تبادلنا الأنظار وبسرعة آدم ابتعد عني يرمي لي غمزة سريعة مع إبتسامة مؤذية "تمّ إنقاذك"

احمرّ خداي وهو وقف يسير ناحية الباب، يفتحه وبسرعة رأيتُ نايومي تندفع وتتعلّق بساقه، تجعل ضحكة صغيرة تصدر منه، ينحني ويحملها برفق للأعلى "أميرتي جاءت"

إبتسمتُ أعتدل في جلستي وأرى الطريقة التي يمسكها بها، نايومي ضحكت تمسك بخصلاته وساقيها الصغيرين يتأرجحان في الهواء فيما تستحبّ ما يفعله معها. هو أدار وجهه ينظر إليّ، ثم تقدم مني يجلس على طرف السرير بجانبي، يضعها في حضني ويتحدث بصوت يحمل نبرة أبويّة "ماذا عن جاكلين هنا؟ ألم تشتاقي إليها؟"

نايومي تشبثّت في ملابسي تجذبها وتحركت شفاهها تنطق "ماما"

عيوني اتسعت وخفقة قويّة ضربت جوانب قلبي، تهزّ صدري وتحبس أنفاسي، رفعتُ عيوني منها إلى آدم الذي بدى في حالة هذول هو الآخر، نايومي تحركت ترتفع على ساقيها الصغيرتين وتتلمّس وجهي، تتابع وتنطق بصوت ناعم ظريف "ماما"

لا أصدّق أنها قالت ذلك؛ لا أصدّق أنها دعَتني للتو بماما.

شعرتُ بشيء يخز عيناي وفجأة واجهتني الحقيقة كأني أسمعها لأول مرة رغم اني أعرف ذلك؛ أعرف أن هذه الصغيرة ستكبر ولن تتذكر ملامح والدتها الحقيقية ولن تعرف كيف كانت ولا إلى أي مدى أحبّتها، ولا حتى كيف هو حضنها.

شعرتُ بالدّموع تتجمع في عيناي، من بين جميع البشر في العالم، أنا من سمعتُ هذه الكلمة منها، كتلة تشكلت في حلقي وإبتلعت أشعر بألمها، لذا دون تردد مددتُ ذراعاي أحيط بجسدها الصغير، أجذبها ناحيتي بقوة وأدفن وجهي في عنقها ذا الرائحة الجميلة، أخذتُ أنفاسي منها، أهمس بصوت مهتزّ "نعم صغيرتي"

هي ضحكت برقّة ونعومة، على الأرجح اني سببتُ لها الدغدغة، إلا أني في تلك اللحظة أغلقتُ عيناي ورموشي تبلّلت، أضغط جسدها ضدّي وأرفض التخليّ عنها.

كنتُ أشعر بنظرات آدم علينا، نظرات ليّنة لكن ثاقبة، قبل أن يحتلّني الدفئ المفاجئ الذي صدر عن جسده عندما أحاط بكلتينا، أنفاسي أصبحت أسرع أشعر بقوة المشاعر المفاجئة، وذراعيه كانت كل منهما تبعث شعورا بالطمأنينة إليّ وإلى نايومي.

وفكرتُ فجأة في ثواني السلام تلك، فكرت في العائلة التي قد يصنعها آدم، يوما ما–––هل سيكون إسمي ريدكاي يوما؟ مع أطفال يحملون نفس الإسم؟

ربما.

من يعلم؟

_


"قولي آه" أمي تحدثت بنبرة مبتهجة تقرّب الملعقة من فم نايومي الجالسة في حضنها، تجعلها تضحك بطريقة رنانة وتفتح فمها تستقبل الطعام، أمي أطلقت قهقهة تتحدث بنفس النبرة "اوه ها هي، ها هي"

آدمWhere stories live. Discover now