الفصل الرابع

335 23 2
                                    


ووقتها وائل فتح عيونه بصدمة لما ركز وربط كل الخيوط ببعض..
وقال:
- يعني هي اتخطفت قصد هو كان عارف هي مين! هو فاكر أنه كده هيلوي دراعي يعني!!
رد عليه الراجل اللي تبعه وقال:
- حضرتك تؤمر بحاجه؟
- لا متعملش أي حاجه غير لما أعرفك
وقفل المكالمة وسط غضب كبير، ولكن غضبه ده اتحول لخوف لما فكر أن ممكن يكون عمر قال لبنته عن حقيقة أبوها، وأنه في الحقيقة من المافيا مش صاحب مستشفى!
وكان لازم يتحرك في أسرع وقت عشان يلحق بنته قبل ما كل حاجه تدمر..
في بيت عمر..
أنجي اللي كانت بتهتم بيه وبأكله وهو استغرب جداً من كل حاجه بتعملها، مع أنه اذاها لما منعها تخرج من البيت وكان ممكن تستغل الفرصة وتهرب منه لكنها معملتش كده! مبقاش قادر يفهمها ولا بقى قادر يفهم النصيب وازاي بيجمع ناس غريبة عن بعض ويرجع يفرقهم تاني، ولكن فراقهم بيكون صعب لدرجه أنهم مش بيقدروا ينسوا قد إيه نصيبهم كان قاسي..
ماجدة لاحظت اهتمام انجي بعمر وهي كمان استغربت شوية لأن واحده تانيه مكانها كان المفروض تستغل أول فرصة تيجي لها وتهرب فيها، حتى أنجي نفسها معرفتش هي بتعمل كل ده ليه، شفقة؟ ولا رد جميل ؟!
وبعد ما حضرت لعمر الاكل ودخلت بيه لاوضته لقته بيحاول يقوم فمنعته بسرعه، قالت:
- مينفعش تتحرك كده الجرح ممكن يفتح تاني
عمر قال:
- متقلقيش كده عادي أنا متعود على الجروح دي
قالت أنجي بعِناد:
- اه الرصاصة مجتش في مكان خطير الحمدلله، لكن ده مش معناه أنك متموتش بسببها!
عمر ابتسم بحزن وقال:
- وحتى لو متّ، ياريت بس مش معقول نصيبي يكون متعاون معايا للدرجادي عشان يديني اللي أنا عايُزه
أنجي سكتت للحظات وبعدين قالت:
- عمر أنت إيه حكايتك؟
التاني أبتسم بنفس الحزن وقال:
- ولا حاجه، أكيد أنتِ
حياتك مخلصتش عشان تقعدي تسمعي حكاية واحد رد سجون زيي
أنجي بصتله بإحراج وزعلت من كلامها اللي قالته ليه وقت عصبية، قالت بندم:
- أنا أسفه على الكلمة دي مكنش قصدي
عمر سكت للحظات وفضل باصصلها بعدين قال بانفعال:
- أنتِ بتعملي إيه كل ده هنا! المفروض كنتِ تستغلي الظروف وتهربي! أنا مش فاهمك مش أنتِ مكنتيش طايقة تفضلي هنا دقيقة إيه اللي حصل ؟!
أنجي سكتت بتردد، معرفتش تجاوبه لأنها هي نفسها مش عارفه إجابة السؤال، عمر كمّل وقال:
- أهلك المفروض أنهم قالبين الدنيا عليكِ ده على كلامك، أنتِ ليه اختارتي تكوني جنبي مع إني أذيتك
ردت انجي بهدوء:
- اذيتني عشان أنا كنت السبب في ده، لكن لو عليك أنت كنت عايز تفيدني، بدليل أنك انقذتني من الخطف ويا عالم كان هيحصل إيه فيا، لو أنا مكنتش قولت الكلمة دي مكنتش هتطلع أسوء ما فيك، مينفعش أكون السبب في أنك تطلع الوحش اللي جواك بعدين اجي أقول أنك وحش، أنا السبب
عمر بصلها بصدمة، إزاي قدرت تلخص كل اللي حاسس بيه كده؟! إزاي قدرت أنها تخلص حياته مع الناس؟! حس بحاجه غريبة وكأنه اتشد لكلامها ده وأعجب بيه، بغض النظر عن شخصيتها اللي هو مش فاهمها، قال:
- لو عايزه تمشي أنا مش همنعك على فكرة
أنجي فضلت تبصله بصمت بعدين قالت:
- لما تخف همشي، زي ما ساعدتني لازم أنا كمان أساعدك ولما تستعيد عافيتك هخليك أنت اللي توصلني للبيت كمان، بس أنا عايزه الموبايل بتاعي
عمر قال بسرعه:
- أكيد
وجه يتحرك ونسى جرحه للحظات فصرخ بألم وهي طلبت منه أنه يفضل مكانه، ويبقى يجيب الموبايل بتاعها بعدين..
