الفصل الأربعين

66 6 11
                                    

كان رامي قد عاد لتوه من المدرسة، وقد كانت ملابسه ممزقة، كذلك مملوءة بالتراب، ووجهه به عدة اصابات، ودم جاف على جانب وجهه. كان يشعر بالغضب الشديد، وهرول بنفس الاحساس تجاه السلم الكبير الذي يتوسط البهو. ولكنه ما ان وطئت قدمه اول سلمة، حتى سمع صوت والده الغاضب من خلفه ينادي بإسمه.
التفت رامي وهو يقبض على يديه، وما ان وقعت عينا والده عليه حتى تأكد أنه يعرف ما قد حدث.
اشار له ان يتبعه، ودخل كلاهما المكتب. وقف رامي بتوتر امام والده الذي يجلس الان الى المكتب بصمت.

-ابي. انا لم افعل شيء، هو من قام بإستفزازي اولا، لقد..

-هل حالته اسوأ منك؟

تعجب رامي قليلا من سؤال والده، الذي سأله ذلك بكل هدوء وهي يقوم بالاطلاع على الأوراق التي بين يديه.

-ليس.. ليس..

لم يستطع رامي ان يكون جملة واحدة، فنظر له والده نظرة واحدة، ثم وقف ليتجه له. وقف امامها مباشرة، ووضع يده على كتف رامي، ونظر له للأسفل.

-من هو؟

-انه.. انه بين جاكسون.

نظر له والده قليلا. ثم ابتعد عنه وهو يقول بسخرية:

-جاكسون!

ثم اخذ يضحك قليلا وبعدها اردف:

-فقط لأنه قد ورث بضعة قروش يظن انه قد اصبح له قيمة بين المجتمع! يجب ان اضعه في مكانه حتى لا يتجرأ ويعتقد انه ندا لنا مرة اخرى. وربما حينها فقط سيسيطر على تصرفات ابنه، ويخبره ان لا يتجرأ على احد اعلى منه مقاما.

نظر له رامي في شيء من الصدمة، هو يرى انه كان عراكا عاديا بينه وبين زميله، ولكن يبدو ان والده يرى انه اكثر من ذلك.

اليوم التالي كان جاكسون قد تم ضبطه بشحنة مخدرات، وتم التحفظ على جميع املاكه، وطبعا قد سُجن بعد ذلك، وكل ما حدث كان على مرأى ومسمع من رامي، فقد حرص والده ان يريه كل ما فعل، حتى يتعلم كيفية التعامل مع هكذا اشخاص، وامور في المستقبل.

...

وتذكر رامي ايضا الكثير من الاشياء التي قد علمها له والداه. لهذا هو لن يسمح لسارين ولا غيرها ان يقترب من ديلايلا وان كان حتى يحمل بداخله نية سيئة. يجب ان يبطش بأي شخص يهدد حياته هو ومن يحب، يبطش ولا يبالي بالنتيجة ففي النهاية هو رامي كليفورد ولا يقدر احد على مجابهته. وهذا ايضا ما كان يقال له من قِبل والديه، ليس وكأنهما قد توقفا عن ملء رأسه بتلك الكلمات.

ذهب عقل رامي لذكرى قريبة وقبض على عجلة القيادة.
وكان اليوم الذي تم اطلاق النار على ديلايلا بخارج المطعم واصيب ديلان بدلا منها.

...

وصل باتجاه مكان نائي على اطراف العاصمة بعد قيادة طويلة.
وصف سيارته في مرآب مبنى صغير تحيطه الاشجار وبدا على المبنى انه قديم قليلا.
دخل إلى المبنى واخرج هاتفه ليطبع عليه عدة ارقام وتتحرك الحائط امامه ويظهر مكانها باب مصعد.
وصل بعدها للدور الاول وكان فيه عدة مكاتب وطاولة اجتماعات بينما هناك لوح كبير موضوع على قائم خشبي للكتابة عليه.
وكان هناك ايضا ثلاثة أشخاص جالسون ينتظرون وصوله.
وفتاة تجلس على طاولة ما وتتفقد المسدس الذي بين يديها بإعجاب كبير.
انتبه الاربعة إلى وصول رامي ومن هالته المشتعلة خمنوا ان استدعاءه لهم لا يبشر بالخير ابدا.

أجيجحيث تعيش القصص. اكتشف الآن