الفصل (٣) من وراء كل هذا؟

22 7 2
                                    

#متاهة_العالم_الخفي
#الفصل_الثالث.

_شچن أرىٰ جوارك خيالًا لأحد.

توترت شچن ونظرت جوارها لتعقد حاجبيها سريعًا فتعيد نظرها لوافي الجالس أمامها:
_وافي، هل تستهزء بي!

_لا لا صدقيني.
إبتلع كلماته وهو بتنهد ومازالت عينيه مسلطة إتجاه الخيال الأسود الجالس مقابلة، من حديث شچن فلا أحد يراه غيرة:
_صدقًا لا أستهزء بكِ أكملي ماذا حدث؟

أطالت النظر لعيونه تستشف الصدق به، فركت كفيها ببعضهما بتوتر متذكرة تلك التفاصيل:

_منذُ أكثر من عام وأنا أستيقظ كل يوم بنفس الساعة.

_أي ساعة بالضبط.

_الساعة الثانية بعد منتصف الليل، كل ليلة أسمع صوت نباح كلب عالي أتً من أحدى زوايا غرفتي بنفس الساعة، أفزع من نومي منتفضة لأفتح عيني واتفاجأ أن لا وجود لأي شيء، ظننت بالبداية أنها مجرد كوابيس ولكن...

صمتت وهي تغمض عينيها بخوف وبدأ جسدها يرتعش، تعجب لوضعها فهمس بقلق:
_شچن هل أنتِ بخير؟

فتحت عينيها وهزت رأسها بالنفي:
_لا مستحيل أن أكون بخير.

_ربما تتخيلين أو من إرهاق لهذا...

قاطعته شچن بنرفزة:
_وافي إستيقاظي كل يوم تحديدًا بساعة محددة للغاية، محدُدة الدقيقة، محدُدة الثانية وكأن الأمر كان مقصودًا، لا أعتقد أنها تخيلات.

_لما؟ قد يكون تعود، جسدك وعقلك الباطن إعتاد على الإستيقاظ بهذا الوقت! التعود كالإدمان يأخذ وقتًا طويلًا لتتعافي منه.

_مستحيل، الموضوع غير طبيعي أعتقد أن إستيقاظِ له علاقة بذهابي لتلك القرية.

_أي قرية تقصدين؟

_لا أتذكر أسمها بالضبط ولكن منذُ عام أمي قررت زياراتنا لأحدى أصدقائها بقرية منزوية نائية بأحدى المناطق الشعبية، لكني سمعت عنها أنها تشتهر بالدجالين والسحره.

ولأن وافي لم يرد الخوض بتلك التفاصيل على الأقل الأن قرر ترجيح الاقتراح الأسهل:
_لا تفكري كثيرًا بالأمر، ولا تعطي للموضوع أهمية كبيرة، ماذا سيكون أن لم تكن تخيلات أو إرهاق، تعلمين ما تمرين به قد يكون مجرد تفكير وبالي مشغول.

_لا أظن، أنت لا تفهمني.

قرر وافي إنهاء الحوار بحزم وكأنه لا يريد تصديق فكرة الذي وصل لنقطة ما:

_إلى ماذا تريدين أن تصلين بالضبط بحديثك هذا؟

تنهدت شچن بقوة فقررت القاء هذا الحديث العقيم عرض الحائط:
‏_ولا شيء يا وافي، لا يهم.

لاحظ الإستياء بوجهها رسم إبتسامة صغيرة على وجهه، أمسك بكفها يقبله برقه وحنان هامسًا لها:
_عزيزتي لا تحملي هم سأحاول التفكير بكلامك وفهم ما يحدث لكِ، كل ما أريدة منكِ أن تطمئني.

متاهة العالم الخفي Where stories live. Discover now