ولما جه الليل..
انجي اتفاجئت بماجدة اللي دخلت اوضة عمر، قامت أنجي من على الكرسي اللي جنبه وراحت ليها بملل وكانت مستنيه أنها تتخانق معاها كالعاده ووقتها التانيه قالت:
- عامل ايه دلوقتي ؟
- الحمدلله كويس، بس محتاج متابعه
ماجدة قالت بهدوء:
- شكراً
أنجي اتفاجئت شوية من اللطف اللي بتتكلم بيه فقالت:
- مفيش داعي تشكريني، أنا برد لعمر الجميل اللي عمله معايا بس
ماجده قالت باستغراب:
- جميل إيه؟
أنجي سكتت شوية بعدين حكتلها اللي حصل وازاي اتعرفت على عمر وايه اللي دخلها البيت ده اصلا، ماجدة بصت لها بصدمة ووقتها أنجي كملت:
- لولاه كان زمان جرالي حاجه، عشان كده مكنش ينفع أمشي واسيبه في الحالة دي، ومكنش ينفع أطلب الإسعاف عشان معرفش مين اللي ضربوه دول أصلا، بس أكيد هما ناس معندهومش لا قلب ولا ضمير
ماجده بصتلها شوية بعدين رجعت لشخصيتها الغضبانه وقالت:
- بس أنتِ مينفعش تفضلي معاه في نفس الاوضة انتوا مش متجوزين، أنا جهزتلك اوضة جنبي هتفضلي فيها لحد ما يتحسن بعدين تمشي
أنجي وافقت لأنها حبت ترتاح شوية، خرجت معاها من الاوضة بعد ما اطمنت على عمر وراحت للاوضه وارتاحت فيها، ونامت من تعبها، وبليل حست بقلق وحركة في اوضتها! عشان كده انتفضت من مكانها لما حست أن في نفس تاني في الاوضة غيرها، بصت حواليها بخوف وقامت من على السرير وقبل ما تفتح باب الاوضة وتخرج فجأة حد هجم عليها من ضهرها وحط أيده على بؤها عشان متصرخش! 
أنجي حاولت تلف وتشوف مين ده لكن معرفتش وبحركة عفوية منها قدرت تضرب الشخص ده وجرت فتحت الباب وقبل ما تخرج من الاوضة مسكها من أيديها تاني وخلاها تلف عشان تشوفه، وكان الشخص ده مراد!! أنجي بصتله بخوف وقلق وقالت:
- أنت مين؟!!
مراد سكت شوية بعدين بصلها بصدمة وقال:
- أنتِ بتعملي إيه هنا؟ ده بيتي
- بيتك ازاي يعني!
وقبل ما تتكلم ركزت شوية وقالت:
- أنت مراد اخو عمر؟
مراد بصلها باستغراب وقال:
- وأنتِ عرفتي أسمي واخويا منين؟ وايه اللي مقعدك هنا أصلا! مش أنتِ بنت وائل نصران!!
أنجي بصتله بعيون مفتوحه على أخرها وقالت:
- أنت تعرف بابا!! تعرفه منين وعرفت منين إني بنته
فضل يبصلها بصمت وقبل ما يتكلم دخلت ماجدة الاوضة بصدمة بعد ما سمعت صوت مراد من الاوضة بتاعتها، راحتله بصدمة وقالت:
- أنت إيه اللي رجعك تاني! أنت لحقت ترجع إزاي أصلا
مراد اتنهد وقال:
- أنا مكنتش مسافر أصلا
ماجدة انتفضت لما سمعت كلامه ده وقبل ما تكمل كلامها طلبت من أنجي أنها تروح لعمر تطمن عليه عشان كانت عايزه تتكلم مع مراد لوحدهم، وبمجرد خروج أنجي مراد قال بسرعه:
- إيه اللي جاب البنت دي هنا! مش دي بنت وائل أنتِ عملتي ايه؟!
