42- أغلقي عينيك وٱحلمي بالغيوم

ابدأ من البداية
                                    

"مهلا" توقف للحظة وأغمضتُ عيناي أشعر بالتوتر منذ الآن، "لا تقل أن ما أفكر به الآن––"

"أجل داي"

"اوه تبا يا رجل"

"أعلم"

__

جاك

"أشعر بأني تائهة؛ أعتقد أني بحاجة للحديث معك الآن أوليفر"

تفوهتُ بتلك الكلمات أنظر إلى شاهد قبره، يدي مندسة في جيبي بينما الأخرى تحمل وردة بيضاء عطِرة، إبتسمتُ برفق أنحني وأضعها على القبر، ومن ثمّ إتخذت جلستي بجانبه أسحب نفسا نقيا إلى رئتاي وأطالع السماء بهدوء، أتابع "أريد أن أغادر المدينة تعلم؟ ربما أتبع ماركوس، أو ربما أذهب فقط إلى مكان آخر لا أعرف فيه أي أحد"

هواء خفيف هبّ بخفة يداعب جلدي ويتخلل إلى أذناي من خلال خصلاتي، ابتسمت على الشعور بينما أبتلع وأتابع كلامي "هل تتذكر حين أخبرتني قبل مباراة كرة القدم بأني سأضيع من دونك" شيء ما تشكل في حلقي واضطررت لإبتلاعه حتى أضيف بخفوت "أعتقد أن معك حق؛ لديّ مشاعر قوية لشخص"

قررت الصمت وعدم متابعة كلامي، ألقيتُ نظرة على ساعة معصمي لأجدها تشير إلى الرابعة عصرا، جيد، إنه موعد العمل والسيدة مارتينا لن تتحمل إهمال آخر مني.

"حسنا، سأخبرك بكل شيء في وقت لاحق أولي، اهتم بنفسك" ابتسمت بصدق أدفع بجسدي للأعلى كي أقف، ثم بهدوء نفضت ملابسي ألقي نظرة أخيرة مصاحبة لإبتسامة هادئة، إبتلعت ببطئ أرمي كلماتي "سأحضر لكَ باقة ورود المرة المقبلة، أعدك"

وضعتُ يداي في جيوبي ألتفت وأسير مغادرة المكان، عيناي كانتا للأسفل أتابع خطواتي والأرض فحسب، ذاكرتي للوراء إلى أحداث الليلة الماضية مع آدم، ثم إلى كلماته التي قالها لي هذا الصباح، شعرتُ بإنقباضة في صدري حالما فعلتُ ذلك، حالما تذكرت؛ لقد أظهر لي بوضوح تام بأن لا شيء من هذا حقيقي، لقد كانت مجرد رغبة عابرة وانقضت الآن.

لماذا واللعنة جاءني في تلك اللحظة؟ لماذا لم يذهب إلى أية فتاة أخرى غيري؟ لقد كان يعلم أني لن أرفض.

آدم؛ أنا حقا لم أعد أفهمه.

أطلقتُ نفسا أتابع سيري، أسحب سماعاتي من حقيبتي وأشغل أغنية عشوائية، توالت الأفكار مع الألحان تسحق عقلي، شعرتُ فجأة بأني عارية، بأني مجرّدة من كل شيء، لا أملك أي شيء بين يداي ولا أحد بإمكانه مساعدتي.

جاكلين، لا أحد سيعلم ما تشعرين به، خذي نفسا وأغمضي عينيك ودعي الأمر يمرّ بسلام.

تماما مثلما يفعل الأطفال مع العاصفة الرعدية.

ماذا لو كانت جيمي ما تزال صديقتي؟ هل كانت ستخبرني بما عليّ فعله؟ ماذا عن كاتي؟ ربما إن استطعت إيجادها بإمكانها تقديم لي بعض النصائح؟ أي نوع من النصائح؟

آدمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن