى توصل و تتخلى عن وجودها ب سيارته و منطقته الخاصه هذي ف كيف اجل تكمّل حياتها معُه ؟."
ل تدخُل ل غرفتّها باستعجَال و بدون مرور ب أي مكان غيرُه .، و هي بس تنتظر متى تنتهِي جدتها ذهّب من توديع ذاك المنسيّ حتى تنزِل لّها
انتظرت ل مدّة ربع ساعه تقريباً و كانت فيها ب أعلى مراحِل التوتُر و القلّق للحد اللي نست فيّها تمسح زينتها و تنزع فُستانها .، نزعّت عبايتَها فقط
ل تاخُذ بكت الدُخان ب يدّها و حملتُه ب طريقه غير واضحَة ل أحد .، ل تنزع كعبّها و تنزِل للاسفَل عند غرفة جدتّها .، وهي تستشعر وجُود سبب قوي يفك خطبتها من ذاك المنسِي .، ماراح تتحمّل والله ماراح تتحمّل الارتباط فيه ابداً ... و كأن هذا اللقاء اكدّ لها اللي ببالها ب انها ماراح تتحمّل العيش معُه تحت سقف واحد
ابداً و بمُجرد نزولها و تأكدُها ان مافيه أي احد من العيَال لان هالوقت مايدخل غير ضامي و ضامي حالياً مو موجُود .،لتتجه عند غرفة جدتّها و هي تسحَب طرف فُستانّها البنفسجِيي للداخِل ...دخلَت و هي مصرَة تماماً على اللي بتسويِه و مافيه اي قوَة بالارض راح تمنعّها الا انّ وجُود ذات الرجُل اللي انتقلّ من السيارّه ل يشاركها غرفة جدتّها بعد بعثرّها تماماً وشلّ كامل اركانها .،انصعقّت انصعاق كُلي و المتوقع ب ان هالليلة ماراح تنامَ نتيجة هالتوتر و القلق والارتجاف اللي سكنّها فيه.،كان جالِس بجبروتُه على كرسي جدتّها الخاص ب الصلاَه ..،و ممعّن ب النظر فيها و كأنه يتابِع حلقه أخيره من فلم رُومانسِي دافىء .،
تخزنّت صورتها تماماً ببالُه .، و مو بس صورتها .، نظراتها .،ارتباكها.،احمرار ملامحها .،اتفه تفصيّل فيّها عدم استيعاب مرّ و قاتل صابها .،انخنقت تماماً و ماتدري ليه للحظه من الزمن حست انها لازِم تكون ب أبهَى منظر قدامه وماتدري وش السبب ؟. هل هُو بسبب اناقتُه المثيره ؟.و الا من هدوئه الفخّم ب هاللحظه ؟.و الا من نظراته الساخطّه ؟.و الا من ابتسامته هذي اللي لو بيدها تبعدها عن ثغرُه تماماً وماعاد تلمحها ابد
كان وقوفها قدامه نتيجة صدمتها بوجوده ب غرفَة جدتّها كافِي حتى يحفظ ملامحّها و ماتوقف سيل نظراته عنها و كأنه يحاول يحفظ اقصى مايمكن حمله من ملامحِها ...،"ب مجرّد خروجها و تعثرّها بعد صدمَة ارعدتّها و دمرتّها و شلّتها تماماً .، التفت الجده المُبتسمّه عليِه و ماتوقف تالق عيونها
: « " " وهذي هي بنّت راكان .. والأهم حُرم نسايّ بن غانم المستقبليّة .. وهاللحين علمني وش رايّك بها؟ »
ليصيبّها ردُه بعد اصرارها عليه ب انه ينزل ل غرفتها حتى يشوفها ب عذر
« الشوفة الشرعيّة » رغم انه كان رافض و حِيل الا انها اجبرتُه للنزُول ب شتى الطرق و بكل الحيّل لان كان ودّها منظر كيان و اطلالتها الليلة
بالزواج يغيّب عن خناجر عيونُه و لازم يكون ل عيونه نصيب من هالشُوف ليرُد وهو يعتدل ب طوله الفارِع و عينه التفت على ساعته السودَاء وكأنه بنتظر موعد محدد
: « " مابِها عيّب يا جدة .. الله يخليها لأهلها »
-
ل ترُد الجدّة اللي انفعلّت نتيجة برودُه البغيض هذا و صوت بناجرّها احدَث رنيّن وسط هدوء الغُرفَه وما توقفت ابتسامتّها و هي متاكدة انه راح يرجع ل قصرُه الان : « " إلا الله يخليَها لك .. دامها بتصيّر زوجتك »
