تبعثُر الرُّقع

4.4K 391 324
                                    

طالعتُ الصبية هناك تتقدم بخطى خجِلة و عيون زائغة نحو ستيفان الذي لم يرفع نظره من على صورتنا الجماعية.....
اقتربت نحوه لتتشبث بمعطفه الأسود تدس رأسها في ساقه و النصف الآخر تُطالع بها حُضور الجمع.

كانت أعين الكل تتقلب تارة نحوها و تارة نحو ستيفان الذي مدَّ أنامله يلاعب فروة رأسها بلطف و من ثم تحدث بصوت هادئ يُسمع للجميع ...

"كايلا باسكريف الرُقعة الجديدة للصورة المِثالية التي لطالما تطلعتُ لاكتمالها...و هي غيرُ قابلة للنبذ!"

رفع نظره ليصبه بجمود نحو أبي،كانت عيناه مُتحدية أكثر من كونها تفرضُ رأيا.....و كان أبي أكثر عِنادا من أن ينسحب في الوقت الراهن لذا هو رفع شفتاه في سخرية ليقول مشيرا بطرف سبابته نحو كايلا -الفتاة الصغيرة- بدونية...

"و من تكون؟ سُلالتك الجديدة؟"

لم تحتد نظرة ستيفان بل دحرج بصره نحو الجميع و كأنه يتطلع لرؤية طفرة اعتراض ليعيدها نحو والدي قائلا بنفس الصوت الراكد.....

"سيد هيرنان باسكرِيف !أنت تعلم جيدا أن زهور الليلك لا تتفتح في الوقت الذي تزدهر فيه الورود المتسلقة! لذا خذ كلمتي على أنها مُسلمة لتتفادي ما قد يُتعِبك و يتعبني معك!"

الكثير من الأفكار استغرقت تفكيري مما قد ينشب بين مُتعصبين يرتشفان العناد في كؤوس.لاحظت بنصف نظري جوناس الذي يمشي وئيد الخطى نحو ستيفان ليلقي نظرة خاطفة نحوه ثم انحنى نحو كايلا التي دست رأسها أكثر في ساق ستيفان ؛ بينما جوناس بدي لي و كأنه يقدَح ذهنه ليقول شيء بشخصيته المرحة للفتاة الصغيرة، حينها امتدت يدعه تمسد رأسها لينطق بمرح مُنتظَرٍ منه...

"يُقال أن أول أميرة تُصبح ملكة...فدعيني أرى وجه ملكتي لأنكِ تُخفينَه عني كما ترين!"

نسجت الطفلة ابتسامة بريئة ،اشرأبَّت لتُطالع ردة فعل والدها و الذي أظنه لأول مرة لم يعاند ،بل هو ادعى أنه لم يهتم بالموقف إطلاقا و كأنه بذلك أعطاها الموافقة لترافق جوناس نحو وجهته.....

اقتربت من هذا الأخير الذي حملها بذراعين يكتنفها في حِمائية ثم طالع ستيفان في نظرة أخيرة و همس له بشيء لم تدركه أذناي....

وددت وقتها لو استطعت سماع ما قاله لأن ستيفان لم يقم بأي ردة فعل سوى أن ابتسم بسخرية و بعدها انسحب جوناس بكايلا نحو الأعلى ثم تبعتها مربيتها الشابة بطَواعية.

كنتُ مشدوهَة مما حدث للآن.....ستيفان و الكتلة البريئة التي أحضرها معه و كل شيء متَغير به أثار فضولي...

حتى نظرته هذه المرة كانت مختلفة و لم أعد أسطيع استشفاء شيء جيد منها.....حضوره بعد خمس أحوالٍ كان مَبعث فضول الجميع ،هم فضوليون نعم...لكن غير مُكترثون لأبعد حد.

لقاء في مارسيلياWhere stories live. Discover now