part1

90 7 3
                                    

نهضت على صوت منبهها الذي رن في تمام السابعة صباحا نهضت لورا بكامل نشاطها وحيويتها، أخدت حماما ساخنا وعدلت روتينها بغرض التوجه للمكان الجديد الذي حصلت على فرصة في العمل به ،وكما اشار تطبيق الملاحة على جهازها فهو فندق خمسة نجوم بإطلالة ساحلية، رغم أن عملها يقتصر على التنظيف بحيث أنها تعمل في وقت فراغها لمساعدة والديها في المصروف، إلا أنها متحمسة لزيارته فهي لم تدخل قط لفندق فخم كهذا ، أنهت لورا ارتداء ملابسها التي كانت مكونة من سروال اسود و قميص صيفي اصفر،نزلت الدرجات متخطية أغلبها،فهرولت نحو طاولة الإفطار المليئة بالأطعمة التي جهزتها والدتها للتو.

"صباح الخير حبيبتي" اردفت والدتها مقبلة خدها

"صباح الخير عزيزتي" نبس والدها الذي يجلس في مقعده المعتاد على مائدة الإفطار، إنحنت على الطاولة تلتقط قطعة توست مقبلة خد والدها ،اخدت تمضغها وهي تودع والديها هامة بالخروج.

"اراكم في المساء" قالت وهي تودعهم

ارتدت معطفها وخرجت تتجه نحو محطة الباص،جلست على المقعد تنتضر الباص وهي تعبث في هاتفها حتى يصل؛ وصل الباص بعد ثلاثون دقيقة من انتظارها؛ركبته واخدت مقعدا وهي تتبع موقع الفندق في هاتفها ؛ونزلت عند المحطة القريبة منه، دخلت الفندق فارهة فمها من فخامة المكان ورقيه والآن عرفت لم يقيمونه بالخمسة نجوم، فالأثات والديكور والبلاط اضافة للثريا الكريستالية المعلقة على السقف كلها تبدو من آخر الطراز وأغلى الموديلات، أخرجتها فرقعة أصابعة من صدمتها فرأت موضف الإستقبال الواقف مباشرة أمامها؛

"بماذا اخدمتك آنستي" سأل باحترام شديد

"أنا هي التي أوصت بها السيدة إلينا للتنظيف "
ردت عليه بلطف شاكرة السيدة الينا في دواخلها حيث هي من أوصت بها في هكذا مكان ، طبعا فهي صديقة امها منذ الأزل، اخرجها الموضف من شرودها مجددا

" اتبعيني يا آنسة" تبعته لورا نازلين الدرج نحو الأسفل ، بعدما اتفقوا على كل شيئ وشرحت لها رئيسة الخدم عملها والأماكن التي تحتاج للتنظيف،أخدت المعدات وغيرت ملابسها بدأت التنظيف بداية بقاعات الإستقبال ، ثم قاعات الأكل الكبيرة التي تتطلب جهدا كبيرا لإتمامها ،وبعدها تبقت الحديقة التي تبدو وكأنها لا حدود لها من شدة شساعتها، زفرت بحدة كون كل طاقتها تم استنزافها بالفعل ، همت بتنضيف الطاولات الموزعة على طول الحديقة،دون نسيان مقاعدها ، استندت على أحدها آخدت انفاسها التي سلبها اياها العمل، ماسحة ينبوع العرق على جبهتها، جلست تستريح قليلا ، واذا بها تسمع آهات صادرة من مكان قريب وكأن احدهم يجاهد لأجل أنفاسه الأخيرة،اقتربت قليلا من مصدر الصوت بخطواتها السريعة، لتجد رجلا يظهر أنه في عقده الرابع وقد بدى وكأن أحد التماثيل اليونانية،بشعره متوسط الطول الذي تهزه الرياح من شدة نعومته، ممددا على الأرض ، تضرب في اشعة الشمس التي اضهرت مدى اسمرار بشرته و سواد شعره ، ببذلة سوداء ، فتحت معضم ازرار قميصه العلوية، واضعا كلتا يداه على قلبه، فاتحا فمه لأخد اكبر قدر ممكن من الهواء، هرولت نحوه
"هل انت بخير سيدي ، ماذا يحدث معك" اردفت مقربة وجهها من خاصته لتسمع الكلمات الخافتة التي بالكاد تخرج من فمه ، فورما لمحتها عيناه ،تدفق الى عقله سيل من الذكريات التي جعلته يبتسم رغم الألم المبرح الذي يجتاح الجهة اليسرى من صدره، حاول رفع يده ليلمس وجهها رادفا؛

" Eve-losanto "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن