49- أين أنتمي

Start from the beginning
                                    

إبتسمتُ أتقدم منه وأطالعه من أعلى لأسفل "أعجبك الأمر أم أزعجك؟"

عيونه رمشت يطالعني وتنهد بتعب يدخل يده في جيب بنطال الجينز الأزرق الذي كان يرتديه، يخرج USB صغير بلون أحمر ويمدّه لي. "ستجد هنا كل المعلومات التي تحتاجها أنت وصديقك"

أخذته منه مع ابتسامة جانبية على شفاهي، أدخله في جيب سترتي الجلدية، وأطالعه مرة أخرى "ماذا عن التوسط؟"

"ظننتُ أن هذا مزاح" هو حرك رأسه بغير تصديق يمرر أصابعه في خصلاته الشقراء وينتظر ردّ فعلي، لكن كل ما حصل عليه هو هدوء، نظرات جادة وإبتسامة ماكرة. كنتُ أضع يداي في جيوب سترتي وأميل رأسي للجانب، أنطق بعدها ببطئ شديد مع الضغط على كل كلمة "ماذا عن التوسط؟ دين"

ابتلع ريقه يرمقني بنظرات متوترة ثم في اللحظة التالية لمحتُ آيكو تظهر خلفه بملامح جامدة، عيوني تثبتت عليها وهو عقد حاجبيه يلتف ليرى ما أنظر إليه عندما شهق بجزع يندفع للأمام ناحيتي ويصطدم بي، إبتسمتُ أغمزه "لا تخَف، هي لن تعضك"

"أحضرتَ البطاقة مثلما طلب منكَ أكيرا؟" آيكو رمت كلماتها بهدوء ترمقه بنظرات ثاقبة كأنها تحفر في عمق روحه، وتجعل منه يبتلع ليهزّ رأسه "لستُ من يصنعها" توقف للحظة ثم تابع "لكن بإمكاني إدخالك للملهى إذا أردتِ"

تبادلت آيكو معي النظرات ومنحتُها إيماءة صغيرة مؤكدة، قبل أن تعيد هي النظر إليه وتنطق "خُذني إلى هناك"

"مع السيف؟" أشار بأصبعه إلى سيفها وإبتلع بقلق، يجعلها تخفض بصرها للأسفل وترمش كأنها تحلّل ما قاله، بعد ذلك هي رفعت عينيها ناحيتي تخلعه وتمدّه لي "اهتم به في غيابي، لن أتأخر"

مالذي سأفعله بسيفها؟

"حسنا" قلتُ بهدوء وهي هزت رأسها تعيد إنتباهها ناحية دين، تمسك به من معصمه لتهمس في أذنه بصوت مسموع "لا تُحاول إغضابي لأني أفقد أعصابي بسهولة، ولا أريد أن أؤذيك لأنك تعجبني"

اتسعت عيونه ورمشتُ أنا أنظر إليها وطريقة حديثها، هل هي مريضة أو ما شابه؟

دين رمقني بنظرة استنجاد يجعلني أحرك رأسي، أتدخل لأخاطبها "حاولي ألا تؤذيه فقط"

"سأفعل" قالت بهدوء وحركت رأسها له "هيا بنا"

بتلك الكلمات هما إتجها إلى الملهى في الشارع القريب من المكان، وعدتُ للسيارة أجذب هاتفي وأتصل برقم دايتو الذي ردّ مباشرة "نعم يا صاح"

"هما ذاهبان إلى غوست، سيكونان تحت مراقبتك" رميتُ كلماتي أراقب الشارع الفارغ حينما وقع بصري على رجل ملثم يسير بنفس الإتجاه الذي كانا يسيران به، أدار عنقه ناحيتي كأنه يخبرني بأنه رآني ثم واصل سيره يختفي عند نهاية الشارع.

قلبي قفز واتسعت عيناي.

"لم يظهرا بعد" دايتو تحدث بهدوء ولم يكن بمقدوري سوى إطلاق شتيمة "تبا!"

آدمWhere stories live. Discover now