سار أكينو مبتعدا متخطيا الردهة الطويلة التي تفصل غرفة الطعام عن صالة الاستقبال، تناءى الى سمعه مقطوعة موسيقية مألوفه لشوبان
Chopin - spring waltz

وقف عند مدخل القاعة، ملقيا النظر اليها، فتوقفت لبرهة، ثم التفتت، كانت رشيقة القوام، شعرها البني القصير يلازم عنقها البيضاء، ترتدي فستانا اسود بظهر عاري،، حينما استقامت واقفة برزت ساقها من فتحة الفستان، وسارت نحوه تعلو شفتيها ابتسامة فاترة،.

"لا تتلصص علي اذا احببت، يمكنك مشاركتي مفاتيح البيانو"

تنهد والانزعاج باديا على وجهه لينطق أسمها بنفاذ صبر
"ايلينا، على الارجح، انك استوقفتني متعمده حالما قررتي العزف فجأة"

خطت تجاهه لتضع اناملها البيضاء فوق عنقه
"كم تبلغ من العمر الان؟ واحد وعشرون؟ انك فاتن اكثر من اي وقت مضى، وان كنت أكبرك بعامين، تعرف انني لن اتنازل عنك"

ازاح يدها بهدوء من عنقه
"كفاك سخافة، ولا تنسي، السبب الذي لأجله نحن هنا "

بدت مضطربة، واستولى العبوس على فمها لتردف:

"لأجله أنت هنا"
صححت له
"اه بالطبع، انت هنا لأجل عزيزتك الصغيرة الباكية، ماذا كان اسمها "

تابع النظر اليها متتبعا حركاتها المتعمدة الاستفزاز وصبره يكاد ينفذ
حتى تلفظت حروفها وكأنها تبصق الكلمة
" ماكيتا، حبيبتك الصغيرة ما.. "

مر أحد الرجال مقتطعا الممر، فأجتذب أكينو عنقها ليصمتها، وليسحب جسدها نحوه، انحنى نحوها، وكانت شفتيها مقابلة لشفتيه، تتبع بعينيه خطوات الرجل وهي ترحل، استطردت وهي على هذه المسافة منه

"أستقبلني الان؟ ام ابادر انا كعادتي"

ترك خصرها ساحبا يده بقوة لتتعثر بكعبها العالي وانتفض مبتعدا عنها لينهرها بنبرة قاسية
"ما الذي بحق اللعنه دهاك؟، كيف تلفظين أسمها على الملأ وبنبرة مسموعة، أتنوين تخريب كل شيء فجأة؟، لا احد يعلم السبب الحقيقي لعودتي، ان افتضح الامر بسببك فأنني أقسم يا ايلينا "

قاطعته بألحاح
"ما الذي ستفعله؟ ثم اننا  لسنا متأكدين حتى ما ان كانت تلك الصبية التي يتحدثون عنها هي ذاتها فتاتك "

اومٱ عدة مرات مغتاضا، اولاها ظهره لينتزع قدمه من القاعه، تاركا كلماته خلفه بعدما تجاهل شكوكها

" يفضل الا تعلمين"

-قبل عامين-

حينما كان أكينو متوجها لقصر غيلبرت للانتقام على مقتل ماكيتا أعترض طريقه كل من لانس القس، وايزونا

شده لانس وخضه اكثر مؤنبا له
"تكلم قل شيئا، أهكذا ستتخلى عنا وترحل ببساطة..
أكتبت نهاية لقصتك منذ الان،
ستقتل...! سيقتلونك هنالك ! ليس لديك امل بالانتصار مع اعدادهم تلك !"

"انا لم افكر في العيش اكثر من هذا الحد ايها القس! ...انا لم اعد قادر على الشعور بقلبي أتفهم !

دفع يد لانس عنه
وقال وقد ارتفعت نبرته

"انا لا استطيع الشعور بقلبي هنا أتفهم!!"

ضرب على صدره بقوة ولانس ينظر اليه مذعورا غير قادر على الكلام

"لم اعد قادر على التوبة حتى "

اقترب ايزونا منه

"اكينو ...انت بحاجه الى الوقت فحسب ..انا قادر على فهمك لاني شعرت بمثل ما انت تشعر به بعد فقدان كاتو ..لقد شعرت وكأن هنالك فجوة كبيرة في ايسر صدري فقط"

اطرق اكينو برأسه للاسفل وابتسم بسخرية ثم قال

"انت لست مثلي ، لسنا متشابهين عزيزي ايزونا
انت قد نشئت في النور في بيئة مشرقة نظيفة اما انا فقد نشئت بالقذارة"

حرك رأسه ومسح وجهه ليتفحص ضربة لانس له واكمل..بتعابير ساخرة
" لسنا متشابهين، فلا تفرضوا قيودكم ومعتقداتكم وارائكم اللعينه حولي انا لا اشبه احد منكم ولم اكن كذلك يوما !"

" هيي"

قالت الشابة التي وصلت اليهما، تتنهد، تلتقط انفاسها بصعوبة، كمن قطع اميالا في الركض، رفعت رأسها فكانت ايلينا لتقول بين انفاسها المنقطعه

" هنالك امرا ما ينبغي عليكم جميعا معرفته "

بعدما دخلوا في احدى الازقة الخالية اخذت الشابة تتهادى في روايتها عن ما سمعته خلسة في قصر غيلبرت وكيف ان شكوكها زادت واضطربت واضمحلت الى شيء جنوني يواصل نخر جمجمتها،
حتى رأت "ماثيو" احد مستشارين السيد غيلبرت يكلم الشيف على انفراد، بشيء يشبه الهمس الحذر، كانا مضطربان، يتماهى الشيف بجسده مع وجه ممتلئ بالضيق، وحالما اقتربت منهما ايلينا خلسة مختبئة خلف الجدار سمعته يخبره ويشدد على كلامه بضرورة احتفاظ الشيف بالسر الان وانه لا ينبغي على اي احد ولا حتى لروح ضائعه ان تعرف بأن تلك الفتاة هنا، وانها مازالت حية...

وللعثور عليها، فما من طريقة تؤهلهم للدخول الى هناك... بعد البحث عنها مطولا وتجربة كافة الاشياء في النهاية قد قرر أكينو العودة الى silence death لكي يتمكن من العثور على ماكيتا...

يتبع

اتمنى تبدون التفاعل بهالبارت وتكتبون كومنتات عن ارائكم بطريقة السرد وتطور الشخصيات وعن اي شي حابين تستفسرون عنه

حاولت اخلي هالبارت طويل كتعويض الكم
Vote+ comment لحتى اعرف برغبتكم اذا حابين استمر

I Will Change سأتغير حيث تعيش القصص. اكتشف الآن