التقطت شهقة جعلتني عاجزة عن الكلام لدقائق وحين سقطت دمعة من عيني نظرت للأرض وكأن كل شيء خذلني.

- لقد عانيت منذ كنت طفلة، وقعت في حب أبي وكأن فؤادي يعلم أنه ليس أبي وإلا فلمَ قذ يزرع الرب حبا دفين كهذا داخلي! لقد لمت نفسي وكرهتها لأنني قذرة فأي فتاة قد تحب أباها حبا كهذا؟ وحين كادت الحياة تبتسم في وجهي وبادَلني ذات الشعور رغم شعوره بالسوء حيالنا سعيتي لتفرقتنا وقد نجحتي وبجدارة ودمرتي كل شيء.

أنتحبت ومسحت أدمعي بخشونة ثم نظرت لها حين تقدمت منها ونكزت كتفها علها تتحدث.

- أخبريني لمَ؟ لمَ تسعين دائما لتدمير سعادتي؟
لمَ فرقتني عن سعادتي؟ لقد صمت عن كل شيء لكن أبي كان خط أحمر بالنسبة لي وقد دعستيه يا أمي! كيف أمكنك فعل ذلك بابنتك؟ هل لأنني ابنة غير شرعية من عشيقك؟ لماذا لم تتخلصي مني ما دمتِ تكرهينني هكذا؟ لمَ ما تزالين متمسكة بي أجيبني واللعنة!

وفي نهاية جملتي دفعتها بقوة جعلتها ترتد في الحائط وتسقط على الأرض لم أهتم لها بل صرخت بقهر وبحزن ثم خرجت من الغرفة دون قول شيء.

أغلقت الباب وذهبت سريعا لتغيير ملابسي وما أزال أبكي بقهر على حالي، لقد عشت أربعة سنوات في جحيم بعيد عن محبوبي دون سبب!

أربعة سنوات لولا أمي لكان قد تغير الكثير، الكثير جدا.

حين انتهيت وبدأت بجمع كل ملابسي داخل حقيبتي وقد راسلت ريستوس أخبرته بأن يحضر حالا إلى منزلي، انتهيت من جمع ملابسي وسط بكائي وضعت هاتفي في جيب سترتي ثم خرجت من الغرفة أجر الحقيبة، حين خرجت من الغرفة وجدت أمي تقف على بداية الدرج وكأنها تمنع رحيلي.

- صدقيني أنت لن تمنعيني من مغادرة هذا المكان اليوم؛ لأني أقسم بالرب أني لن أقضي ليلة واحدة هنا وإن منعتني والرب أقتلني يا أمي.

قلت بغضب ودموعي تسقط من بين جفوني بتتالي وفاجئتني حين بكت!

- أونمي! أعرف أني فعلت بكِ الكثير لكني لا أريدك أن ترحلي.

تركت الحقيبة وحدقت بها بسكون، لا تريد مني الرحيل؟ لماذا؟ لا أظنه حبا في فحينما عشت معها كانت تعاملني وكأنني شيء مبتذل لديها هي وزوجها.

- لا تريدين مني الرحيل؟ بجدية! لماذا؟

قلت أضحك ساخرة وحينما أمسكت بالحقيبة وكدت أمر من أمام غرفتها لمحت ورقة الفحص فتركت الحقيبة وركضت نحوها وحملتها في سترتي قبل أن تتبعني أمي.

- أين جواز سفري؟

قلت بغضب وذهبت نحو فراشها أرفع الوسادة بحثا عنه وفجأة قبضت أمي على خصلاتي بقوة جعلتني أصرخ متألمة، تلك التي كانت تبكي منذ قليل صارت تمسك بخصلاتي الآن.

SIN.Where stories live. Discover now