ماجدة بصتله بهدوء وهي كانت سبق وعرفت أن أنجي تبقي بنت وائل، ابتسمت بخبث وقالت:
- هي اللي جت هنا برجلها، فرصة جاتلي عشان أخلي الراجل ده يبعد عنك وميفكرش يأذي حد فيكم
مراد قال باعتراض:
- ده على اساس أن البنت هتسمح بده
ردت ماجده بنفس الخبث:
- واضح أن وائل مش معرف بنته أي حاجه عن شغله الحقيقي وحياته، وإلا كان زمانها هددتنا من وقت طويل بأبوها، وبعد اللي عمله وائل في عمر أنا مش هسمحلها تخرج من البيت ده غير بشروطي!
مراد قال باستغراب:
- ليه هو حصل إيه لعمر؟
- امبارح بعت ناس ضربوه بالنار، أنا عايزاك تهدي وبلاش تتصرف بغباء زي عادتك، وكون أنك تتصرف من دماغك وتكون في مصر من غير ما تعرفني ده هحاسبك عليه بعدين
في اوضة عمر..
أنجي قعدت قدامه بتعب، كانت عايزه تنام وترتاح لكن واضح أن البيت ده مفيهوش راحه، فاق عمر لما حس بيها جنبه وقال:
- روحتي فين صحيت من شوية ملقتكيش
أنجي قالت بسخرية:
- ماجدة هانم قالتلي مينفعش تفضلي مع عمر في نفس الاوضة انتوا مش متجوزين، ونقلتني اوضة جنبها وكنت هنام لحد اللي حصل
عمر ركز شوية لكلامها فقال:
- ليه حصل إيه؟
- مراد أخوك في البيت هنا
عمر انتفض من مكانه لما سمع إسم مراد وقال:
- في البيت ازاي يعني؟ هو مش مسافر ؟!
ردت أنجي:
- معرفش بقى، أنا مش فاهمه أي حاجه في عيلتكم دي وبصراحه كده أنا عايزه أمشي
فضل عمر ساكت وبصلها بهدوء فقالت هي بسرعه:
- بص ممكن أمشي وأرجع تاني اطمن عليك بما أني الدكتورة بتاعتك، ومش هعرّف بابا اللي حصل أنا بابا طيب أوي هو عنده مستشفى أكيد مش هيرفض أني أساعدك يعني
عمر حرك دماغه بقلة حيلة، وبعدها حاول يقوم من مكانه عشان كان لازم يشوف مراد، أنجي ساعدته أنه يتحرك وبمجرد ما وصلت قدام الاوضة اللي فيها مراد وماجده سابت عمر ورجعت للاوضه بتاعته تاني، عمر أخد نفس عميق وقبل ما يدخل الاوضة سمع ماجده وهي بتقول:
- دلوقتي المهم أنك تختفي تاني، لحد ما أخلص حوار اللي أسمها انجي دي ولما أخلص كل حاجه تبقي تظهر بقى، أنا مش هفضل قلقانه عليكم كده
عمر دخل الاوضة وقال:
- أنجي مين اللي تخلصي حوارها؟
وبعدها بص لمراد وقال بعصبية:
- وأنت إيه اللي رجعك دلوقتي؟
مراد بص لأخوه عمر بحزن وقال:
- كفاية المصايب اللي حطيتك فيها لحد دلوقتي، خليني أنا أتحمل شوية بقى مش كل مره تتحط أنت في وش المدفع
عمر فضل يبص لأخوه بحزن وبُعدهم كل السنين دي قدر يكسر رهبة اللحظة دي والاتنين حضنوا بعض بتأثر، عمر بعّد شوية عن مراد وقال بتعب:
- أقفل أي موضوع دلوقتي لحد ما أخف ونبقى نشوف الكلام ده
وبعدها بص لماجدة وقال:
- أنجي بكره هتمشي من هنا، لو في حاجه في دماغك ياريت تشليها
ولف عشان يخرج من الاوضة وقبل ما يخرج قالت ماجده:
- أنت تعرف أنجي مين الأول عشان تتكلم كده
عمر لف لها لما كلامه لفت نظره وقال:
- مين؟
ماجدة بصتله للحظات بعدين قالت:
- أنجي تبقى بنت وائل، بنت عدوك الوحيد، بنت الراجل اللي بسببه ضاعت خمس سنين من عمرك
عمر بصلها بصدمة كبيرة، مقدرش يستوعب إزاي النصيب لعب لعبته وجمعهم كده! يا ترا حكايتهم هتكون حكاية جديدة من حكايات النصيب ولا حكاية هتنتهي من قبل ما تبدأ!

يتبع..

رواية حكايات النصيب Where stories live. Discover now