ناتِج ضرب صِفر في صِفر

3.9K 385 397
                                    

قصر آل باسكريف في ليلة من آذار...
روز....

البيت ساكن كما لم يكن من قبل و قد أضحى الجميع نِياما و الغرف مغلقة إلا خاصتي و مفرشي البارد الذي لم يُلامس جسدي....

أنا الآن أطالع حديقة القصر أمامي من البيت الزجاجي؛البيت الصغير شكلا و تشكيلا المُحاط بزجاج عاكِس معزول عن القصر ببعض مترات....
دحرجت نظري نحو الفوار الذي يحوم حول فنجان الشاي و قد ارتخت حواسي مرتكزة على حفيف الريح خاصة و أن الجو هادئ لأبعد حد....

و بذكر الهدوء؛جزء من داخلي اهتز لهدوء داكس و ستيفان و كأن كلاهما اتفقا على تجاوز أي ما كان بينهما من عقدة ،أمر رجوع علاقتهم للطبيعة شيء مستحيل!

رغم أن جزءا مني أراد للمستحيل أن يصبح حقيقة على أرض الواقع....

تأففت بسأم أسحب جديلتي الوحيدة على جانب كتفي أزيل الشريط من شعري لأعيد ترتيبها....اعتدت على تشتيت تركيزي بهذه الطريقة كلما تمكنت مني أطياف الذاكرة...

سقط بصري على صورة عائلية جماعية بابتسامات مُتقنة ....و لوهلة ظننتها حقيقية؛لو لم أكن حاضرة على زمن الصورة لانخدعت بابتساماتهم.....

ستيفان كان في الصورة مختلفا لأن حينها يومه كان مختلفا!

"لا زلتِ هنا إذن!"

إنها نبرة داكس!

تسلل لمسمعي صوته المُهدئ لي رغم الفوضى التي يُحدثها بداخلي...

تجاهلت حديثه و همهمت بإيجاب و كأني لا أهتم....

لكن بكل أسف هذا الكون....أنا أهتم!

لماذا استغربَ كوني لازلت هنا؟أ رآني قبل الآن؟!
متى؟!لكن القصر كان فارغا و لم ألقط تنفس أحد!

ظننت أنني الوحيدة المستيقظة في كُنف الظلام....

استمررت في تعديل جديلتي لتلتقط أذناي صوت قبقبة حذائه من المدخل خلفي،كنت أعطيه ظهري و كنت أعطيه الأمان....و كما قيل مرة ؛في زمن الحرب لا تُدر ظهرك و لا نظرك لأن سهم الرمح سيخترقك!
لكنني لطالما  منحت أماني له.....

لازالت قبقبة حذائه طاغية،استنتجت حينها أنه لم يكن بالقصر أو أنه على وشك الخروج فلو كان هنا قبلا لما كان يرتدي حذائه و زيه الرسمي و كان سيكتفي بخفه المنزلي...

ترى أين كان؟

جعذت حاجبي في قهر و لم ألحظ يدي التي توقف عن الضفر و عصرت الجديلة بين أناملها...
لا أدري لم أُشعِل رأسي بأفكار نارية أنا في غنى عنها!
لمَ و رغم كل شيء لازال كل ما بيَ يهمس بأنني أهتم،أريده،و أنتطره....

و قد مللت الانتظار!متى سيمل كل شيء لي منه؟
متى ستتزن دقات خافقي المُرتَجلة؟

لمحته يمينا يضغط على المقبس قرب المكتبة ليُضاء جانبه بدرجة أصفرٍ خافتة تَبث الراحة لعيناي...

لقاء في مارسيلياOù les histoires vivent. Découvrez maintenant