🌛الفصل ٢٨🌜

57.3K 645 91
                                    


في قلب صحراء الصعيد القاحله حيث لا نسمع فيها الا صرير الرياح و عواء الذئاب
وقفت سياره دفع رباعي هبط منها العدنان بمصاحبه هارون ووقفت قبالتها سياره اخري هبط منها الظابط معتز صديقه مصطحبا معه الظابط اسلام الذي كان متواجد أثناء حريق الارض الزراعيه
بعد ان القو التحيه علي بعضهم البعض بدأ عدنان الحديث قائلا :  لو مكانش معتز اكدلي علي ثجته فيك مكتش سمحتلك تحضر المجابله دي يا حضره الظابط اتمني تبجي كدها عشان تتجنب مواجه عدنان الجبالي
اغتاظ اسلام من هذا التهديد المبطن الذي القاه عليه هذا المتكبر و لكنه كتم غيظه و قال : و بردو معنز بيه لو مش متاكد اني هكون قد الثقه دي مكنش ادهالي و لا ايه يا عدنان بيه
تدخل معتز قائلا : خلاص يا اسلام متزعلش منه لانه مش بيثق في حد بسهوله و انت يا عدنان اسلام من أكفا الظباط في الداخليه و لاني متاكد من قدراته اشركته معانه في العمليه لانه يعتبر ظابط في المركز عندكم فبالتالي تواجده في النجع عندك هيبان طبيعي غير لو بعت ظابط مالمديريه عندي هشكو في وجوده
هارون : فاهمين كلت ديه يا معتز بيه بس انت واعي لخطوره الي احنا فيه لازمن ناخدو الحذر حتي من اجرب الناس لينا
عدنان : خلونا فالمهم .......
استمعو له جيدا و بداو في وضع خطه محكمه للايقاع بفهمي و المدعو ممدوح الذي اكتشفو انه يتبع تنظيم دولي يتاجر في كل شىء حتي البشر و الاعضاء فكان بالنسبه لهم صيدا ثمينا اذا ما تم الامساك به

