٥_ 《قطع مفاجئ》

Start from the beginning
                                    

ثم تابعها جملة أخيرة مكتوبة وكأن أوليفيا تجيب عن نفسها، مفادها:
- يا إلهي، لما أنا درامية هكذا، هل تلبست روح إيميلي بي!
تلا العبارة، وجه مضحك مرسوم بشكل طفولي.

وبينما كانت تقرأ عبارات صديقتها الأخيرة، زامن ذلك حديث توماس في حلقته الإذاعية، والتي تدور حول سوء الفهم، ولأنها شخص عاطفي وخاصة عندما يتعلق الأمر بصديقتها، لم تتمالك نفسها ودون إدراك منها، التقطت الهاتف وقامت بإجراء المكالمة، لتتصل بغرفة التحكم أولا، أخبرتهم أنه أمر هام قد يؤدي إلى وفاة أحدهم، راوغتهم بذلك الحجة، لأنها تعرف جيدا من إحدى المقابلات في الصحف عن توماس، بأنه الأمر الوحيد الذي يسمح أن تقبل المكالمات في غير اليوم المخصص، للاستفسارات المفتوحة، لذا جرت الأمور، كما أرادت.

ليجيب توماس قائلًا أمام المصدح:
- أهلا... كيف حالك عزيزي أو عزيزتي المت...

لتقاطعه إيميلي قائلة:
- إيميلي... أندرسون، صديقة البرنامج لسنين متواصلة، ويؤسفني أن أقول، إنك كاذب.
_ كاذب يا سيد توماس، تتحدث عن سوء الفهم وأنت من اتهمت صديقتي البارحة و.....
وقبل أن تنهي عبارتها، دلفت أوليفيا إلى الغرفة، مما جعل إيميلي تغلق الخط بسرعة فائقة، وهذا ما جعل توماس يستشيط غضبًا، مهما كانت طريقة المتصل، لا يفضل توماس أبدًا أن يتم قطع الاتصال، ومما زاده غضبًا أن المتصلة لم تكن تمدحه! بل نعتته ضمنيًا بالكاذب الذي يملك ازدواجية لمعاييره.
نظرت أوليفيا إلى صديقتها، وقالت:
- ما بكِ يا إيميلي، تتحدثين إلى أحدهم، دون علمي وتخونين فارس أحلامك!.

لتنظر إليها إيميلي بعطف وبعيون دامعة، أردفت:
- هل لي بعناق دافئ يا أوليفيا؟

نظرت إليها أوليفيا بقلق بالغ، فعانقتها في الحال وأردفت:
- هل هناك شيء ما؟! أخبريني هل هناك من يزعجك، سواء كان شخصا أو أمرا...

قاطعها صوت تجهش إيميلي بالبكاء، وهي تحاول أن تخرج عبارات مفهومة، قائلة:
- لا شيء، فقط أردت أن أعانقك وأخبرك عن كم أنك جميلة ونادرة، ولا يوجد أحد بهذه الحياة يقدر كم أنكِ ثمينة غيري ومهما عانيتِ سابقا، أنا متيقنة من أنك ستنجحين وسيظهر بريقك للجميع.

عبارات إيميلي، زادت من قلق أوليفيا، لتردف الأخرى بقلق:
- أعرف أنك داعمة لي بالأوقات كلها، وأخبرك دائما، أنتِ لست مجرد صديقة، بل شقيقة لا أنتِ الأمان.
- جداري الذي استند إليه عندما يتم تهشيم أطرافي وملجأي عندما تشن الحياة حروبها عليّ ، دفعة واحدة، فأنتِ الشيء الوحيد الحلو بحياتي المريرة.

ثم أزالت يديها بلطف جانبا، ونظرت إلى عينيها قائلة:
- أخبريني ماذا بكِ؟

لتتصنع إيميلي الابتسامة وتخبرها قائلة:
- لا جديد أوليفيا، فأنتِ تعلمين كم أنا درامية ومندفعة، ويأتيني البكاء في أي وقت أي كانت كنت سعيدة أم حزينة، هذه هي ضريبة صداقتي.

ثم قالت إيميلي بنبرة لاح فيها بعض من المزاح:
- هيا، غادري لكي أستطيع أن أكمل مهمتي بالتنظيف اليوم.

غادرت أوليفيا الغرفة لتترك مجالا لصديقتها، ثم ذهبت إلى الشرفة، فهناك فقط مجالان بالنسبة لها لكي ترتب أفكارها، إما بالشرفة أو بالمطبخ عندما تقوم بطهو الطعام.

بالمحطة الإذاعية، وقتما تم إغلاق مكالمة إيميلي بطريقة مفاجئة، وبعد صياح توماس على ذلك واعتراف فريق الإعداد بقبول المكالمة؛ بسبب الاستثناء الوحيد الذي وضعه توماس من قبل، انهالت المكالمات عليه، وعلى فريق الإعداد من الصحفيين، يريدون تبريرًا للموقف.

هذا بسبب أن توماس أشهر مقدم برامج إذاعية ولديه الكثير من المعجبين، ومن الطبيعي أن يسعى خلفه الصحفيون وخاصة أولئك الذين ينبشون عن أي خطأ أو سهو وهفوة.

كانت الحيرة هي ما تسيطر على توماس، لا يعرف أي الخيارين أفضل، أن ينهي الحلقة باعتذار ويستأنف بالغد، أم يكمل الحلقة حتى نهايتها، ولكنه سريعا ما استقر على فكرة إكمال الحلقة، فإنهاؤها يعني أن هناك شيئًا لا يريد ظهوره للعلن، بينما إكمالها قد لا ينهي سيل المكالمات التي تطالبه بتفسير، ولكن في الأقل يستطيع أن يتجنب اتهامًا مؤكدًا.

استأنف الحلقة مجددا مع اعتذار بسيط حيث قال:
- أعتذر عن قطع الاتصال لفترة وأيضا أتمنى من المتصل أن يحاول الاتصال مجددا لكي ينهي ما حاول أن يخبرنا به.
ومن ثم تواصل مع المستمعين، حتى إنهاء الحلقة، ثم غادر إلى منزله وما هي إلا ساعة، حتى وصل إلى بنايته، وقرر أن يعطي لنفسه مجالا للتفكير، لطالما كان الهدوء والتريث يقود إلى قرارات حكيمة عوضا عن التسرع، فذهب إلى الفراش ليقرأ كتابا وينظم أفكاره، ثم استسلم للنوم حتى أستيقظ على نغمه هاتفه، وكان المتصل هو صديقه ويل.

أجاب على المكالمة وبصوت ناعس أردف:
- ماذا هناك؟!

ليجيبه الآخر بنبرة مستنكرة، قائلا:
-قم بفتح أي من المنصات الاجتماعية، هناك العديد من المقالات عنك، وبتحليلات أو ربما مؤلفات مختلفة، إلهي... فقط أقرأهم ثم حدثني مجددا.

■○■○■

عيد مبارك يا نسائم 🧡
هيا أخبروني عن آرائكم وتحليلاتكم
ما نوع التحليلات التي قد يكون أطلقها الصحفيون؟!
دمتم بألف خير 🧡🫂.



























مِذياع توماس.✓Where stories live. Discover now