نزول الملائكة وجبريل

121 10 0
                                    

تمهيد مريم لهذه المعجزة. بدأت الملائكة تكلم مريم وهذا اصطفاء آخر( وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ- يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِين)



ثم نزول جبريل وهي معتكفة تعبد الله على هيئة رجل ليبشرها بالمسيح ولدًا لها( فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا) (سورة مريم، الآية 17)


وكانت إنما تخرج من المسجد في زمن حيضها أو لحاجة ضرورية لابد منها من استقاء ماء أو تحصيل غذاء فبينما هي يوما قد خرجت لبعض شؤونها (وانتبذت) أي انفردت وحدها شرقي المسجد الاقصى إذ بعث الله إليها الروح الامين جبريل عليه السلام: (فتمثل لها بشرا سويا) فلما رأته: (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا


(قال إنما أنا رسول ربك) أي خاطبها الملك قائلا: إنما أنا رسول ربك [ أي ]  لست ببشر، ولكني ملك بعثني الله إليك (ليهب لك غلاما زكيا) أي ولدا زكيا


(قالت أنى يكون لي غلام) أي كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد (ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا) أي ولست ذات زوج وما أنا ممن يفعل الفاحشة

ذكرت مريم ذلك تأكيدا منها أنه لم يمسسها بشر، يحتمل الحلال والحرام، ولم تستبعد قدرة الله إنما تساءلت كيف يكون هذا الولد ؟ هل من قبل الزوج في المستقبل أم يخلقه الله ابتدابعلها


(قال كذلك قال ربك هو علي هين) أي فأجابها الملك عن تعجبها من وجود ولد منها والحالة هذه قائلا: (كذلك قال ربك) أي وعد أنه سيخلق منك غلاما ولست بذات بعل ولا تكونين ممن تبغين (هو علي هين) أي وهذا سهل عليه ويسير لديه فإنه على من يشاء قدير.

وقوله: (وكان أمرا مقضيا).
يحتمل أن يكون هذا من تمام كلام جبريل معها يعني أن هذا أمر قد قضاه الله وحتمه وقدره وقرره


وذكر غير واحد من السلف: أن جبريل نفخ في جيب درعها فنزلت النفخة إلى فرجها، فحملت من فورها، كما تحمل المرأة عند جماع بعلها




(قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا- قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا- قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا-قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا)
(سورة مريم، الآيات 18-21).



مريم عليها السلام (سيِّدة نساء العالمين) Where stories live. Discover now