الفصل 10

489 30 16
                                    


في نهاية النهار ..في ساعة الغروب تقريباً كانت يلينا قد قررت اقتحام غرفة ليفاي ومشاركتهم الحديث لانه مر وقت كافِ ليعيشا لحضات (عشاق)
وعندما دخلت الغرفة وجدت ليفاي قد جلس كأنه سليم تماماً وهانجي تتقافز من مكان لآخر تخبره قصة ما..
"لكن احزر ماذا؟ عندما اعتقدت انهم تقبلوني اخيراً وسأصبح صديقتهم سمعتهم في الـ.. اوه اهلاً يلينا! ضننتك رجعتي لمنزلك" قالت هانجي عندما لاحظت دخول يلينا.
"ضننتك نسيتي زميلك" قال ليفاي وهو يبتسم .

جلست يلينا على كرسي مجاور "كيف حالك ايها المحارب؟ ارى اني قاطعت قصة هانجي. اكملي منهم اللذين تقبلوك"
تنهدت هانجي "كنت احكي لليفاي عن حياتي في المدرسه الثانويه. في الواقع لقد حكيت له مجريات حياتي كلها تقريباً" ونظرت اليه.
قال محدثاً يلينا "اخبرتني ايضاً انها ستبقى معلمة للابد. افقدي الامل في ضمها الى القاعده"
عقدت هانجي ذراعيها ورفعت رأسها بتعالِ "ولماذا يجب علي انا ان اعمل معكم؟ لماذا لا تعملون انتم معي!"
ردت يلينا "اوه اجل نترك رواتبنا ومميزاتنا لنعمل في مدرسة"
رمقها ليفاي "اعتقد ان عليك التفكير في الأمر يلينا"
"ماذا؟! هل حقاً ستعمل معها؟!"
وكانت تنظر اليه بتركيز هي وهانجي تنتظران الرد
قال وهو يعيد شعره الى الوراء بحركة سينمائيه "لا اعتقد اني اود العمل اكثر في هذا المجال بعد هذه الاصابة. ما المشكلة ان استمريت في تدريس الفيزياء؟ لعلي اقوم بتعديل المناهج ليصبح مركز الكون في عيني هانجي"
قال الجملة الاخيرة وضحك .. واصبحت هانجي خجله واختفى ذلك التعالي المزيف.

"هل ستتركني في تلك القاعده اللعينة وحدي لتقوم بمغازلة هانجي؟ كان يجب ان اتوقع ذلك. حسناً ايها المعلمان الرائعان. سأفكر في هذا الأمر وقد استقيل انا ايضاً ونعمل سوياً في ثانويه!"
هرعت هانجي نحوها تعانقها "اذا قدمتي انتِ ايضاً استقالتك مع ليفاي وقدمتما للعمل معي سيصبح للأيام معنى بالنسبة لي"
"لا تتحدثي هكذا فأقوم بتقديم استقالتي الان!" .
ضحك ثلاثتهم. وطلب ليفاي من هانجي ان تكمل حديثها عن مجموعة الاصدقاء الذين كانت تود الانضمام اليهم في الثانويه . اكملت القصة "سمعتهم يتهامسون بأنهم بعد ان اساعدهم في تجاوز الامتحانات النهائيه سيتركونني خلفهم. فقطعت علاقاتي بهم ولم اساعدهم قطعاً"

علقت يلينا "تعتقدين ان هذه القصة مأساويه؟ اسألي ليفاي عن كيف قضينا الثانويه! اخبرها عندما كدنا نتعرض للدهس من باص المدرسة"
قال ليفاي "انا لم ابدأ بسرد قصة حياتي لها بعد . لكن سأحكي هذا الموقف المريع. كنا انا ويلينا حمقى في الثانويه اعتقدنا انه يمكننا القفز من نافذه الباص للهروب من الدوام وعندما قفزنا تأذينا كثيراً حيث كادت تنسلخ جلودنا على الرصيف. ولم نتمكن من الوقوف حتى لاحظنا سائق الباص يعود للوراء سريعاً لانه لاحظ قفزنا. وكاد يدهسنا لو لم نتحرك"
"يا اللهي!ً مراهقتكما للتاريخ"
مرت بضع ساعات وهم يتحدثون عن ايام المراهقة. وامور عدة جعلت من هانجي وليفاي يتعرفان على بعضهما اكثر. وكان الجو دافئاً مليئاً بالمودة بين الثلاثة حتى دقت الساعة السابعه مساء ..

"حسناً يلينا الى اللقاء" قال ليفاي بسخرية
"ماذا؟ لم اقل اني راحله!"
ثم استوعبت ماذا يحاول ان يقول "اوه! تقوم بطردي الان لتبقيا وحدكما؟! انظري هانجي يريد مني الرحيل هل يعجبك هذا؟"
لم تكن هانجي تفهم شيئاً من حوارهم "لماذا تريد منها الرحيل؟ ابقي هنا"
لكن يلينا لم ترغب في افساد خطط ليفاي المجهوله فقالت "في الحقيقه علي الرحيل فعلاً. تأخر الوقت " ووقفت لتعانق هانجي وتبعثر شعر ليفاي وتخرج من المكان. متمنيه المزيد من التطورات في علاقتهما.

"هانجي"
"نعم؟" قالت وهي واقفه حيث كانت تغلق الباب خلف يلينا.
" هل تخرجين معي غداً مساء؟"
"هل سيسمح لك المستشفى بالخروج غدا؟!"
"سأخرج سواء سمحواً ام لا. مللت البقاء هنا. لكن اجيبي السؤال"
ومد يده اليها بمعنى اقتربي.
اقتربت هي وامسكت بيده وجلست على حافة السرير..
"هل تدعوني الى موعد الان؟"
"نعم. موعد" وابتسم
ادارت وجهها بدلال "دعني افكر قليلاً!"
ضحك ليفاي من غرابة ردودها . "ارجوك"
"حسناً انا موافقة. بشرط واحد.. سيتم تأجيل الموعد اذا قال الاطباء انك لن تستطيع الخروج غداً. لا هروب ولا تملص من العلاج. هل هذا مفهوم؟"
"امرك. استاذه زوي" ساخراً من اسلوبها الذي يبدو كانها تحدث طالباً مشاغباً.
لكنها فجأة ابتسمت وامسكت يد ليفاي بكلتي يديها "هذا اغرب من ان يكون واقعياً ليفاي. هل نحن نتواعد الان؟ اعتقدت لفترة طويله ان الطريقه التي قد نقترب بها من بعضنا هي الصدف. من كان يعتقد ان القصة ستجري هكذا؟ ثم ان افضل قرار ستتخذه في حياتك هو ان تستمر بالعمل معلماً وتترك الاستخبارات الوطنيه المريبه تلك. ليس لانني انانيه واريدك حولي فقط بل لانني لن اتحمل فكرة محاولة اغتيال اخرى ..او على وجه الدقة لن اتحمل فكره اني قد افقدك في اي لحضة مثلما حدث مع يلينا وزيك"
كان ليفاي يتأمل عينيها الذكيتين البنيتين اثناء حديثها والطريقة التي تنظر بها للاسفل كانها تحدث نفسها.
"لا انوي الموت الان. لدي شيء واحد لا استطيع الموت قبل ان افعلة"
"ماهو؟"
"ربما تعرفين غداً ..ربما.. اذا سمح لي الاطباء بالخروج"

.
.
.
.
يتبع

الوَهم المثالي.  ||Levihan||Where stories live. Discover now