11- سنينٌ عابره

589 29 54
                                    

-
-
-

"كم مِنَ الوقتِ مضىٰ؟" قالَ آيجاكس لنفسهِ جالساً بجانبِ ذلكَ النهرِ في تلكَ الليلةِ النجميه. بجانبِ موقدٍ من النارِ صنعهُ لِنفسه.

"بِما يهمسُ الحادي عَشر يا تُرىٰ؟" قالَ بانتالون جالساً علىٰ جذعِ إحدىٰ الأشجارِ بِتلكَ الغابه. أخذَ لونُ اللهبِ يختلطُ معَ ضياءِ القمرِ علىٰ وجههِ الشاحب، وعلىٰ تلكَ الأبتسامةِ الماكره.

"ألم تنم؟" سألَ الحادي عشر.
"كلا، عدمُ نومِكَ يُزعِجُني." ردَ الآخر مُحدقاً بِعينيّ آيجاكس الكئيبتان.

"أخبرني، آيجاكس؛ منذُ متىٰ وعيناكَ فقدتا ضياؤهُما؟ منذُ رحيلِ كونيكوزوشي؟" كانَ السؤالُ مُفاجئاً والسائلُ هوَ ما جعلَ من الأمرِ مُريباً.
"ماذا تُريد؟" ردَ الحادي عشر بمزاجٍ سيء ناظراً لِتلكَ الإبتسامه.

"لاشيءَ حقاً. كُنتُ أتسائل كيفَ لشخصٍ في ريعانِ شبابهِ أن يمتلكَ هذهِ الكآبةَ والجنونَ في عينيه."
"بانتالون."
"نعم؟"
"أُصمُت." ، أخذت أبتسامةُ بانتالون تتلاشىٰ وبدأت عيناهُ المُظلمةَ تتفتح، أعطىٰ لآيجاكس نظرةً حقيرةً لم يُعطِها لأحدٍ قط.

"كُنتُ أُحاولُ تغييرَ أجوائِكَ الكئيبه كَزميلٍ في العمل؛ وهذا ما ألقاه؟" ردَ بانتالون بأبتسامةٍ ساخره.
"ركز علىٰ مُهمتِنا وأبقي هذا الفم مُغلقاً." كانت نبرةُ آيجاكس كافيه لأيضاحِ التغير ألذي مرَ فيه خلالَ السنينِ الآخيره بعدَ رحيلِ كونيكوزوشي.

عيونٌ باردةٌ وكئيبه، شعرٌ بُرتُقاليٌ طويلٌ لم يعُد يهتمُ فيه، جسدٌ مُغطٍ بالخدوشِ والنُدب أثرَ التمرينِ المُكثف والعقاب اليومي ألذي كانَ يأخذهُ من التساريتسا شخصياً.
لم يكُن هُناكَ ضياءٌ في عينا آيجاكس منذُ البدايه، لكن الآن..حتىٰ عيونهُ لم تعُد تحملُ جمالاً.

"تتكلمُ وكأنكَ لم تنم معي تلكَ الليله." ردَ بانتلون بنبرةٍ ساخره آرادَ الآخر محيها من حبالهِ الصوتيةِ المُزعجه.
"ظننتُ أننا أتفقنا علىٰ نسيانِ الآمر، عزيزي بانتالون." تلكَ العينانُ البارده توجهت ناحيةَ عينا الآخرِ الماكره.

"كيفَ بإمكاني نسيانُ ألليله ألتي فقدت فيها عُذريتي علىٰ يدِ شابٍ صغير." أطلقَ ضحكةً خفيفه ثُمَ نهضَ ليكونَ أقربَ للحادي عشر. "لو كُنتَ يائساً لهذهِ الدرجه كما في تلكَ الليله، سأكونُ هُنا معك." همسَ في أُذُنِ آيجاكس ثُمَ غادرَ ناحيةَ الخيمه الخاصةِ بِهُما.

a puppet - دُميهWhere stories live. Discover now