الثـانية

2.6K 2.5K 30
                                    



















─── ・ 。゚☆: *.☽ .* :☆゚.───

─── ・ 。゚☆: *

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

─── ・ 。゚☆: *.☽ .* :☆゚.───

























































هل تُصدِّق، لقد مرّت حوالي سبعة أو ثمانِية أعوام على ذلِك الوقت. اِعتقدت فِيها أنّ حُبِّي لك قد تلاشى، عُدت لِتعيش فِي قصرِك الرّائع الكبِير ولديك مالٌ كثير وتحضر حفلات الموسِم وتظهر فِي عدد ليس بِقليل مِن الصُّحف وعلى البرامج التِّلفازيّة، غدوتَ رجلًا مِن غير الممكن أن يمُر مِن أمام الأنظار دُون أن يستقطِب الانتباه كُلُّه لِنفسه، رجلًا لا يحُده شيء حتّى يفرِض نفسه مهما كان الموقِف.

صِرت تشعُر بِالملل مِن النّظر إِلى هذا الكون الغير جدير بِأن تكُون فِيه كأنّك رأيتَ كُلَّ شيء ولم يعُد يُبهِرك شيء، لا يسعنِي سِوى أن أُفكِّر إِذا سارت الأُمور بِشكل مُختلِف، هل كُنت ستنظر لِي؟ لكُم شعرت فِي اِنتظارك بِالعذاب، وعندما وصلت أخيرًا إِليك لا أشعُر بِطعم الانتصار! لم أستطع أن أفهم كيف لم يبد مظهرِي مألُوفا لك؟ كيف يُمكِنك أن تنساني بِهذه السُّهولة، كيف لا تملِك أيّ ذِكريات عنِّي، وأنا التِي حتّى فِي أحلك لحظاتي، ما زِلتُ أحلُم بِك، عِندما أفتح عينِي فِي الظّلام أشعُر بِوجودك.

أتعب فقط مِن الاعتراف بِذلك، أتعلم؟ حتّى عِندما أجِد نفسِي بِمفردي، هُناك شيء حي ومخيف لِأشياء لم أستطع أن أنساها تستحضِر نفسها فِي عقلِي وتخُصك أنت لِتكون بطلها ولم أستطع التّوقُّف عن التّفكير فِيك ولو لِلحظة، حيث تكمُن يكمُن كُلُّ شغفِي، لقد كُنت حياتِي كُلها، وها أنا أمامك ولكنِّي لا أشعُر بِالانتصار البتّة!.

إِنّه مُؤلِم، ومُنذ أشهُر صار الأمر يتكرّر كثيرًا معِي بِمجرّد أن أُفكِّر ذِهنِي يذهب إِلى هُناك إِلى وقت ما اِنفصلنا فِي الماضي. وأجد نفسِي أُعانِي مِرارًا وتكرارًا مِن كوابيسَ تعذبني، فيها عتمة الغُرفة على حِين غِرّة تُطوقنِي لأشدّ هواءً بارِداً عميقًا إِلى جوف صدرِي.

فِي الحُلم أشعُر كما لو أننِي أنزل إِلى بِئر عميق، وأغطِّي بِقبضتي بِإحكام على عينِي خائِفة مِن الوُحوش التِي تكمُن مُتربصة بِي هُناك. حتّى عِندما أُلقِي نظرة خاطِفة على ما يُحيط بِي، يبدُو ما حولِي مُلتوِيًا بشعًا وحينما أتكلم أشعُر كأنّ صوتِي لا ينبُع مِن الدّاخل بل مِن مكان بعيد جِدًّا، أُراقِب نفسِي مِن مسافة بعِيدة، مُنفصلة عن جسدِي. لا يسعنِي سِوى أن أتساءل، ما الذِي يُشكله بِالضّبط هذا الحُلم المتكرِّر؟ وممّا يُحذرنِي؟ كانت هُناك بُرُودة تقشعِر لها الأبدان تنبُع مِن أعماقي، ومِن اِنقِباض صدرِي واشتداد حُزنِي، ينهار الحُلم فجأة، وأفتح عينِي وأعجز عن النّوم ثانِية، أُحاوِل التّناسي وكُل ليلة الشّيء نفسه، ليلة بعد ليلة نفس نمط الحُلم يتكرّر - أستيقِظ فِي مُنتصف اللّيل، غير قادِرة على إِيجاد عزاء فِي النّوم، لِأعود مِن جديد إِلى الصّمتِ فِي ظلامِي وإلى السّهر واستمرأه، هذِه الأحلام التِي كانت ذات مرّة ملاذًا لِي لِلهروب مِن الواقع، لا تجلِب الآن لِي سِوى شُعُور بِالحسرة والأسى والضِّيق يستمِر مع كُلِّ تكرار.

❪ قلب مِن لهب ❫Where stories live. Discover now