THE HORIZON.|| الافق

Part 30

مع ذلك، إيڤان الذي ادرك ذلك التغير.. لم يعترض حقا.. لقد قرر البقاء برفقه من يعتقده صديقه.. ربما آمن بطريقه ما ان ماسيو قد يتغير و يعود إلى صوابه! إلا ان ذلك لن يحصل ابدا.. بل قتل ماسيو إيڤا و إيزل في النهايه، و طفل اخر لم يدرك احد تواجده بعد بل اختفي مع الظلام و لم يظهر ابدا مجددا!

ولكن الندم لن يذهب.. ليس حين يعود العقل إلى وعيه و يدرك الشخص اخطائه.. و حينها الحل الوحيد للدوامه المظلمه هو فقط ان يتم قبول اعتذار واحد مليئ بالذنب.. اعتذار ربما يكون مستحيلا!

رائحه مغريه وصلت لأنفه جعلت من افكاره المبعثره تختفي بسرعه.. في حين ان ايدي رقيقه صغيره قد احتضنته من الخلف برقه.. شعر بها حينها تضع رأسها على ظهره بينما صوتها الرقيق قد خرج بهدوء

" ما الذي تفكر به؟ انت تقف هنا منذ فتره"

" افكر ببعض الامور..."

تمتم بعد برهه، لم يخبر ميا بشيء.. ربما كانت تعرف جيدا انه يمتلك ماضي سيئ.. إلا انها لم تعرف ما مقدار سوء ذلك الماضي.. مع ذلك،شيئا فـ شيئا.. اراد التحدث عن حياته.. الافصاح بكل شيئ لها بعد ان تقبلته اخيرا!

امسك بيديها ليبعدها عنه و ذلك حين استدار ناحيتها ناظرا لوجهها الابيض بهدوء.. لقد كانت رفيقته.. رائعه! جميله جدا لدرجه شعوره بالغرابه انه احب امرأه ما في السابق.. لقد جعلته يشعر فقط انه كان احمق تماما لعدم انتظاره لها!

رفع يده ليلمس شعرها البني القصير بين يديه.. في حين ان الاخرى قد نظرت له بعين مليئه بالدفئ قبل ان تمسك يده لتضع كف يده الصلب على خدها الابيض الناعم.. اغلقت عينيها شاعره بالراحه في حين ان ماسيو قد اقترب ناحيتها مقبلا جبينها مطولا..

وجودها، كان ما يجعله يشعر بالسعاده و الخوف.. السعاده لجعله يشعر بالراحه و كأنه عاد لنفسه الحقيقه، نفسه التي فقدها منذ موت إيڤا.. و الخوف من إيڤان الذي قد يقتل ميا اذا اكتشف وجودها..

ابتعد عنها، ليحرك ابهامه على خدها برفق.. في حين ان ميا التي شعرت بالراحه و السكون فتحت عينيها البنيه ناظره له بكل حب.. متجاهل كل شيء عن ماضيه السيء.. فقد قال انه سيتغير لأجلها، و لم يكذب ابدا! لم يفعل شيء سيئا منذ ان التقت به.. ربما يكون عنيفا في بعض الاحيان، إلا انه عاملها برفق قدر استطاعته.. و ذلك جعلها تتعلق به بسرعه!

اخرجت شهقه مفاجئه لتنظر بسرعه و بتوتر للأسفل ناحيه قدمها شاعره بيده التي ترفع فستانها الابيض ممسكا بفخذها بقوه.. رمشت للحظات بينما شعرت بقشعريره تجري في عمودها الفقري.. ابتلعت ريقها لتعيد النظر للرجل صاحب العين الارجوانيه الذي يحمل نظرات هادئه تطلب اذنها!