إقتربت و وقفت بجوار زوجها و مدت يدها له وسط الزغاريت المتعالية فأخذ الثوب من يدها و فتحه للآخر و قال وسط صمت الحضور :

- هذا البرنوس يا إبني هو أصل عرش عائلتنا هو أصل ولاد نايل و هو الموروث الأول .. ورثته العائلة أبا عن جد .. لبسه كل جدودك و آخر من لبسه هو أخاك رحمة الله عليه و الآن أصبح من حقك سيرثه بعدك أولادك من سيكملون نسل عائلة "حاج السعيد" الذي لن يتوقف بإذن الله .

ثم فتحه جيدا و أحاط زدام به و وضعه على كتفيه جيدا و أغلق القفل فإنطلقت بعدها الزغاريت متتالية فرفع الحاج إصبعه حتى يصمت الكل و تتوقف الزغاريت .

ثم عادت و قربت يدها من الحاج و التي تحمل "الخيط الأسود" و السميك فأخذه الأخير و أخذ يلفه على رأس زدام حول العمامة و هو يقول :

- أما هذا الخيط فهو لجدك الحاج الكبير و هو أبي ورثته و لبسته أنا فقط و هو رمز الفرسان العظماء مثل أميرنا العظيم "عبد القادر" الذي لم يتخلى عنه أبدا و من بعدي أنت الفارس الوحيد الذي يستحقه .

ثم علت الزغاريت فرفع الحاج إصبعه مرة أخرى ليعلن الصمت و قال محدثا زدام الذي تحركت المشاعر بداخله و إختلطت :

- أثق جيدا أنك ستحافظ عليهما مثلما ستحافظ على إسم عائلتك و مكانتها و أصل عريشتنا .. ثقتي بك كبيرة .

ثم قربه منه و ضمه بقوة و أخذ يربث على ظهره بكل قوة و ثقة جعلت من زدام يضمه هو الآخر و علت الزغاريت مرة أخرى .

إبتعد عنه ثم أمسكه من يده و جره إلى وسط الحوش حيث كان يوجد كرسي أجلسه فوقه ثم عاد إلى مكانه تحت العريشة .. إقتربت جدته و جلست على الأرض بجواره و أشارت إلى -أم الخير- التي إقتربت تحمل بيدها طاولة صغيرة وضعتها أمام أمها و عادت بسرعة إلى الداخل لتتبعها -ثليجة- و تضع الصينية فوق تلك الطاولة ثم تعود هي الأخرى إلى مكانها كل ذلك رافقته الزغاريت .

أخذت الجدة تحرك الحناء بإصبعها و هي "تُقدم" و تقول :

« محمد محمد و صلو يا الأمة عليه و صلو يا الأمة عليه .. سيدنا و حبيبنا و يربح من صلى عليه » .

لتنطلق بعدها الزغاريت .. ثم أخذت الحناء بإصبعها و بدأت تشكل دائرة على يد زدام و هي تقول :

« حناء يا الحنينة و الحناء في "طبسي البلار" و الحناء في طبسي البلار .. يلبسها وليدي الفحل و صحابو العشرة لأحرار » .

إنطلقت الزغاريت .
أكملت تقول و قد تجمعت الدموع في عيونها :

« حناء يا الحنينة و الحناء شراوها الرجال و الحناء شراوها الرجال .. يحني بيها وليدي العزيز و مولات عينين الغزال » .

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 15, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

|| الـروحُ و إِن عَـشقَّـت || "حـفـصـة"Where stories live. Discover now