١٣ - 《تخطي》

Start from the beginning
                                    

كانت هذه عادة توماس، ولكن بهذه اللحظة تماما، تذكرت أوليفيا، شارلوت مجددا، المديرة المتسلطة التي كانت تسرق إبداعاتها، متخفية تحت عباءة الإشراف، كم كانت تتفنن بالتقليل والحط من قدرها، هي وأعضاء الفريق!.

ثم تابع، قائلا:
- هيا بنا، لنعود إلى منازلنا، التقوا بأطفالكم وعانقوهم، وأغدقوهم بالحب وعلموهم منذ الصغر أن يتحدثوا ويشاركوا همومهم وآمالهم ومخاوفهم معكم، هيا أراكم بالغد، إلى اللقاء.

ليأتي صوت رجولي، قال بصوت عالٍ: 
- لا... مهلا، يجب علينا الاحتفال بالعضو الجديد بالفريق، آنسة أوليفيا، لقد وصلت على ميعاد الحلقة، لذا أنا لم أرحب بها مثلكم.

مما جعل أوليفيا بحركة لا إرادية، حركت كفيها باتجاه معاكس لتنفي هذا الأمر، فالوقت متأخر واليوم كان مليئاً بالأحداث، فهي مرهقة كما أنها لا تحب الاجتماعات والاحتفالات من الأساس، ثم نظرت تجاه توماس، وكل ملامح وجهها أخبرته عن رفضها للفكرة.

مما جعل توماس، يردف قائلًا:
- ولكن الآنسة أوليفيا، مرهقة اليوم، لنجعلها بوقت لاحق.

فاخترق الشاب صاحب الصوت الصاخب، الصفوف ووقف قف أمام أوليفيا، تمامًا ويمد يده، يصافحها قائلا:
- حسنًا، لذا سأكتفي بالمصافحة، أهلا يا كستناءة.

تقوست ملامح أوليفيا أول ما سمعت عبارته، ولكنها ما لبثت إلا أن ارتاحت وارتسمت ابتسامة مشرقة، لأول مرة على محياها وأردفت:
- مهلًا، أنت... كيفن... كيفن لوك؟!.

ليخبرها بحماس، أنه كيفن الشاب الذي كان صديقا لأوليفيا بأيام الجامعة، حينما كانوا يدرسون الآداب والفنون، كيفن طويل القامة، يمتلك شعراً يشبهها تماما في تجعيده، فكان كل ما يراهم منذ الوهلة الأولى، يختلط عليهم الأمر بأنهم توأمان، فكانت يمتلك لون بشرة وعيون مثلها تماما، ولكن أهدابه كانت أكثر كثافة منه، حتى إنه كان يرتدي نظارة طبية كتلك التي ترتديها أوليفيا، والتي استغنى عنها حاليا وحتى تصفيفة الشعر، تغيرت... أصبح يعقد بعض شعره الملفوف دائريا إلى أعلى، ويترك باقي شعره حرًا، وهذا ما جعلها تتحير في مناداته، بهذا الاسم، فربما يكون شخص آخر!، ثم تجاذبوا الحديث قليلا، فابتعد عنهم توماس بضع خطوات، يلملم حاجياته وعندما انتهى، دلف بعض الخطوات تجاه أوليفيا، ليخبرها أن يقوم بتوصيلها، فتسمر للحظات، فكانت تبتسم بإشراق على غير عادتها، مما جعله يردف بخاطره، قائلا:
- كيف لها أن تخفي ابتسامتها الجميلة.

ثم حدق إلى عينيها، والتي كانت لامعة بشكل يذكره بأمه، فتضببت عيناه قليلا بالدمع، ثم تابع قائلا:
- لماذا يا ليلي تقتحمين بالي كثيرا هذه الأيام.

ثم عرض عليها التوصيل ليقاطعه كيفن قائلا: 
- لا عليك، سيد توماس لا تزعج نفسك، فأنا سأقوم بتوصيلها. 

مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now