مامنّع نفسُه من التبسّم طوَال هذي الليلَة وتكاثفَت ابتسامتُه وسط جُدران هالغُرفه .،، لاول مره يدري ب أن جدته عندها طريِق يقدر يقدر يمرّه بدون مايمرّ من قدام الحديقه او من باب القصر الكبير الاساسِي .، ب هالطريقه هو دخَل حتى ما احد من الاعمام او من الحرّاس او من السواقيّن ي لمحُه ... ل تستقرّ انظارُه على اعمامُه الأربعه الجالسين ب الحديقه و معهُم سهلّ اللي ماكان يشاركهم الحديّث .، تذكرّ كل شيء ب هالقصر .،نفسه نفسه ماتغيّر .،تذكر وقت جلساته مع ضامي و أمير و وقت فطوره مع جدُه و جدتُه.،تذكر علاقته المعدومه ب أبوه للحد اللي ولا مره نداه ب هالنداء .،تذكر كل شيء و كل شيء مرّ قدامه
بس من نظره للقصر و دخوله ل غرفة جدتُه و لمحه ل جلستهم الحاليه ب الحديقه ... ب جهة ثانيّة « آدم »
-
" صاير خاطره هالفتره يتكدرّ و
يضيّق بين كل لحظه و الثانيَه ..و ب ذات الوقت صفو مزاجه ياسرّع مايتعكر ...صار نادِر وجودُه ب القصِر لان ان كان داخلُه راح يشوف ضعف اخته و بكاها و قلّة حيلتها وراح يعيش ضعفه من جديد انه مايقدر يحامي عن اختهز
و ان كان خارجُه راح يطري له ذكر " نسايّ " اللي خلاه ابوه ب عينُه ابشع رجل بالدنيّا ل ذا السبب صار وجوده غالباً بين اصحابُه او بالتحديد صاحِب واحد مافيه غيرُه .. كان صعب و حيل بالنسبه ل شخصه
تكويّن العلاقَات و الاستمرار فيّها نزل من سيارته متجه عند صديقه « سالِم »
سالِم صاحب التخيلاّت الواسعه ..و الهواجيس المثيره ..و الترانيّم العاشقَه
كان واقف سالِم ب جانب سيارته .، و ابتسامته ماتوقفّت و عيونه مثبته ب مكان واحد و سارِح ومنغمس ومسترسل ب السرحّان و كأنه قدام منظر بديع الجمَال ما كأنهم واقفين ب وسط حديقه عادية جداً الا انها هادئة
آدم اللي اقترَب منِه و اتجه ل ناحيته بعد ما وقف سيارته بعيّد ليتمتم و هو ينظُر بالمكان المستقره فيه عيون سالِم : « " وش أحوالك .. طمنيّ عنك ؟»
رغم انهم ب جامعة وحده و كلهم ب ذات الصف اخر سنه ب الجامعة الا انهم مايتلاقون كثير فيها و ان تلاقُوا يكون موضوعهم عن الدراسة فقط
ل يرُد سالِم اللي التف عليه ب عيونُه اللي ماتوقفت عن البرِيق : « " حالي والله بيّن الغمَام طاير .. دام آخر وجة شفته قبل وجهّك كان وجة هالغزال .. الله يستر على قلببي يا آدم »آدم اللي التف عليِه و كانت ملامحه مزيج بيت الهدُوء والاستغراب و السخرية من كلام سالِم هذا اللي تمتم فيه بدون اي مُقدمات : « " لا إله إلا الله .. وش هالخفة كلها يارجل؟ وش هالغزال اللي لعبّت بك ؟.
ل يرُد سالم اللي التف عليه و كان يعِض على شفايفُه للحد اللي توقع ب أنها راح تنزُف : « " من يلومني يا آدم ؟؟ والله والله ماشفت مثلها بحياتي آدم اللي كان ب موعد مع السكّات من كلام سالِم الغريب اللي تمتم ب قوله و عيونه نظرّها بعيد
« ازين و اخطر و اعذّب غزَال شفتّها „ هذي حبيبتِي يا آدَم ..حبيبتي اللي
ل يقاطعُه آدم اللي تحول تماماً مثل سهمّ نارّي و له شكل مثل الصاعقّه ...تلظّت حرايق عيونُه و عروقه برزت دليل عصبيّة مفرطَه وهو يضرُب كتف سالم ب خفّه و كأنه
يحاول يصحيَه من سكرتُه و خمرتُه : « انا توي ادري ان صاحبّي مايستحي و قليَل اصل و فهم .،توي ادري ان مابك غاريّة على محارمّك و اللي يهواهم قلبّك ياسالّم انا توي ادري انك رخمه و مافيك خيّر .»
ل يرُد سالِم و سكرته مازالت ب محلّها وهو يحاول يمتص غضب آدم الحارّ هذا :" على هونّك يا صاحِبي .،
ماوصفت غزالِي ل غيرّك ...لا ت
ل يقاطعُه آدم الليي شدّ على جكيتُه الثقيِل و عينُه مستقرّة على سالِم و ماكانت نظرّاته الدائمة كثر ماكانت نظرات غضب و احتقار و اللي ولا عمره توقع انه ممكن ينظر بها ل سالِم .،هو عارف ان سالِم راعِي بنات و جواله بيغمى عليه من كثر الارقام النسائية اللي فيه بس ل اول مره يتكلم عن وحده و يوصفها قدامُه ؛" انا رايِح .،و ان رجعت سالم خويي اللي اعرفُه تدلّ بيتي و رقمِي ب جوالِك ..»
