49- أين أنتمي

ابدأ من البداية
                                    

"ماذا؟" تساءل دايتو لكن لم يكن لدي الوقت للرد، ومباشرة أقلعتُ السيارة ناحيته، ألتف عند النهاية وعيوني اتسعت بذهول أراه يركض خلف دين ولم يكن هناك أي أثر لآيكو.

اللعنة! أين هي؟

هتفت من النافذة المفتوحة أصرخ "دين! خلفك"

هو إلتفت ومباشرة تلقّى لكمة على وجهه جعلته يسقط على الأرض، الرجل الملثّم إعتلاه يواصل تسديد لكماته له، ولم يسعني سوى الترجل من السيارة والركض ناحيته، أجذبه من سترته الثقيلة وأبعده عنه لأرميه على الأرض.

دين كان على الأرض يرمش عدة مرات كأنه يحاول الحفاظ على وعيه كي لا يفقده، ضغطتُ على أسناني أركل الشخص الغامض، وعدتُ أناظر دين "أين آيكو؟"

"لا أعلم، ظننتُ أنها خلفي" تحدث بقلق يقف من الأرض، واتجهت إلى الغامض أنحني ناحيته وأطالعه بشرر يتطاير من عيناي، جذبت ياقته وخلعت لثامه أجد ملامح خشنة خلفه، لحية سوداء وعيون أكثر حلكة ذات نظرات حادة، شفاهه مزمومة، ودفع ساقيه يقوم بركلي لأتراجع للوراء وأسقط على الأرض.

هو وقف من مكانه يسرع ناحية دين ويقفز فوقه، جذب سكّين رفعها في الهواء وقبل أن يطعنه بها أنا كنتُ أسرع حينما قفزتُ خلفه وجذبت ذراعه أبعدها عنه.

"ٱهرب أيها اللعين" صرختُ به بغضب أحاول القبض على الضخم الذي ظلّ صامتا يقاومني، وتابعت أضغط على أسناني "ابحث عن آيكو"

"ح––حسنا" تحدث دين بعيون متسعة وجبين متعرق يقف من مكانه ويركض مبتعدا عندما انتفض الغامض بغضب، ثم بسرعة نظر إلي كأني أفسدتُ عليه يومه للتّو، أصدر زمجرة خشنة حادة ودفعني لأسقط على الأرض، قبضته هوت على فكّي بقوة جعلت جمجمتي تؤلمني قبل أن يرفع السكين وعينيه على عنقي.

خفق قلبي وعقلي عمل بسرعة أسترجع الذكري الماضية، شعور الألم واللحم الممزق، المعدن في داخلي والإنقباضة في عضلاتي.

السكين هوَت عليّ وبسرعة أمسكت بمعصمه أبقيها بعيدة عن عنقي، أبتلع وأدفعه بعيدا، لكنه كان بقوة مماثلة يقرّبها أكثر حتى لامس طرفها الحاد جلدي، يجعل الأدرينالين يفرز في جسدي.

ثقله فوقي كان يعيق حركتي ويمنحه الأفضلية للسيطرة عليّ، وكنتُ أواجه صعوبة في إبقاء السكين بعيدة عنّي، أغمضتُ عيناي أدفعه عندما شعرتُ بقبضته الثانية تضرب معدتي بقوّة، فتحتُ عيناي بألم حادّ وارتفعت يده يضغط على عنقي ويزمجر بقوة، كأنه يصرخ بدلا من ذلك.

صدري كان يعلو ويهبط أتحرك تحته كي أتخلص منه، لكنه كان أثقل وزنا وأكثر ضخامة، عيونه محمرّة تطالعني بغضب حقيقي، أسنانه مضغوطة ضدّ بعضها ورغوة لعاب تخرج من طرفها، في حين يلهث بقوة.

وجهي إحمرّ أشعر بالإختناق، حلقي آلمني وحاولت بأقصى استطاعتي أن أدفعه بعيدا وأتخلص من قبضته لكن بدون جدوى، أنفاسي بدأت تضيق وكتلة تتشكل في عنقي في محاولة لإلتقاط أنفاسي.

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن