وجهه في الذاكرة![الفصل الحادى عشر]

Start from the beginning
                                    

كان من الأفضل بكثير لو انها لم تخرج معه في الليلة الماضية .. كانت تفضل أن تعتبر نفسها جبانة لرفضها منازلته على ان تواجه الاكتشاف بانه قادر على اثارتها.

-تيشا نيشا، هل تسمعينني؟

أجفلت حين وعت أن بلانش تكلمها وقالت

- آسفة، كنت شاردة في أحد احلام اليقظة. ماذا قلت؟

فرددت عمتها وجبينها يتغضن بعبسة فضولية :

-سألتك اذا كنت ذهبت يوما إلى فوهة بركان الماس.

- كلا فكرنا مرة ان نزورها في رحلة ترفيهية أنا وبعض الاصدقاء لكننا لم نفعل، لماذا تسألين؟

كي ننقب عن الماس؟

وضحكت لنكتتها اذ ما قدرت ان تتخيل عمتها الرسامة المبدعة تنزل في حفرة وتحفر التراب!!

- قد نفعل ذلك، لكني قصدت ان ترسم نماذج لشخصيات حية، كسائق باص في اجازة مثلا .

-اني أحبذ أي اقتراح كان .

وأضافت قائلة لنفسها أي شيء كفيل بابعاد افكاري عن رورك ماديسون ...

فقالت عمتها بلهجة ملطفة وقد انتبهت لرنة يأس في صوت تيشا

-كل واحد منا يواجه يوماً سيئاً بين حين وآخر، فلا تدعي ذلك يثبط عزيمتك.

ولم تقدر نيشا أن تصحح مفهوم عمتها للسبب الحقيقي لضيقها فبلانش تحب رورك ولن تتفهم شعورها المشمئز من جراء تفكيرها الدائم فيه .

كذلك لا تقدر تيشا ان تعبر عن امتنانها لعمتها لامتناعها عن طرح اي سؤال حول سهرة البارحة لأن تيشا لم تكن مستعدة للتحدث عنها.

وقالت لها بلانش بصوت مرتفع وهي تخرج من الاستديو بعدما وضبت ادوات الرسم:

-لا تلبسي ثيابا انيقة فقد تقررين القيام ببعض الحفريات.

استبعدت تيشا هذه الفكرة لكنها ارتدت بنطلون جينز كالحا وقميصا وعقدت شعرها الطويل الى الخلف و تناولت من الخزانة جاكيتا قطنيا قديما حملته على ذراعها.

ثم خرجت الى الحديقة تتجول فيها في انتظار عمتها.

كان العصر قد انتصف قبل ان تنعطف بلانش بسيارتها الى الطريق المرصوفة بالحصى والتي تحف بها من الجانبين اشجار متراصة من الصنوبر يهب عليها هواء خفيف وكأنه همسات تروح وتجيء بين أوراقها الأبرية فيها شمس الصيف تظهر من خلال غيمة كبيرة وتنحدر مشعة لتلقي على الأرض اصابع ذهبية.

كان السكون حولهما عميقا جدا وحتى خيل لتيشا تقريبا انهما البشريان الوحيدان على الطريق الممتدة اميالا امامهما، ولهذا فوجئت لدى وصولها بصفوف السيارات المحتشدة في المرآب.

وبعد دفع رسم الدخول الزهيد الى الحديقة العامة، سلكا الدرب المؤدي الى تلك المساحة المحروثة من الأرض والمخصصة للتنقيب وبخلاف الزوار الآخرين الحاملين ادوات حفر مختلفة كالمجارف المخلبية والمغارف الصغيرة والأوعية المعدنية كانت هي وبلانش مسلحتين فقط باقلام و دفاتر رسم.

[مكتملة ☑] متيم بكWhere stories live. Discover now