-
-
كان للتوّ راح يخرُج من قصرّ جدُه ب ذات الطريقه اللي دخَل فيّها .، و فعلاً خرج من غرفة جدتُه بعد ماودعّها ب.، غيّر مسارُه ف بدل مايكُون
مسارُه ل خارج القصر صار مسارُه ل ناحية الحديقه.،كان يسمع سوالف اعمامُه الاربعّه وانغماسهم بالضحك و الكلاّم و سهلّ اللي كان للتُو اعتدل ب طوله و كأنه بينسحب من الجلسَه .، ماكان لا أمِير وولا ضامِي وولا مهنّا فيه ماغير سهلّ الليي اتسعت خناجر عيونُه وكأنه شاف شيء محرم شوفُه ب ذات الوقت اللي تمتم هو ب قولُه ب ذات ابتسامته الساخرَة و ثقته
المعهوده وهو على اعتاب جلستهم : « ماشاء الله.،العائلة السعيدّة
...ناقصكُم البرواز ..»
-
اختفى الصوّت و كل من بالمجلس قام واقِف و هم يلمحون ذاك المنسيّ متجه ناحيتهم .،اسودّت ملامحهم و اتسعت محاجر عيونهم دليل الغضب و هم يلمحونه بعد كُل هالسنيّن اللي حتى اخباره مايدرُون عنّها ،.
ل يرّد العم بدر اللي تورّمت روحه من القهر و الغيّض وهو يشوفه قدامُه : ليه ؟. ودّك تذبح النص الثاني بعد مثل سواتّك السوداء ؟»
ل يرّد هذا المنسيّ اللي رمَى ب نظره عليهم كلهم و ياخُذ فنجان قهوه من الوسط ويسكُب له من القهوه الموجوده ب طقّم الضيافه و كأنه هذا بيته و هم كلهم ضيوفه :والله النص الأول كان كسّر ظهر .. ياليتكم كنتو بدالهم .ولكن قدر الله وماشاء فعل .. ولكن مانرد لك طلب ياعم نكمل الشوط الثاني ابد مانخليها ب خاطرّك ..»
ب كل مره كانُوا يحاولون فيها
يسمعون كلام ابوهم الجدّ مهنا و يحاولون يصفّون نيتهم ناحيتُه تفشل كل هالمحاولات .،لانهم مو شايفين انه نادّم او انه طلب مسامحتهم او جاء ب شكل منكسر او ذليّل حتى فعلاً يصدقون كلام الجدّ .،كانوا ب كل مره يحاورونه و يسمعون كلامه يحسون انه كان مُتعمّد و قاصد انُه يشعلّ الحريِق و نص العائلة ترُوح من
ضمنهم اخوهم الاكبر أبُوه .،ل ذا السبب ماهم قادرين يسامحونه لان المعنى الحرفي للاستفزاز كان فيه وهو منبعُه و مصدرُه ليتمتم العم عليّ « أبو آدم » :الله يهّد حيلك ياولد الإيرانية ال*****.. علمني من وين بيجي منك خير يا مقصور الرجاء؟"
و كأن النار اللي اشتعلت قبل سنين .،تلظّت وسط صدرُه و خناجر عيونه الحادّه اتسعت للحد المُرعِب .،هي اساساً بدون اي شيء ترعِب ف كيف الان و كل جنون وشياطين الغضب سيطرّت عليه اسوّد وجهه و تاه كُل مافيّه.،يعرفون وشلون ياذونُه و يستفزون و يخرجون اسواء مافيّه ليتمتم بنبرته العصبيه الحادة اللي تقطع كل النبرات اللي بعدها : " " الله يهدّ حيلك أنت والسامعين كلهم .. لا تجيَب طاري أمي على لسانك لأجل ما تصير علوُم أنت في غنى عنها .. وخييّري يعم كل مكان . . إلا لكم أنتو بالذات والله إني أستنقصه" ...
ل يرّد سهلّ اللي كل كرُه الكون متجمعّ داخله ل نسايّ لانه فقد ابوه ب الحريّق هو الثاني وماهو متحمّل شوفته ابد : " " وش العلم اللي جاييّ لأجله .. إقصر شرك عننا وخلصنا ؟."
كانت سرعة تحولُه غريبه ف توه الان كان ب اعلى مراحل الغضب للحَد اللي عادي يذبّح فيها اللي قدامُه اما الان رجع ل طبيعتُه المُستفزّه و الباردة ليبتسِم ب قولُه : « " هالشّر ماظنتِي بينقصر .. أنا هنا بأي لحظة ودي أكون فيَها .. والأهم إن هنا لأن
خطيّبتي وحدة من سكّان هالقصر »كان عارِف ب ان هذي راح تكون ردة فعلُهم .، جنون الغضّب .،عدم رضا كُلي .، رفض قاطّع ل هالموضوع للحد اللي ماصدقُوا فيه كلامُه ل يرّد العم مروَان : « " وش تهذر به يا مدهال الشر؟
ل ينسكب ل مسامعهم رده الحارّق وهو مستلّذ تماماً ب شوفتهُم ب هالحال ل اسباب تخصُه

انا السمو الي يناسب سموكWhere stories live. Discover now