دلف الي شقه بتوله بعدما انهي بعضا من اعماله و عاد الي السرايا وقت الغداء و قد اشتاق لها حقا و لكنه بعدما اغلق الباب خلفه وقف مكانه يشاهد بفرح اجمل مشهد راته عيناه
كانت تجلس هي و ابنتيه زهره و مريم تحاول تعليمهم الكتابه و مساعدتهم في اتمام واجبتهم التي تلقوها في الحضانه
رفعت بصرها اليه و انتبهت الفتيات لابيهم فهرولو اليه
حملهم بفرحه و قام بتقبيلهم وهو ينظر لها بعشق و شكر علي اهتمامها بابنتيه دون ان يطلب منها احد
فاهدته اجمل ابتسامه لا يستحقها غيره و اتجهت اليه قائله : حمدالله بالسلامه تعالي شوف شطاره بناتك الحلوين دول
مريم الصغيره : اني خلصت الواجب كلاته
زهره : واني حفظت كل كلام الانجليزي الي ادتهولي خاله مريم
عدنان : و اني عشان عوينات بناتي الشطار راح اخلي الخاله مريم تعملكم كيكه بالشكلاطه
ضحكت مريم و قالت : انت هتضحك عليهم و لايه هتتحجج بيهم لجل ما اعملها عشان انت بتحبها لو رايد تكافاهم صوح يبجي تجبلهوم عرايس باربي عشان نفسهم فيها جوي و اني وعدتهم بيها
هللت الفتاتان بفرحه و انقضو عليها يقبلوها وهم يشكروها انها لم تنسي وعدها لهم حتي قالت زهره ببراءه : انتي احلي ماما مريم فالدنيا
ذهل عدنان مما تفوهت به ابنته
اما مريم فقد ادمعت عيناها من حلاوه الكلمه فخافت الصغيره و قالت : انتي زعلتي مني يا خاله
احتضنتها مريم بقوه و قالت : لاااااه يا عمري اني فرحانه جوي انك جولتيلي ماما ممصدجاش حالي انك معتبراني كيف امك و من اهنيه و رايح معيزاكيش تبطلي تجوليهالي واصل
تدخلت مريم الصغيره و قالت بفرحه : و اني كماني هجولك ماما
احتضنتهم معا وقالت بفرحه صادقه : احلي ماما سمعتها فحياتي لو ربنا رزجني بعشر اعيال عمري ما هنسي ان بناتي الحلوين هما الي سمعوني احلي كلمه اتجالت ليه
كاد ان يبكي من جمال المشهد الذي لم يتخيله يوما فاخيرا عوض الله ابنتاه بام حقيقيه تذيقهم حنان الام الذي انحرمو منه بسبب تلك الجاحده
مسحت مريم دموعها و قالت : يلا يا جلب امك انتي و هي خلصو باجي الواجب علي ما اطلع خلجات لابوكم و بعديها نجعد نلعب سوي كيف ما اتفجني ماشي
وافقتها الفتاتان بفرحه و هرولو سريعا نحو الطاوله لانهاء ما تبقي لهم سريعا لينعمو باللعب و اللهو مع تلك الام الحنون
بعدما دخلا سويا الي جناحهم التقفها بين زراعاه بقوه حانيه وهو لا يجد بداخله ما يستطيع التعبير به عما يشعر
احست هي عليه و اخذت تربت فوق ظهره بحنان و قالت : مالك يا جلبي ساكت ليه
عدنان : فرحاااااان جوي بناتي غلابه عمرهم ما داجو حنيه الام رغم ان خواتي و امي مفايتنهمش بس بردك كت بشوف الكسره فعنيهم لما يلاجو نورا و لا شيماء بيحضنو ولادهم و هما مش لاجيين امهم جارهم حتي
مراحتش النظره دي غير من بعد ما بداتي تهتمي بيهم و تلاعبيهم حسو ان اخيرا بجي ليهم ام كيف العيال مش عمه و لا جده تهتم بيهم و خلاص
بس خايف
ابتعدت عنه و قالت بوجل : من ايه يا عمري
عدنان : خايف بعد ما ربنا يكرمك و تشوفي ولادك جبالك يشغلوكي عنيهم او تفرجي بناتهم وجتها هيدمرو اني مهالومش عليكي بردك ولادك من لحمك اولي باهتمامك و ا......
وضعت يدها فوق ثغره لتمنعه من اكمال هذا الحديث المحزن بالنسبه لها و قالت : هي دي فكرتك عن البتول يا عدنان يعلم ربي اني بحبهم حتي من جبل ما نتجوز كفايه عيندي انهم حته منيك و كت بحاول اجرب منيهم بعد جوازنا بس حنان كانت بتصدني و تتهمني اني عايزه اسرجهم منيها كيف ما سرجتك لولا امي الحاجه ما شندتلتها و هددتها انها هتجولك بدات تسيبهم اشوي وياي و يعلم ربي ان غلاوتهم زادت اضعاف لما سيمعت منيهم كلمه ماما و حسيتها جواتي انهم بحج بناتي و مهما ربنا رزجني بعيال هيفضلو عندي بنات جلبي الي سمعوني احلي كلمه في الدنيا
بعد كلاته امفكر اني ههملهم بعد ماولد اني مش جاحده يا عدنان و جربت جبلهم الحرمان و حاسه بيهم عشان اكده نفسي اعوضهم عن حرمانهم من امهم كيف مانت عوضتني عن حرماني من ابوي
قبل راسها و اخذه علي صدره يملس فوقه و هو يقول : حجك علي جلبي يا حبيبي اني خابر زين انك احن واحده فالدنيا بس غصب عني خوفت اني عمري ما وعيت لبناتي وهما فرحانين و بجيو يتعاملو كيف العيال غير بعد مانتي جربتي منيهم مجصودش انك هتفرجي بينهم و بين خواتهم انا جصدي انك هتتشغلي بعيالك كنهم اصغار يعني و هايبجي غصب عنيكي بس البنات مهيفهموش اكده هيفكرو انك هملتيهم لجل اخواتهم و هيرجعو يعيشو اليتم من جديد بعد ما داجو حلاوه جربك منيهم فهمتي يا جلب عدنان
ربتت علي صدره ثم طبعت قبله حلوه عليه و قالت : متخافش يا حبيبي طمن جلبك حتي لو عشر عيال بامر الله هجدر اهتم بيهم كلياتهم ثم اكملت بمزاح : داحنا صعايده يابوي نيعرف كيف نربي كتيبه عيال و نهتم ببيتنا و راجلنا في نفس الوجت مش كيف بنات البندر المجلعين الواحده منيهم تخلف عيلين و تهمل الدنيا بحجه ان العيال جننوها بلا جلع ماسخ
اطلق ضحكه صاخبه و لكن قطعها رنين هاتفه و حينما راه استغرب و قال : دي امي خير يارب فتح الهاتف سريعا و قبل ان يتفوه بحرف صرخت به امه قائلا : انزل يا بيه شوف النصيبه الي اتحدفت علينا دي
قبل ان يرد عليها اغلقت الهاتف في وجهه فخرج مهرولا للاسفل دون ان يرد علي هتاف بتوله القلق فما كان منها الا ان ترتدي ملسها سريعا و تسحب في يدها الفتاتان مهروله وراءه لتعرف ماذا حدث

🌛 عدنان 🌜+١٨🔞Where stories live. Discover now