شبهات النصارى

143 11 4
                                    

شبهات النصارى حول مريم عليها السلام والجواب عنها
A A
شخصيّة مريم عليها السلام شخصية محوريّة في الإسلام والنصرانية، لا يمكن لأيّ شخص تجاوزها، وقد أُفردَت قصَّتها في القرآن الكريم في سورة كاملة، وسُمِّيت باسمها، تحدَّثت عن محيطها الأسري، وتفاصيل نشأتها، ومكان كفالتها، ومن تولى تربيتها من قومها، وهي في القرآن شخصية معظَّمة موقَّرة، موصوفة بالعبادة والتُّقى، وهي من سلالة مصطفاة من لدن آدم عليه الصلاة والسلام إلى والديها وخالتها زوجة نبي، وقد رباها زكريا عليه الصلاة والسلام في كنفه، وتولى كفالتها، وظهرت في أثناء كفالتها أمور عجيبة طبعت حياتها، ذكرها القرآن وخلَّدها، قال سبحانه: {وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب} [آل عمران: 37].

وهي مصطفاة من نساء العالمين، وقد بشِّرت بذلك من طرف الملائكة، والقرآن في سرده للسيرة الذاتية لمريم عليها السلام يبرِّئها مما رمتها به يهود من البهتان، كما أن تركيزه على تفاصيل حياتها ووصفها بالعبودية وملابسات حملها ووضعها يردّ على النصارى الذين اعتقدوا في ابنها الألوهية مع الله، أو أنه ابنه، وهذا ما أزعج النصارى وسائر أهل الكتاب؛ من كشف القرآن لما حرفوا وأخفوا من الحقائق، فجعلوا يطعنون فيه ويثيرون الشبه حوله، ونظرًا لمحورية شخصية مريم عليها السلام في دين أهل الكتاب كان لزامًا عليهم أن يتعرضوا للمعلومات التي قدم عنها القرآن بالتشكيك والتكذيب، ومن بين الأغاليط الأكثر تداولًا عند القوم وعند غيرهم:

أولا: دعوى الأخطاء التاريخية في القرآن بشأن مريم:

فقد ادَّعوا فيه أن القرآن وقع في خطإ تاريخيّ في قصة مريم عليها السلام:


فأوّلًا: أنَّه قال: إنها ابنة عمران.

وثانيًا: أنَّه قال: إنها أخت هارون.

وبين عمران وهارون ومريم قرابة الألف سنة.

وهم بهذا يعنون قول الله عز وجل: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيم} [آل عمران: 35]، وقوله: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِين} [التحريم: 12]، وقوله: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28].



ونقول جوابًا على هذه الشبهة:

أولًا: يمكن تسليمها لو سلّمنا أن الكتاب المقدَّس سلِم من التحريف، فيكون تعارضه مع القرآن دليلًا على وجود خلل يوجب النظرَ في أحدهما.

مريم عليها السلام (سيِّدة نساء العالمين) Место, где живут истории. Откройте их для себя